ليلى، امرأة تبلغ من العمر خمسة وثلاثين عاما ولديها ثلاثة أطفال، ابنتها الكبيرة في الثانوية والصغيرة في عامها الخامس وولدها في المرحلة المتوسطة، إنها إمرأة مثالية أنيقة وتهتم كثيراً بكل شؤون البيت والعائلة، تروي لنا قصتها الطريفة، تقول :
زوجي موظف بسيط وأحبه كثيراً، لدينا بيت ملك ولله الحمد لا نضطر للايجار أو التنقل في كل عام، منذ بداية زواجي تعلمت أن أقلل من مصاريف البيت كي أساعده في تدبّر المعاش، لطالما تمنيت أن أكمل دراستي كي أساعد زوجي في مصاريف البيت ولكن اكملت الثانوية وبسبب الزواج المبكر تركت الدراسة ولكن كنت أهتم بأن أحافظ على النقود لمستقبلنا، كنت أدوس بقوة على ما تشتهي نفسي من ملابس جميلة وأثاث جديد أو هاتف حديث، كنت أهتم بالنظافة والأناقة ولكن بحدها وحدودها، بينما النسوة من الأقارب دائما كنّ توبخنني وتقول: من الأفضل أن تقولي لزوجك بأنك تحبين الأثاث الجديد و…. كي يعرف إنك تحبين هذه الاشياء ولكن تتجنبين عنها بسبب ظروفك..
ولكن كنت أضحك بصوتٍ عال على كلامهم وأقول: هو يعرف هذه الأشياء ولكن بعد أن عبرت هذه المرحلة الصعبة وأصبحت حالته المالية أفضل من قبل تغير كثيراً وكلما كنت أردد بأنني صبرت لأجلك يرفض ذلك ويقول لو كنتِ تطلبين مني لجلبت لك مبتغياتك ولكن كنت أعرف جيدا أنّ حالته المالية لن تسمح بذلك!.
في ذلك الوقت وفوق ذلك شاركت في “سلفة” كي نبني في الجانب الآخر من الدار مشتملا صغيرا نؤجره لنصرف على حياتنا اليومية ولكن تراجعت بعد أن اتصلت زوجة حماي وقالت: كيلو طماطمة؟!
تعجبت كثيرا وقلت: ماذا تقولين!
قالت: بعد أن يذهب زوجك من بيتنا سأتصل بك مرة أخرى، انتظرتها كثيراً إلى أن اتصلت وقالت: زوجك زارنا في بيتنا وفتح الكلام مع زوجي وقال له: أريد أن أتزوج مرة أخرى، قال زوجي: كيف تستطيع أن تدبر مصاريف البيت، الناس حائرين في مصرف بيت واحد!.
قال: ليلى تستعمل كيلو طماطة لشهر واحد، عندما أتزوج بالثانية ستأكل معنا وعندما تأخذ ليلى مبلغ السلفة نبني مشتملا في الجانب الاخر من الدار، إذن لا يوجد هناك مشاكل..
استغربت ليلى كثيرا وكأنها دخلت في غيبوبة، كلما قالت زوجة حماها ليلى أتسمعينني كيف تستعملين كيلو (طماطة) فقط؟!
بعد لحظات من الصدمة، أفاقت من الغيبوبة وقالت: لأجله عملت كل هذا ولكن كأنما أسرفت في القناعة!.
قالت لها زوجة حماها: وبخني زوجي عند الخروج وقال؛ زوجة أخي تستعمل كيلو طماطم فقط في شهر واحد، لا تسرفي هكذا تعلمي من زوجة أخي قليلا!.
ولكن ليلى شكرتها وقالت: أنا أعرف ماذا أعمل..
بعد ذلك رجع زوج ليلى إلى البيت، عند الخروج سألها إذا تحتاج أي شيء، قالت: أحتاج كيلو طماطم.. تعجب الزوج كثيرا وقال: قبل أسبوع اشتريت الطماطم كيف يمكن هذا؟
قالت هل صدقت انّ كيلو طماطم يكفي لشهر واحد، كنت أصرف أنا دائما وأشتري كي أساعدك ولا أقول لك..
من ذلك اليوم أقسمت ليلى أن تحارب الطماطم وأخذت مبلغ السلفة واشترت ذهبا لنفسها كي تلقن زوجها درساً، ونسي زوجها تماما الزواج الثاني وتعلمت ليلى أن كل شيء زاد عن حده انقلب ضده..
م/http://bushra.annabaa.org