هل تود ان تنشر مقال او خبر في وكالة المنار نيوز ؟ بإمكانك استخدام النموذج ادناه لارسال مقال او خبر او اي شي اخر لنشر في وكالة المنار نيوز
[user-submitted-posts]
٢ تعليقات
عَرَبِسْتَانْ ومشروع الضمير العالمي
بقلم: سعيد تيسير الخنيزي
قبيْل أحداث ١١ سبتمبر بفترة قصيرة فقط، قامت جامعة برينستون الأمريكية مشوارها في البحث والدراسة (إحصائياً) في ما إذا كان هنالك حقاً ضمير عالمي حيّ وحقيقي في نفسه، فوق الإدراك البشري الكائن والمعروف، بأستخدام أجهزة قياس (هارد وير) دقيقة.
فَرَاحَ الباحثين في جمع وكدس بيانات وأرقام عشوائية (RNGs) من ضمن شبكات عالمية، وتوليد مؤشرات يوميّة من خلالها وعلى نحو دائم طوال اليوم، ومراقبتها ومقارنتها لتلك الأيام التي تَعُمْ الدنيا بأحداث تاريخية يُهَزْ فيها الضمير والوعي البشري العالمي ويَفْقِد نشاطه، كأحداث ١١ سبتمبر- مثلاً- وحرب العراق ودمار هايتي، وغيرها من الأحداث.
والنتيجة كانت صَاعِقَة. توصّل المركز إلى آن الأيام التي يتزامن معها آحداث عالمية عَظِيمَة كَتِلك يرتفع فيها مؤشر القياس الرقمي إلى درجات عالية معتبرة وذو أهمية، بخلاف الأيام التي ينعدم فيها آي حدّث من ذَلِكَ النوع العاطفي أو المآساوي.
فإذا كانت نتائج تِلْكَ البحوث مقبولة وصحيحة، وأن ماحَدَثَ من شدود لِتلكَ الأرقام العشوائية في تزامنها لأحداث عَظِيمَة لم يَأْتِي على محض صدفي أو إرتباطي فقط، بَل كانت سببية بين علّة الحدث ومعلوله، فمعنى ذلك إننا مرتبطون إرتباطاً ميتافيزيقياً متماسكاً وقويماً فوق الواقع المادي والمعروف، وأن الضمير الحيّ- به وفِي نفسه- يتأثر ويؤثر في أبعاد الواقع والمحيط بقوة فعّلية غير مُدْرَكة في الواقع الفيزيائي للمادة فقط، بل عليه وفوقه وفيما ورائه كَذَلِك.
وبناءً على تلك النتائج، فكما أن هُنالِكَ- على مايبدو- ضمير عالمي حيّ يعكس المعنويات الكلية للشعوب والإفراد، فهنالك- على مايبدو أيضاً- ضمير إجتماعي أو مهني أو أُسَري حيّ نتيجةً للسلوكيات والطقوس. وهذا ليس بالغريب، فكلنا خاض تجارب عملية سيطرت فيها الثقافة السائدة- لمجموعة ما- وغلبت في طياتها سلوكنا الفردي الحُرْ، بِفَعِل قوة ليست مُدْرَكة أو مُعَرّفة في نفسَها وشخصها ولكن مؤثِرَة في قوّتها وكيانها.
وإن طوينا الحديث من زاويا ثيولوجية للدين والعقيدة، فإن الله صَوَرَ نفسَه في رِسَالاته تكليمه للأقوام والشعوب كلياً، والشمس والقمر والجبال والبحار، مما يعطي إشارة لامِحَة إلى آن الضمير الحيّ لا يقتصر على الأنسان والحيوان والنبات بشكل فردي فَقَط، بل يشمل الأشياء وماهياتها المتعدّدة والمتفرعة ضمناً، ولكن بقوانين وأُسُسُ ومَعَالِمْ مختلفة تحتاج في نفسها إلى تطلّعات أعمق وأكبر من حُدُود هَذَا المقال الوجيز.
