في يوم السل العالمي الديوانية تعلن شفاء 96% من المصابين به

تقرير/تحسين الزركاني
أعلنت العيادة الاستشارية للأمراض الصدرية والتنفسية في الديوانية، اليوم الأربعاء،  شفاء 96% من المصابين بمرض التدرن الرئوي (السل) في المحافظة، وفيما أكدت أن نسبة الوعي الثقافي في المجتمع، والدور الذي لعبته وسائل الاعلام العراقية كان من أهم أسباب الكشف المبكر عن كثير من الاصابات، دعت الحكومات العراقية الى شمول المصابين بالسل برواتب شبكة الحماية لمساعدتهم على العلاج والشفاء.

جاء ذلك خلال الندوة التي أقامتها العيادة الاستشارية للأمراض الصدرية والتنفسية في الديوانية، تحت شعار (الكشف عن السل وعلاجه ومعالجته)، اليوم في الشركة العامة للصناعات المطاطية، بمناسبة يوم التدرن العالمي.

وقال مدير العيادة الاستشارية للأمراض  الصدرية والتنفسية في الديوانية، الدكتور حسن شريف، في حديث الى (المدى برس)، إن “الندوة التي اقيمت في الشركة العامة للصناعات المطاطية، بحثت أعراض الاصابة وطرق الوقاية والعلاج ومخاطر تركه، بالنسبة الى العاملين في المصانع والمعامل المغلقة”.

وأوضح أن “المسؤولية تقع على عاتق الجميع للحد من الاصابة بمرض السل الذي لا يصيب الصدر او الرئتين كما يشاع بالخطأ، بل يتعدى الى جميع أعضاء الجسد، بحسب مناعة الانسان”، مشيرا إلى أن “الفقر واحد من أهم أسباب الاصابة بالمرض التاريخي الذي صاحب الانسان منذ فجر التاريخ كما تؤكد المصادر التاريخية”.

وأضاف شريف أن “البرنامج الوطني ونظام الدوز، الذي استخدم لمكافحة مرض السل أسهم بشفاء نحو 96% من المصابين به في الديوانية”، لافتاً إلى أن “نسبة الوعي الثقافي في المجتمع، والدور الذي لعبته وسائل الاعلام العراقي كان أهم أسباب الكشف المبكر عن كثير من الاصابات”.

ودعا شريف “الحكومات الى شمول المصابين بمرض السل برواتب شبكة الحماية، أو تخصيص منح لهم تسهم في بقائهم بمنازلهم خلال فترة العلاج، لضمان عدم انتشار المرض الذي يهدد الفقراء بالإصابة أكثر من غيرهم”.

من جانبه قال مسؤول شعبة الاعلام في الشركة العامة للصناعات المطاطية، حسام الغراوي، في حديث له ، إن “ندوة اليوم التي عرفت بتاريخ المرض وأعراضه وطرق العدوى والاصابة والوقاية والعلاج كانت نافعة جدا لمنتسبي الشركة”، مبينا أن “التدرن يشكل آفة تهدد اليد العاملة خاصة في المعامل المغلقة والمصانع، توجب على الجميع الحذر منه للحد من انتشاره تمهيدا الى التخلص منه بشكل نهائي”.

من جهتها أوضحت الموظفة بالشركة العامة للصناعات المطاطية في الديوانية، زينب حسن، في حديث لها إن “كثير من المعلومات التي طرحت اليوم كانت غائبة عنا، ولم نسمع عنها في السابق شيئا، وسننقل ما عرفناه اليوم الى الاهل والجيران والأقارب، لنسهم في الحد من انتشار مرض التدرن في العراق”.

بدوره ثمن مدير قسم التدريب، رحيم الجنابي، :سعي العيادة الاستشارية للأمراض الصدرية والتنفسية في الديوانية، وحرصها على الوصول الى المصانع والمعامل والسجون والمناطق النائية، لنشر الوعي والتعريف بالمرض، وفحص المصابين المبكر، والنظام الحديث الذي تعمل به للوصول الى المريض حتى في بيته ليلتزم بتناول علاجه حتى يشفى منه”.

