المنار /الاء الجاف
العالم في تغيـر دائم في حالة أنتقال سريعة ليقفز من طور الى أخر لكن يبدو أن الزمن تَوقف عن الجري في العراق ليتخذ السير العكسي رياضة يومية !
في العراق , نحن نحتفي بالغبار الذي يستوطن أفكارنا , نُقدسه كما يُقدس العبد إلاهه , نحلل ما نشتهي ونحرم ما نبغض هكذا هو الدين عند البعض مُسير لصاحب السلطة الاكبر بمعنى أفضل “الراعي ” المسؤول عن “الرعية ” , هل سيقبل الله بقبائل من الرعية ؟ قبائل لا تُفكر لا تُبدع لا تقول الحق ؟ قبائل خاضعة لخيزرانة الراعي ؟
البرلمان العراقي يسعى بكل جهده أن يهيمن على المجتمع العراقي , يحوله لرعية وينصب نفسه الراعي بأعتماده الكامل على غياب الوعي عن هذا المجتمع
التعديلات التي طُرحت من قبل البرلمان العراقي تضرب التكافؤ الاجتماعي والعدالة الانسانية قبل العدالة الاجتماعية , كيف لذات التاسعة أن يُعقد عليها عقد النكاح؟ كيف للنساء أن تؤمن بعد الان بأن لهن حقوق , كيف ستؤمن المرأة بأنسانيتها وانت تُجردها من حقوقها المدنية والسياسية والاجتماعية كيف وأنت تضرب كيانها بأسم الدين ! أي دين هذا؟ هل الاعتراض على زواج القاصرات أعتراضاً للدين ؟ أن تُطالب بحقوقك أن تصرخ أنا أنسان انا لست مجرد لحماً أُؤكل فأنت تُطالب بالفاحشة !
متى سيقف هذا الشعب عند عقله ويؤمن بان الله لن يعترض لو طالب بحياة حرة كالبشر , متى سننتبه أننا بلا حياة , توفر الطعام والشراب والملبس لا تعني بأننا أحياء ! نحن نتجرد من كياننـا كبشر بذريعة الدين والقانون , لم يبقوا لنا سوى أجسادنا ! ومع التعديل الجديد لهذه القوانين سينهشون أجسادنا ايضا بالقانون !
يجب أن نكون صوت من لا أصوات لهم !
وكما قال درويش : لاوقت للغد
م/ خان جغان