ليس الجديد هُنَا في إكتشاف آن هُنَالِكَ مفهوم عام أسمه الضمير، وَلَكِن الجديد في قياس هذا الضمير المُحَلِق فوق المادة إحصائياً بشكل رقمي وغير مسبوق. فإذا كان الضّمير يمكن إحصائه وقياسه في إستنتاج ردات فعل عاطفية وكلية للشعوب، فهذا يعطينا الإدراك الأوّلي لأهمية خلق ثقافة هيكلية مبنية على قواعد تغذي تفاؤل وإيجابية هذا الضمير الحيّ ورفع معنوياته، بالأضافة إلى تزويدنا بفكرَة إبتدائية بسيطة بأن ماتسمى بالثقافة العامة أو الحضارة أو السلوك الأجتماعي هِيَ في حقيقتها ذو أبعاد أكبر وأعمق من تعريفاتنا اللغويّة الأوّلية والسطحيّة لها.
فاللغة لَيْسَت وسيلة للخطابة والكتابة المرئية فَقَط، بل بالعكس، قد تكون تلك من أتفهها وأقلها كفاءة. لذلك إذا قسمنا اللّغة إلى قسمين، لغة صريحة وآخرى مفهومة ضمناً من السلوك العملي لها، فشعوبنا تمادت كثيراً في إنتاج اللغة الصريحة تلك وغفلت عن اللغة الضمنية الناتجة من السلوك العملي نفسه. ولِذَلِك نجد آن سلوك النخب الدينية والسياسية والاجتماعية هو غالباً مرتكز وبشكل أساسي على الشكليات السطحية وصورها فَقَط، كَلِبْس العمامة-مثلاً- أو تقصير الثوب وتطويل اللحية، وغيرها من المظاهر المرئية الصريحة التي لايتآصل فيها المعنى الجوهري إلى الشيء نفسه عدا كونه تقليداً مَعروفاً.
وهذا أقتضاءً يعني آننا فَقَدْنا الهدف الأساسي للغة في عملية الأتصال والتواصل الذي يعكس واقِعَها الصحيح. فشريحة لا بأس بها من المسلمين اليوم، إن لم تكن الأغلبية مِنْهَا، يقتصر إدراكها للإسلام في كونه دين عملي لا أكثر ولا أقل، فاقداً للجوهر الروحي المتضمن في رسالته. ولِذَلِك كنا ولازلنا من أكثر الشعوب الآكلة بعضها لِبَعْض بأسم الدين، والمكفرة بعضها لِبَعْض بأسم الدين، والسارقة بعضها لِبَعْض بأسم الدين، والطاغي بعضها فوق بَعْض بأسم الدين، لإننا فقدنا الأتصال والتواصل الحقيقي بهذا الدين لغةً سليمة تعكس فِي طياتها لُب هذا الأسلام وجوهره. وهذا قد يُفَسِرْ سُمعة الأسلام الرديئة اليوم بين أنحاء العالم المعمورة ونشوء الحركات المتأسلمة كردات فعل للواقع الحقيقي التي تعيشه تلك الشّعوب في فهمها للأسلام صلةً ولغةً ومعنى.
فالمفاهيم أصبحت معكوسة والدين أصبح منكوس واللغة أصبحت هدفاً في نفسها بدلاً أن تكون وسيلة في وظيفتها. وهذا قد يتطلب من النخب الإجتماعية والسياسية المعنية اليوم في آن تعيد النَّظر في المنظومة العربية السلوكية الكائنة وآرتباطها بأبعاد اللغة وماهياتها، وكذلك طرح الأسئلة الشرعية في هل لغتنا اليوم تعكس حقيقةً واقع الأشياء المتضمنة لها آم لا، لأن الكائن والمعروف آن الآنعكاس الحقيقي- الأعتيادي والطبيعي- يبدأ مُتَدرِجاً من أبواب البيوت قبل المَسْجِد، ومُتَدرِجاً من الداخل قبل الخارج، ومُتَدرِجاً من المعدن قبل المظهر، فهل نَحْنُ كذلك؟
أبى وأمى للشاعر المصرى: وليد محجوب
لهم منى كل السلام …
قبل ما أبدا الكلام …
كلام هقوله مش جديد..
