رأي نسوي خارج السرب

ما بين المياه والحضارة، عشقٌ متبادل

العراق-علياء الانصاري

مطر … مطر.. مطر
الجميع فرح بهطول الامطار برحمة الله تعالى ولطفه بالعباد.
الحكومة صرحت: (موسم الامطار يبشر بسنة رطبة بعد أكبر موجة جفاف في تاريخ العراق).
هل هذا كافي؟!!
هل نفرح بسنة رطبة؟!
ماذا عن السنين القادمة الاخرى؟ ماذا عن المستقبل؟!
لا فرحة لهطول الامطار بدون تخطيط لادارة هذه المياه..
عدم التخطيط، والتصريحات الساذجة التي لا تتجاوز رؤية الانف، ستقود البلاد الى الهلاك، لابد من سياسة استراتيجية لادارة مياه العراق.. بأيدي عراقية وإرادة عراقية، لان المياه ثروة قائمة بحد ذاتها تعادل ثروة النفط.
في لحظة كتابة هذه الاسطر، الفلاح العراقي قدم استقالته وانزوى الى ركن قصي في دهاليز الزمن، سنأكل من ثمرات الآخرين، سينتعش اقتصاد جيراننا على حساب المنتوج الوطني.
لم يحظى الشعب العراقي بخيرات النفط، ولم تبقى له زراعة ولا صناعة ولا سياحة.. بلد السواد، أصبح بلد النواح.. بلد قامت حضارته على اساس مياهه.. ها هو الآن يبتلُّ عطشا!!
ها نحن نفقد آخر ما لدينا من خيرات الطبيعة، الماء.. بعد ان فقدنا النخيل والاشجار والمناطق الخضراء التي تحولت الى مولات وعمارات سكنية..
ها نحن نفقد آخر مقومات الاحساس بالكرامة، ان نفتح الصنبورة ويأتينا ماء صالح للشرب، آه.. نسيت، قد نتحسر على الماء غير الصالح للشرب!
على الحكومة الجديدة (اذا ولدت من غياهب الارادات)، أن تضع أزمة الجفاف والتغيير المناخي وندرة المياه في العراق، على جدول أعمالها.
ويبقى الجهد المجتمعي، مهم أيضا.. إرادتنا نحن أيضا كبشر يعيش على هذه الارض، نحتاج الى وعي بيئي مستدام، الى استهلاك مسؤول، الى ثقافة الترشيد في كل الموارد التي لدينا، لان جزء من المسؤولية تقع على عاتقنا نحن أيضا.
هطول الامطار وحده لا يجعلنا نفرح.. التخطيط لادارة هذه الامطار واستدامة المياه، هو الفرحة الحقيقية لقلوبنا التي اتعبتها الازمات وجفّ في عروقها مياه دجلة والفرات، تلك المياه التي صنعت حضارة وادي الرافدين، فبدون المياه لا تزهر الحضارات.

#تحالفعراقياتلبيئةمستدامة
#منظمة
بنتالرافدينللتنمية_المستدامة

زر الذهاب إلى الأعلى