بمناسبة اليوم العالمي للمدافعين عن حقوق الانسان اقيم يوم السبت ندوة حوارية عقدها منتدى الاعلاميات العراقيات (IWJF) وشبكة النساء العراقيات وبالتعاون مع منظمة جسر الى .. ومبادرة التضامن مع المجتمع المدني العراقي. خصصت الندوة لمناقشة واقع المدافعات عن حقوق الانسان في العراق وبحضور مجموعة من الشخصيات الاعلامية المعنية بحقوق الانسان و نشطاء منظمات المجتمع المدني .
الندوة التي أدارتها السيدة اسيل البياتي عضوة منتدى الاعلاميات العراقيات جاءت ضمن أنشطة مشروع شهرزاد المعني بحماية وسلامة الصحفيات والمدافعات عن حقوق الانسان، وشارك في الندوة المتحدثين السيدة شميران مروكل سكرتيرة رابطة المرأة العراقية والدكتور محمود خليل جعفر أستاذ القانون الدولي في جامعة بغداد.
قدمت السيدة شميران خلال حديثها نبذة تاريخية عن قانون المدافعين عن حقوق الانسان وارتباطاته على صعيد القانون الدولي والمحلي، كما وعرضت ورقة عن تجارب المدافعين عن حقوق اﻻنسان والتحديات التي يواجهونها وبالذات النساء الناشطات والحقوقيات والتي تصل الى القتل والخطف والتهديد، مؤكدة على اهمية وجود حماية قانونية للمدافعات لاسيما في ظل الانفلات الأمني مستشهدة بكتاب صادر عن مؤسسة السجناء السياسيين اسمه “الف شهيدة” وهي حصيلة المدافعات اللاتي قتلن بسبب دفاعهن عن حقوق الانسان.
أختتمت السيدة شميران حديثها بأن المرأة لا زالت تعاني من غياب القانون والبيئة المناسبة لحماية المرأة الناشطة في العراق.
الدكتور محمود خليل تطرق الى مفردة حقوق الانسان وعرفها على انها قيمة وفهم للعدالة الاجتماعية في الاطار الدولي مقدماً ورقة حول المواثيق الدولية ومكانة حقوق الانسان في الصراع المحلي والدولي والمراحل التي مرت بها حقوق الانسان منذ عام 1948 ولحد الان والضمانات المتاحة للمدافعين عن حقوق الانسان وفق الإعلان الرسمي الصادر من الامم المتحدة عام 1998.
فيما تطرقت السيدة نبراس المعموري رئيسة منتدى الاعلاميات العراقيات الى الصحفيات والمدافعات عن حقوق الانسان وما يواجهن من صعوبات والمتمثله بالتسقيط وتشويه السمعة والتهديد بالقتل. واضافت المعموري: ان الدعوة التي وجهت لها من قبل البرلمان الايطالي عبر منظمة اون بونته بير الايطالية استعرضت فيها الظروف الصعبة التي مرت بها من خلال تهديدها بالقتل والتشهير .
وقالت المعموري : ان البرلمان الايطالي وبمشاركة منظمة العفو الدولية والخارجية الإيطالية ناقش اهمية الخروج يقرار رسمي يضمن توفير مأوى آمن للمدافعين عن حقوق الانسان في حالة تعرضهم للخطر، وهذا يعتبر انجاز كبير ومهم. وهكذا انجازات لا تتحقق الا عن طريق الضغط.
كما و تضمنت الندوة نقاش بين االمشاركين والمحاضرين حول الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة وسبل ايجاد ارضية قانونية من اجل تحقيق العدالة، ومصير السجناء المظلومين الذين لم توجه لهم أي تهمة وحول ضرورة وجود حراك حقيقي بين المنظمات من اجل تفعيل بعض القضايا المتعلقة بحقوق الانسان، اضافة الى البيئة العشائرية التي تهمش دور المرأة .
كان من اهم النقاشات في الندوة مداخلة السيدة بشرى العبيدي المستشارة القانونية لمنتدى الاعلاميات العراقيات والتي وضحت فيها ان المدافعين عن حقوق الانسان هم الاكثر عرضة للخطر كيف وان كان هذا المدافع امرأة وإعلامية، ان اهم وسيلة لتحجيم نشاط اي مدافعة هي الشرف وهي تعتبر من اكثر الوسائل المستخدمة ضد المدافعات التي يفرضها العرف والمجتمع وذلك بغياب القانون الذي يحمي حقوق الانسان. كما واكدت السيدة بشرى على ضرورة اعادة النظر بجهاز القضاء العراقي وجعله مستقل بشكل تام والى ضرورة التوعية القانونية بسبب الجهل القانوني للمدافعين عن حقوق الانسان بحقوقهم المسلوبة. واضافت ان برنامج الاصلاح الحكومي يضم 6 محاور اساسية ينقسم الى 28 قسم يضم 100 فقرة لا يوجد اي فقرة فيه تخص حقوق الانسان!!!
اختتمت الندوة بكلمة القاها السفير الليبي الاستاذ ناجي احمد شلغم الذي اشاد وهنئ المراة العراقية للجهد الذي تبذله من اجل مواجهة العادات والتقاليد البالية والنظرة الذكورية التي تحاول تحجيمها بكل السبل وبقائها صامدة رغم كل ذلك في سبيل تحقيق العدالة والمساواة وضمان حقوق الانسان.