والكل عارف إنه عظيم.
أمى هى شط الأمان …
أمى هى فيض الحنان .
هى ست الكل طبعا …
هى ست الناس كمان ..
وبابا أعظم شاعر …
يفن يقول مشاعر …
إنسان نبيل وعارف …
ف الفن والتصوير …
أديب من الأدباء …
عظيم من العظماء …
هو وماما حبايبى …
هما الاتنين صحابى …
لهم منى كل سلام …
بعد ما نهية الكلام …
كلام وقولته مش جديد .
والكل عارف إنه عظيم.
عَرَبِسْتَانْ ومشروع الضمير العالمي
بقلم: سعيد تيسير الخنيزي
قبيْل أحداث ١١ سبتمبر بفترة قصيرة فقط، قامت جامعة برينستون الأمريكية مشوارها في البحث والدراسة (إحصائياً) في ما إذا كان هنالك حقاً ضمير عالمي حيّ وحقيقي في نفسه، فوق الإدراك البشري الكائن والمعروف، بأستخدام أجهزة قياس (هارد وير) دقيقة.
فَرَاحَ الباحثين في جمع وكدس بيانات وأرقام عشوائية (RNGs) من ضمن شبكات عالمية، وتوليد مؤشرات يوميّة من خلالها وعلى نحو دائم طوال اليوم، ومراقبتها ومقارنتها لتلك الأيام التي تَعُمْ الدنيا بأحداث تاريخية يُهَزْ فيها الضمير والوعي البشري العالمي ويَفْقِد نشاطه، كأحداث ١١ سبتمبر- مثلاً- وحرب العراق ودمار هايتي، وغيرها من الأحداث.
والنتيجة كانت صَاعِقَة. توصّل المركز إلى آن الأيام التي يتزامن معها آحداث عالمية عَظِيمَة كَتِلك يرتفع فيها مؤشر القياس الرقمي إلى درجات عالية معتبرة وذو أهمية، بخلاف الأيام التي ينعدم فيها آي حدّث من ذَلِكَ النوع العاطفي أو المآساوي.
فإذا كانت نتائج تِلْكَ البحوث مقبولة وصحيحة، وأن ماحَدَثَ من شدود لِتلكَ الأرقام العشوائية في تزامنها لأحداث عَظِيمَة لم يَأْتِي على محض صدفي أو إرتباطي فقط، بَل كانت سببية بين علّة الحدث ومعلوله، فمعنى ذلك إننا مرتبطون إرتباطاً ميتافيزيقياً متماسكاً وقويماً فوق الواقع المادي والمعروف، وأن الضمير الحيّ- به وفِي نفسه- يتأثر ويؤثر في أبعاد الواقع والمحيط بقوة فعّلية غير مُدْرَكة في الواقع الفيزيائي للمادة فقط، بل عليه وفوقه وفيما ورائه كَذَلِك.
وبناءً على تلك النتائج، فكما أن هُنالِكَ- على مايبدو- ضمير عالمي حيّ يعكس المعنويات الكلية للشعوب والإفراد، فهنالك- على مايبدو أيضاً- ضمير إجتماعي أو مهني أو أُسَري حيّ نتيجةً للسلوكيات والطقوس. وهذا ليس بالغريب، فكلنا خاض تجارب عملية سيطرت فيها الثقافة السائدة- لمجموعة ما- وغلبت في طياتها سلوكنا الفردي الحُرْ، بِفَعِل قوة ليست مُدْرَكة أو مُعَرّفة في نفسَها وشخصها ولكن مؤثِرَة في قوّتها وكيانها.
