للكاتبة زهراء محمد ابراهيم
جميعنا في هذا العالم نعاني من الاضطرابات و مشاكل الحياة التي لا تنتهي فلكل منا ما يشغل تفكيره من أموره و يحاول أن يجد الحل لها و كلنا في هذا العالم نعاني من التوتر و الإرهاق العقلي و البدني لكن و في كل هذه الضوضاء التي نمر بها كل يوم هل فكر احد في نفس هذه المعاناة ؟و لربما أكثر منها تمر بها هذه المرأة و الزهرة الجميلة حيث أن مجتمعاتنا الشرقية و الغربية تحمل المرأة مسؤوليات تفوق قدرتها على التحمل حيث أن عالمنا لا يبذل المجهود الكافي ليجعل المرأة في رخاء أو على الأقل لا يجعلها تعمل ليلا و نهارا لأرضاء من حولها لتكسب ما تعيل به نفسها و من يقعون تحت مسؤوليتها فلماذا لا تتمتع هذه الاقحوانة الجميلة بنفس حقوق الرجل ؟ بل ويعتبرون النساء الحلقة الأضعف في المجتمع على مر السنين وهذا هو السؤال الذي يطرح دائما و لا نجد له جواب أو أن البعض يعرف جوابه ولكنه ينكره أو يخشى قوله و هناك كثير من الأسئلة التي تتداول في ذهن من يقرأ حول هذا الموضوع
أردت أن اجيب عن هذه الأسئلة بتفكيري كسيدة تعرف كل تلك المعاناة لذلك بقولي المتواضع العنف ضد المرأة السبب الرئيسي به هو النظام الابوي حيث انه لا يزال يهيمن في كل العالم و قد بدأ هذا النظام منذ العصور القديمة إلى يومنا هذا و يتركز هذا الموضوع في المناطق التي تكثر فيها الأديان القوية مثل المسيحية و الإسلام و الهندوسية حيث أن هذة الأديان تميز بين المرأة والرجل بشكل كبير و هي تضع المرأة في حالتها السفلى و تحطم كيانها و تجعل الرجل المسيطر عليها في كل أمورها و هذا هو السبب الرئيسي لانتشار العنف (هذا اولا) اما (ثانيا) انتشار الحروب و الصراعات هذا يزيد من الارهاق للمرأة و يزداد العنف ضد المرأة حيث أن هذا العنف قد يمارس من قبل الأب الذي دائما ما يكون بالعادة رب الاسرة و أيضا من قبل الأخ و الزوج و لا زال المجتمع ينظر للمرأة على أنها انسان من الدرجة الثانية و كأنسان لا يحق له التمتع بكامل حقوقه كمواطن رغم كل التطورات التي حدثت للعالم في الآونة الأخيرة من أخلاقي و ثقافي و ديني فلا يمكن أن نقارن هذا التطور في تعامله مع المرأة و أيضا التعامل معها في الشرق والغرب حيث أن المرأة في المجتمع الشرقي لا يمكن أن تمارس حقوقها بشكل كامل أما حال المرأة في المجتمع الغربي فيحق لها التمتع بالحقوق و يحميها القانون اي تكون أكثر حرية و محمية من جميع النواحي و ان العنف يعكس على شخصية المرأة فتمارس العنف على من هم أضعف منها كالأطفال و هذا بحد ذاته مشكلة يجب حلها و حلها بإقامة ندوات توعية للمرأة لتفهم ما لها من حقوق و ما عليها من واجبات و لتعرف كيف تمارس دينها بشكل صحيح حيث أن جميع الأديان ترفض أن يمارس العنف ضد المرأة و تعاقب عليه و لكن ان المجتمع الذكوري حطم شخصية المرأة فتظل هي الأخرى تحطم نفسها و ذلك لأرضاء من حولها حتى لو أخطأوا في حقها و ترضى أن تضرب و تهان كرامتها و هذا بحد ذاته خطأ من المرأة لأنها تسمح لذلك أن يحدث و يمكنها ان تمنع ببناء شخصيتها أن تقول انا انسان لدى حقوق مثل غيري و على المطالبة بها و المحافظة عليها ***
و من جانب آخر فأن المجتمع الذكوري يستغل المرأة لأرضاء الغير مثل ما حدث في سوريا والعراق و الاضطهاد الذي تعاني منه المرأة حيث أنهن يباعن بالأسواق و بأسعار كما تباع الأغذية و المواشي و السلع الأخرى هل لهذا خل الله النساء؟ هل خلقهن لكي يكونن رقيق و جواري و خادمات أو متسولات في الشوارع لجلب المعيشة هل لهذا خلق الله النساء و أوجه في الأرض ليكونن مذلولات خاضعات لسلطة المجتمع الذكوري و فوق كل المعانات التي تعاني هذه البيلسانة الذابلة حيث أنها اذا أخطأت خطأ مهما كان بسيطا أو شديدا فإنها عندما تحمل ذلك الخطأ عليها أن تعاني من المجتمع و اهاناته المتشددة و تحميلها كامل المسؤلية في ذلك و خاصة في المجتمع الذكوري و تكون منبوذة في المجتمع هذا من غير المعانات النفسية التي تمر بها المرأة حينها و كيفما تكون ام او اخت او زوجة او ابنة و تحمل فوق وظائفها وظائف الرجال من الأعمال الشاقة
هل هذه هي الحياة التي خصصت للمرأة؟ بالتاكيد لا فهناك فئة من النساء يندمجن مع الرجال في اعمالهم(أيديولوجيا معينة) الشاطر الرجل في العمل و هذا حمل آخر يضاف لها و ربما يكون في كثير من الحالات حقا لها و لو نلاحظ أن كثير من الدول بل اغلبها تهتم بما حدث للعراق و العنف ضد المرأة و خاصة في الفترة الأخيرة و هي فترة الحروب حيث أن المرأة عانت من الظلم و العنف بشتى أنواعه من قبل الإرهاب و ايضا بسبب الحروب ترملت النساء و زاد همهن و تضاعفت المسؤلية عليهن و ان الدول الشرقية و الغربية بهذا الموضوع و تحاول ان تجد الحل له و هي تفسر ما حدث بسبب التنوع الديني في العراق و الطائفي ايضا الذي ابدا أثره على المرأة في كل مجالات الحياة و ايضا من أثره من الناحية الطائفية هو الكره و الحقد الموجود في المجتمع حيث أن دينا معين يعتقد أن الأديان الأخرى كافرة و معاندة فيجب قمعها ،او ان هذا الدين يشكل خطرا على دين آخر فيجب فتنشئ الصراعات و الحروب الأهلية لان المرأة هي الطرف الأضعف حيث أنها لا تدير الحرب و لا تحارب لذلك تكون هي المستضعف في الحرب و بسبب هذه الظروف نرى الكثير من الناشطين و الناشطات العربيات و خصيصا العراقيات اللواتي يهتممن بهذا الموضوع حلول الأسئلة المتداولة في عقول البعض او الاغلب و يحاولن بتوعية النساء و تقويتهن على مصاعب الحياة
و اخيرا و ليس آخرا أحاول أن اساهم في حل هذه الظاهرة و ان اعطي أسبابها و النظريات المتعلقة بها ،و ان اجعل المجتمع يفهمون أن مجتمع النساء أصبح اليوم يطالب و لو قليلا بحقوقه و كيف يدافع عن نفسه حتى لو في مجالات قليلة
و هنا أوصي المجتمع المدني بهذا الصدد و قبله أوصي نفسي حيث أن على الكاتب ان يطبق ما يقول قبل أن يكتب.