أخبار ومقالات

القدرة الذاتية للمرأة في تجاوز التهميش المجتمعي

المنار/ ضحى مجيد حسن

القدرة الذاتية للمرأة في تجاوز التهميش المجتمعي
منح الله الإنسان العديد من الهبات من نظر، وسمع، وعقل، وأشياء كثيرة لامجال لحصرها.
وزوده بالكثير من المزايا المختلفة والمتنوعة، متمثلة بالقدرات التي تتجمع بالإنسان لتظهر خصائصة التي يتميز بها في أوساط المجتمع المحيط به. وقبل الخوض بالموضوع لابد من التطرق إلى مفهوم القدرة وهناك عدة مفاهيم وتعريفات للقدرة نذكر منها.
-هي القوة التي تدفع بالإنسان للتغيير من أجل الأفضل
-هي العزم والإصرار لبلوغ الأهداف المرجوة
-هي القوة التي تعمل على تحفيز جوانب العمل الجاد ، تحفيز الذات الصبر والصمود في وجه المشاكل والمعوقات التي تقف حجر عثرة في سبيل بلوغ الهدف المنشود.
عرفها البروفسور والعالم النفسي الكس ليتلي
“هي الطاقة الكامنة في النفس البشرية وارتباطها بالنواحي الفكرية والشعورية، وهي التي تعمل على تحريك جسم ذلك الشخص للتفاعل مع تلك القوى الداخلية ليبدع اويبتكر، وكلما كان تفاعل تلك القوى قوياً ، كان تأثيرها أقوى على التغير والتطور والإبداع”
لذا فإن كل امرأة تمتلك من القوى الكامنة مايكفي لإثبات ذاتها والتميز في مجتمعها الأمر الذي يفرض وجودها ككيان مستقل في المجتمع لكن تختلف إخراج تلك القدرات من امرأة إلى أخرى تبعا لعوامل عدة منها الأسرة، والمدرسة، والبيئة المحيطة بها.
فهناك بعض النساء توفرت لهن منذ طفولتهن مقومات النجاح ، أو بالأحرى فسح لهن المجال لإظهار تلك القدرات من خلال عمليات التحفيز من قبل البيئات سالفة الذكر ، الأمر الذي أدى الى إثبات ذاتهن وتعزز ذلك بالثقة بالنفس التي تأتي بعد إثبات الذات.
أما مقالنا اليوم سيسلط الضوء على النساء التي لم تفسح لهن بيئاتهن المجال لإبراز تلك القدرات .وبمرور الزمن تراكمت لديهن وسيطر على افكارهن التهميش المجتمعي وخضعن له كما أن العديد منهن السبب الرئيس في هذا التهميش وجزء لايتجزء من أركانه من خلال تهميش بعضهن البعض الآخر فليس الرجال هم فقط من يهمش النساء بل بعض النساء من يهمش بعضهم البعض ، فمثلاً الأم داخل الأسرة تهمش بناتها وتقوي وتعزز مايفعله الأولاد الذكور من خلال فسح المجال لهم في التحكم في مصيرهن كترك الدراسة والزواج المبكر وغيرها من المسائل المصيرية.
فالام هي الأساس الذي تستمد منه الفتاه القوة إذا كانت الأم خاضعة ومتماشية مع ذلك التعصب والنظرة الدونية للمرأة من قبل الأب والأبناء الذكور .فإنها ستعمل على احاطتة بناتها بكل أنواع القيود المجتمعية السائدة .
كما أن هناك مثال آخر في المجتمع بتهميش المرأة من قبل المرأة ذاتها سواء كانت تلك المرأة أم الزوج أو اخت الزوج التي تعمل البعض منهن على تصدير حقوق زوجة الابن وتهميشها ومحاولة كبح طموحها الذي يمكن ان يتجدد بعد الزواج وتعمل على تحقيقه أو التفكير في ابرازه في مجالات عده كالدراسة والتوظيف وغيرها .لذا فإن المرأة أحد الأركان الرئيسة والمساهمة في التهميش المجتمعي كما أن لبعض الرجال دور كبير في ذلك التهميش من خلال النظرة الدونية للمرأة وتقديم متطلباته ورغباته على حساب طموحها وتطلعاتها وكبح ذلك الطموح والوقوف كعثرة في طريقه .
لذا لابد من المرأة وكل امرأة كما قلنا تمتلك من القدرة والقوة مايكفي لإبراز ذلك الطموح ورغم تلك العقبات والعثرات والنظرة السائدة من قبل المجتمع بأن المرأة خلقت للزواج والأولاد فقط .لابد من أن تعمل على إبراز وتحفيز ذلك الطموح بذاتها دون النظر الى الغير ورمي التكاسل على المجتمع وتحميله المسؤلية الكاملة في كبح قدراتها .فعليها أن تعمل بنفسها من أجل نفسها أولا وعائلتها ثانيا ومجتمعها ثالثا .فالمرأة التي تقف على أقدامها وتثبت وجودها تتغير نفسيا من خلال إثبات ذاتها وتعزيز ثقتها بنفسها بعد أن تثبت ذلك لنفسها تلاحظ تغير النظرة المجتمعية لها تبدأ تلك التغيرات بالظهور شيئاً فشيئاً من أصغر دائرة وهي الأسرة إلى أكبر دائرة وهي المجتمع
لذا لابد من العمل على إبراز القدرات الذاتية التي تمتلكها كل امرأة لكن تتفاوت النساء في المجتمع تبعا لاظهار وإبراز تلك القدرات من امرأة إلى أخرى ..

زر الذهاب إلى الأعلى