أخبار ومقالاتقصص وتقارير

المراة العراقية في الخطوط الأمامية “تُكافح الألغام” وتتحدى الصعاب .

منار الزبيدي

في بلد مزقته الحروب والصراعات، تبرز المرأة العراقية كقوة فاعلة في مواجهة أحد أخطر تحديات ما بعد النزاع المتمثلة  بالألغام والمخلفات الحربية التي تشكل الألغام تهديدًا دائمًا لحياة المدنيين، وتعيق عودة النازحين وإعادة بناء المجتمعات المتضررة.
وتؤدي المراة في العراق دورا بارزا ورائدا في  كسر الحواجز وتتحدى الصورة النمطية السائدة، التي تقلل من شأنها وقدراتها  وطالما كان مجال مكافحة الألغام  حكرًا على الرجال الا انهن اقتحمن هذا المجال وحققن تقدماً واضحاً،بعضهن  شاركن في عمليات الكشف عن الألغام وإزالتها، واخريات عملن في مجال تقديم الدعم اللوجستي والفني للفرق العاملة.
ومجموعة اخرى قادت حملات التوعية المجتمعية بمخاطر الألغام خاصة بين الأطفال والنساء،ومنهن تخصصن في تقديم  الدعم النفسي والاجتماعي للناجين/ات  من حوادث الألغام، وقدمن المساعدة للضحايا الناجين لتجاوز الصدمات وإعادة الاندماج الاجتماعي.
كما ساهمت النساء ايضا في عملية جمع المعلومات  في المناطق الريفية،للمساعدة  في تحديد المناطق الخطرة،وبذلك فان اثر النساء في مجال ازالة الالغام متنوع ومؤثر وكبير من ناحية المساهمة في انقاذ حياة المدنيين من خلال إزالة الألغام وتوعية المجتمعات بالمخاطر والمساهمة الفاعلة في عملية بناء السلام وتحقيق الاستقرار في المجتمعات المتضررة من النزاعات .
و في بيئة مثل العراق لا يخلو الامر من تحديات ومصاعب كبيرة وكثيرة ابرزها  القيود الاجتماعية والثقافية التي تعيق مشاركتهن الكاملة في هذا المجال بالاضافة الى المخاطر الأمنية حيث بتعرض العاملون/ات في مجال مكافحة الألغام الى مخاطر أمنية كبيرة، خاصة في المناطق التي لا تزال تشهد نزاعات،ويعتبر  نقص التمويل والدعم عائقاً  كبيراً  امام  العاملات في هذا المجال،بالاضافة الى قيود وتحديات اخرى .
ولغرض تشجيع المرأة على الاستمرار في هذا المجال واستقطاب اخريات لابد من توفير التدريب والتأهيل  وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي وتفتيت  الصور النمطية السلبية  التي حجمت دورها في مجالات عدة ،ونؤكد على ضرورة توفير الدعم المالي من قبل  المنظمات العاملة في مجال ازالة الألغام.
ولابد من التسويق الاعلامي لقصص النجاح التي حققتها نساء عراقيات في مجال ازالة الألغام والتوعية الاجتماعية ومساعدة الضحايا وجمع المعلومات والعمليات الاخرى  المهمة كما لابد من تسليط الضوء على الفرق النسائية المتخصصة بازالة الألغام والتي عملت بتفانٍ وإخلاص لمساعدة وحماية سكان المجتمعات المحلية.
ويبقى دور المرأة العراقية في مكافحة الألغام  مدعاة فخر واعتزاز ومؤشر  على قوتها وعزيمتها ومساهمتها الواعية في بناء السلام والاستقرار المجتمعي .

في 8 ديسمبر / كانون الأول 2005 ، أعلنت الجمعية العامة أن 4 أبريل / نيسان من كل عام سيُحتفل به باعتباره اليوم الدولي للتوعية بالألغام والمساعدة في الإجراءات المتعلقة بالألغام.

زر الذهاب إلى الأعلى