وكان المدير الوطني للبرامج الطبية في الهيئة الدولية البروفسور، طارق الحسون، أكد في (2 أيلول 2013))، على أن “العراق خارج نطاق الـ (22) دولة على مستوى العالم التي تعد الأكثر تعرضا للانتشار التدرن فيها، لكنه يحتل المرتبة الثامنة بين (22) دولة ينتشر فيها المرض بالشرق الاوسط”، لافتاً إلى أن “نسبة الاصابة في العراق لا تزال تشكل نسبة عالية قياسا بدول الجوار، ويحتاج الى دعم واهتمام جميع الجهات المعنية للحد من انتشار المرض في البلد”.

واكد  منسق قطاع الديوانية الثاني، الدكتور رحيم حسون، طالب في (2 أيلول 2013)، :على ضرورة سيطرة دائرة الصحة والعيادة الاستشارية في المحافظة، على أدوية التدرن وعدم السماح بتداولها في الصيدليات لتسهم بشكل كبير في فاعلية العلاج”، لافتاً الى أن “المسؤولية لتحقيق الخطوة تقع على عاتق اطباء الاختصاص ورقابة نقابة الاطباء والصيادلة والجهات الرقابية الاخرى، لمنع تداول أدوية التدرن فيها وحصره في المراكز والعيادة الاستشارية للأمراض الصدرية والتنفسية في المحافظة لضمان فاعليته الدوائية”.

 وكانت دائرة صحة محافظة الديوانية (يبعد مركزها 180 كم جنوب بغداد)، كشفت في (24 آذار 2012)، عن تسجيل 457 إصابة بمرض السل الرئوي، وفي حين أكدت وفاة اثنين من المصابين، دعت إلى شمولهم برواتب شبكة الحماية الاجتماعية خلال فترة العلاج .

يذكر أن منظمة الصحة العالمية، أعلنت العام الماضي 2011، دعمها لوزارة الصحة العراقية في مساعيها للحد من انتشار مرض السل الرئوي، من خلال برنامج وطني لدحر السل.

وكان مدير البرنامج الوطني لمكافحة التدرن الدكتور ظافر سلمان هاشم اكد، في (آذار 2010)، أن العراق يحتل المرتبة السابعة في منطقة الشرق الأوسط، والمرتبة الرابعة والأربعين في العالم في انتشار مرض التدرن الرئوي بشكله الوبائي، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن جهوداً حثيثة تبذل في مجال اكتشاف الإصابة بالمرض ومعالجته.

وكانت اللجنة الصحية في مجلس النواب أعلنت، في (منتصف تشرين الأول 2010)، عن وجود أكثر من 100 ألف مصاب بالتدرن الرئوي في العراق، متهمة وزارة الصحة بالتكتم على العدد الحقيقي للمصابين، مضيفة أن نسبة تتراوح بين 10 و15 بالمائة من المرضى فارقوا الحياة.

وقد أعلن عن اكتشاف العصية المسببة لمرض التدرن الرئوي (السل)، في 24 من آذار 1882، عن طريق د.روبرت كوخ، وعد اكتشافه آنذاك ثورة في عالم الطب حيث مهد الطريق لتشخيص المرض وعلاجه.

وينتقل السل عن طريق الهواء ويصيب أشخاصاً يعانون من ضعف في جهاز المناعة، فيما تشير الإحصاءات الدولية إلى أن واحداً من كل ثلاثة أشخاص يحملون جرثومة المرض في أجسامهم أي نحو ملياري شخص في العالم، غير أن هذه العصيات لا تنشط على مدى سنوات وعقود حتى يأتي يوم تضعف فيه المناعة لأسباب مختلفة فتنشط ويصاب الفرد بالمرض، كما أن وجه الخطورة في التدرن الرئوي يكمن في سهولة انتقاله من شخص إلى آخر عن طريق الهواء.

وتطبق الديوانية، البرنامج الوطني لمكافحة التدرن منذ العام 2000، ويهدف البرنامج الى ثابت الفعالية وزيادة كشف حالات الإصابة بمرض السل لرفع نسبة الشفاء وكسر حلقة المرض والتقليل من انتشاره.

Exit mobile version