من الإعلام إلى عالم التمثيل، ومن الإطلالات المحلية والعربية الى النّجومية والعالمية. هي الإعلامية العراقية الشابة والطموحة زهراء غندور، ابنة الـ ٢٦ سنة، التي لا تنفكّ عن تحقيق طموحاتها وأحلامها. فقد بدأت مسيرتها قبل ثماني سنوات وتنقلت بين قنوات عربية وعراقية. عرفت ببرنامجها المميّز “٥٢ دقيقة “، الذي يناقش قضايا اجتماعية من العراق، والذي كان يعرض على قناة السومرية.
لم تكتف زهراء بنجاحها في مجال الإعلام فحسب، بل دخلت عالم السينما قبل سنتين، ومثلت فيلمها الأول مع المخرج العراقي الهولندي محمد جباره الدراجي. وقد حقق الفيلم نجاحاً واسعاً وعرض في مهرجانات عالمية عديدة.
من الإعلام إلى عالم التمثيل، ومن الإطلالات المحلية والعربية الى النّجومية والعالمية. هي الإعلامية العراقية الشابة والطموحة زهراء غندور، ابنة الـ ٢٦ سنة، التي لا تنفكّ عن تحقيق طموحاتها وأحلامها. فقد بدأت مسيرتها قبل ثماني سنوات وتنقلت بين قنوات عربية وعراقية. عرفت ببرنامجها المميّز “٥٢ دقيقة “، الذي يناقش قضايا اجتماعية من العراق، والذي كان يعرض على قناة السومرية.
لم تكتف زهراء بنجاحها في مجال الإعلام فحسب، بل دخلت عالم السينما قبل سنتين، ومثلت فيلمها الأول مع المخرج العراقي الهولندي محمد جباره الدراجي. وقد حقق الفيلم نجاحاً واسعاً وعرض في مهرجانات عالمية عديدة
زهراء: في “الرّحلة” أتحوّل إلى مخلوق متوحّش!
وفي الوقت الأخير، خاضت زهراء تجربة سينمائية جديدة في فيلم “الرّحلة”. وتدور قصة الفيلم حول شابة “انتحارية وإرهابية” تدعى “سارة” وتبلغ ٢٣ عاماً انحرفت نحو الارهاب والقتل بعدما شُلّت أحلامها. وتدور أحداث القصّة في محطة القطار المركزية في بغداد.
وفي هذا السياق، تقول زهراء إنّ أبرز التحديات التي واجهتها هي تجسيد دور لا يشبهها أبداً. وتضيف: “من الصعب جدّاً القيام بدور رعبني ورعب كل من حولي لسنوات طويلة، وهو دور الانتحاري. وفي الفيلم اتحول لهذا المخلوق المتوحش بكلّ ما للكلمة من معنى.” ومن هذا المنطلق، أشارت زهراء أنّ كلّ فرد خلق وبداخله انسان خيّر، ولكنّ الضّغوط الحياتيّة والتّشوهات التي تملأ عالمنا هي التي تجرف الانسان الى طريق الشرّ، وهذا ما حصل مع “سارة”.
أمّا سبب نجاحها في تأدية الدور بطريقة مميزّة، فيعود الى فهمها الظروف والأسباب التي دفعت “سارة” إلى عيش حياة مظلمة.
وتجدر الإشارة أنّ الفيلم قد حقّق نجاحاً باهراً اذ عرض في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي، وبعدها في مهرجان لندن السينمائي. وفي العرضين أثارت قصة الفيلم اهتمام الحضور والنقاد، حيث كتب عنه في صحف عالمية مثل Variety و The Hollywood Reporter وغيرها. أمّا تواجد الفيلم في مهرجانات عالمية كهذه، فتقول غندور أنّه إثبات وجود لفناني العراق، ولاسيما أنه يشكّل جرعة أمل لكلّ عراقي يحاول مواجهة الصعوبات ليصنع عملاً ناجحاً.
وأكّدت أنّ فيام “الرّحلة” سيعرض قريباً في بغداد، وسيكون العرض الأهمّ بالنسبة لها.
