المرأة الكردية “معركة الحقوق لم تحسم بعد “

نساء كردستان العراق يعشن تحت القمع والقيود التي تفرضها سطوة الرجال”، هذا موقف عبرت عنه ناشطات كرديات يدافعن عن حقوق المرأة.

وانتصرت المرأة الكردية في جبهة القتال على تنظيم الدولة الإسلامية داعش، لكنها لم تحقق النصر بعد في جبهة النضال من أجل نيل الحقوق المدنية في الإقليم.

فرغم مرور أكثر من ربع قرن على حكم ذاتي في إقليم كردستان العراق الذي تشكل عقب انتفاضة 1991 ونادى بالديموقراطية ومجتمع مدني، ترى ناشطات نسويات أن المرأة الكردية لم تحصل على حقوقها المكفولة في المواثيق الدولية.

موقع “الحرة” سأل الناشطتان الكرديتان جومان هردي وهوزان محمود عن واقع المرأة الكردية، حيث أكدتا أنه رغم الدور البارز لها في مجالات مجتمعية وثقافية عدة ودخولهن عالم السياسة والبرلمان، الانخراط في القتال ضد تنظيم داعش، إلا انها لا تزال مقيدة بالكثير من الأطر التقليدية المتوارثة في مجالي الدين والمجتمع.

وتشير الناشطتان إلى “هيمنة الذكور” على مجالات القرار داخل المفاصل المجتمعية المهمة في إقليم كردستان، وهو ما يعيق تقدم المرأة وحصولها على حقوقها.

جومان هردي باحثة في قضايا المرأة، ورئيسة قسم اللغة الإنكليزية في الجامعة الأميركية في السليمانية بالعراق.

تقول هردي إن الكفاح من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين يتطلب صبرا.

وتضيف ” أؤمن بالتعليم، وهذا هو السبب الرئيس لعودتي بعد 26 سنة عشتها في الخارج”.

“كأستاذة للغة الإنجليزية في الجامعة أدرس نصوصا تتناول القمع المبني على التمييز الجنسي، وتتحدى الرؤية المجتمعية الشائعة لأدوار وقدرات وصفات الرجال والنساء، وتفضح الظلم المخفي في اللغة والعلاقات والأعراف المجتمعية”.

وتوضح هردي أنه “رغم تحويل المجتمع الرجال والنساء إلى جماعتين مختلفتين وتصوير الرجال كعقلانيين ومستقلين في مقابل تصوير المرأة كعاطفية تعتمد على الآخرين، فأن كلا الجنسين يتميزان بصفات متعددة”.

وتقدم هردي مثالا بالقول “هناك نساء مقاتلات ورجال خونة، أيضا هناك رجال لطفاء ونساء قاسيات”.

مقاتلات كرديات يحملن السلاح ضد تنظيم الدولة الإسلامية داعش

ويتطلب الكفاح من أجل المساواة بين الجنسين الكثير من الصبر، حسب هردي مشيرة إلى أنه يتطلب ” فهما لتعقيدات وصعوبات أنظمة القمع وكيفية عملها في المجتمع”.

وتعتقد هردي أن ” أخطر مظاهر القمع هي التي لا يمكن رؤيتها، أعني الطريقة التي يخفي فيها القمع نفسه داخل اللغة والثقافة والأعراف ليصبح في الأخير غير قابل للكشف من قبل الكثيرين.

وفي بعض الأحيان “تستطيع رؤية الظلم، مثل العنف الذي يمارس ضد المرأة ونقص تمثيل النساء في السياسة والحكومة ومجالات أخرى”، حسب هردي.

وتحمل هردي المرأة جانبا من المسؤولية عن هذا الوقع قائلة ” أحيانا تتبنى المرأة رؤية قامعها حول النساء، وتتحول وكيلة للنظام الأبوي، وتقوم بضبط النساء الأخريات ليطعن النظام العام”.

وتعتبر هردي أنه ” من الأهمية بمكان أن تفهم المرأة آليات النظام الذكوري لمقاومته، ولكن هذا لا يعني أن الكفاح من أجل المساواة هو مسؤولية المرأة وحدها، إنه مسؤولية من يهتم بالعدالة وخصوصا الذين لديهم السلطة والقوة. وعملي كأستاذة جامعية هو مساعدة الشباب والشابات في رؤية هذه القضايا ومحاربتها”.

م/www.alhurra.com

 

Exit mobile version