هل تتخلّى زهراء عن الإعلام وتنصرف تماماً إلى السينما؟
للسينما حضور كبير في حياة زهراء غندور. فهي كانت تحبّ هذا العالم منذ صغرها، وتقول أنّها ربّما ورثت عشقها للسينما من والدتها التي تحب الأفلام السينمائية. وخلال عملها في مجال الإعلام، كان حلم الاخراج السينمائي يلوح في الافق دائما. وتقول: “وجدت التمثيل خير مفتاح للدخول الى هذا العالم الذي يجذبني… فأعيش شخصيات مختلفة وأوسّع أفق خيالي ورؤيتي الفنيّة، وهكذا يمكنني تعلّم صناعة الفيلم من الدّاخل.”
ورغم نجاحها البارز في مجال السينما، لن تتخلّى زهراء عن عالم التلفزيون، وتقول: “لن أتوقف عن العمل في مجال الاعلام. لقد عملت لثلاث سنوات تقريباً على فيلم “الرحلة”، ومع ذلك استمرّ برنامجي التلفزيوني. وانقطعت فقط عن عملي الاعلامي في فترة التحضيرات النهائية والتصوير، أي خمسة أشهر وعدت من بعدها لعملي الاعلامي.”
فالاعلام ولقاء الناس بشكل مستمر يغذيان المخيّلة، بالنسبة لزهراء، ويدفعانها لفهم مواضيع أكثر. وتضيف: “سأحاول التوفيق بين مجال الاعلام وعالم السينما، لأنّ التجربة السينمائية اعطتني نضجاً لرؤيتي الاعلامية.”
وعن تجربتها المهنيّة المتنوّعة بين الإعلام والتمثيل، تقول زهراء بأنّ مسيرتها مثمرة جدّاً ومليئة بالتّجارب والدّروس والعلاقات الإنسانيّة. وهذا المزيج ينقل الإنسان إلى عالم مختلف لا يبحث فيه غير عن الإبداع والقصص.
فزهراء الشابة الطموحة، ترى أنّ لا حدود للنجاح وكل ما فعلته حتى اليوم هو نقطة في بحر ما تحلم بالوصول اليه. وهي حاليّاً تصوّر فيلم “بغداد في خيالي” مع المخرج السويسري من أصل عراقي “سمير” (سمير جمال الدين). والفيلم من انتاج بريطاني وألماني وسويسري ويتمّ تصويره في هذه الدول الثلاث بالاضافة الى بغداد.
وبالنسبة لشخصيتها في الفيلم الجديد، فهي مختلفة تماماً عن تلك الشخصية “الارهابية” التي تتجلّى في الفيلم الأول. وتشير زهراء أنها انتهت من التصوير في ألمانيا وسويسرا حتى اليوم، وهي تتحضّر الآن للتصوير في لندن ومن بعدها في بغداد. وتعتبر أن قصة هذا الفيلم مثيرة جدّاً للاهتمام كونها تشبه حياة بعض العراقيين المهجرين. وتشارك زهراء في البطولة الى جانب الممثل الكبير هيثم عبد الرزاق والممثلة القديرة عواطف نعيم والشاب علي دعيم، بالاضافة الى ممثلين من دول مختلفة.
السينما العراقية “فقيرة”
بعد دخولها في عدّة مجالات وتمثيلها في أفلام عالمية شهيرة، تقول الممثلة والاعلامية زهراء غندور أنّ واقع السينما في العراق صعب وفقير جدًّا. وتضيف: “العراق لا يمتلك دراسة متقدمة للسينما ولا جهات انتاج مهمّة ولا معدات ولا كوادرمتخصّصة. ناهيك عن الظروف الامنية الصعبة التي نعيشها. لكنني أؤمن انّ السينما العراقية ستحرز مكاناً مهمّاً يوماً ما، والدليل أنّ بعض شبابنا السينمائيين وصلوا لمهرجانات عربية ودولية عبر أفلامهم القصيرة،” داعية الإعلام الى التركيز أكثر على المواهب العراقية.
صحيح أنّ المرأة تتعرض لكثير من الإنتقادات في عملها خصوصاً إن عملت في مجال الفنّ، لكن هذا الأمر يزيدها عزماً وثقة وإصراراً على النجاح، تقول زهراء. وقد عزت سبب نجاحها الى دعم العائلة والأصدقاء وكل من يؤمن بأهمية ودور المرأة.
وختمت حديثها قائلة: “الانتقادات لن تتوقف. لذا أتمنى على كل امرأة عراقية عدم الاستسلام أوالتوقف عن تحقيق الأحلام والاصرار على المثابرة. لأنّ هذه الطريقة هي المثلى لإجبار النّقاد على احترامها”.
م/السومرية