وإن طوينا الحديث من زاويا ثيولوجية للدين والعقيدة، فإن الله صَوَرَ نفسَه في رِسَالاته تكليمه للأقوام والشعوب كلياً، والشمس والقمر والجبال والبحار، مما يعطي إشارة لامِحَة إلى آن الضمير الحيّ لا يقتصر على الأنسان والحيوان والنبات بشكل فردي فَقَط، بل يشمل الأشياء وماهياتها المتعدّدة والمتفرعة ضمناً، ولكن بقوانين وأُسُسُ ومَعَالِمْ مختلفة تحتاج في نفسها إلى تطلّعات أعمق وأكبر من حُدُود هَذَا المقال الوجيز.
ليس الجديد هُنَا في إكتشاف آن هُنَالِكَ مفهوم عام أسمه الضمير، وَلَكِن الجديد في قياس هذا الضمير المُحَلِق فوق المادة إحصائياً بشكل رقمي وغير مسبوق. فإذا كان الضّمير يمكن إحصائه وقياسه في إستنتاج ردات فعل عاطفية وكلية للشعوب، فهذا يعطينا الإدراك الأوّلي لأهمية خلق ثقافة هيكلية مبنية على قواعد تغذي تفاؤل وإيجابية هذا الضمير الحيّ ورفع معنوياته، بالأضافة إلى تزويدنا بفكرَة إبتدائية بسيطة بأن ماتسمى بالثقافة العامة أو الحضارة أو السلوك الأجتماعي هِيَ في حقيقتها ذو أبعاد أكبر وأعمق من تعريفاتنا اللغويّة الأوّلية والسطحيّة لها.
فاللغة لَيْسَت وسيلة للخطابة والكتابة المرئية فَقَط، بل بالعكس، قد تكون تلك من أتفهها وأقلها كفاءة. لذلك إذا قسمنا اللّغة إلى قسمين، لغة صريحة وآخرى مفهومة ضمناً من السلوك العملي لها، فشعوبنا تمادت كثيراً في إنتاج اللغة الصريحة تلك وغفلت عن اللغة الضمنية الناتجة من السلوك العملي نفسه. ولِذَلِك نجد آن سلوك النخب الدينية والسياسية والاجتماعية هو غالباً مرتكز وبشكل أساسي على الشكليات السطحية وصورها فَقَط، كَلِبْس العمامة-مثلاً- أو تقصير الثوب وتطويل اللحية، وغيرها من المظاهر المرئية الصريحة التي لايتآصل فيها المعنى الجوهري إلى الشيء نفسه عدا كونه تقليداً مَعروفاً.
وهذا أقتضاءً يعني آننا فَقَدْنا الهدف الأساسي للغة في عملية الأتصال والتواصل الذي يعكس واقِعَها الصحيح. فشريحة لا بأس بها من المسلمين اليوم، إن لم تكن الأغلبية مِنْهَا، يقتصر إدراكها للإسلام في كونه دين عملي لا أكثر ولا أقل، فاقداً للجوهر الروحي المتضمن في رسالته. ولِذَلِك كنا ولازلنا من أكثر الشعوب الآكلة بعضها لِبَعْض بأسم الدين، والمكفرة بعضها لِبَعْض بأسم الدين، والسارقة بعضها لِبَعْض بأسم الدين، والطاغي بعضها فوق بَعْض بأسم الدين، لإننا فقدنا الأتصال والتواصل الحقيقي بهذا الدين لغةً سليمة تعكس فِي طياتها لُب هذا الأسلام وجوهره. وهذا قد يُفَسِرْ سُمعة الأسلام الرديئة اليوم بين أنحاء العالم المعمورة ونشوء الحركات المتأسلمة كردات فعل للواقع الحقيقي التي تعيشه تلك الشّعوب في فهمها للأسلام صلةً ولغةً ومعنى.
فالمفاهيم أصبحت معكوسة والدين أصبح منكوس واللغة أصبحت هدفاً في نفسها بدلاً أن تكون وسيلة في وظيفتها. وهذا قد يتطلب من النخب الإجتماعية والسياسية المعنية اليوم في آن تعيد النَّظر في المنظومة العربية السلوكية الكائنة وآرتباطها بأبعاد اللغة وماهياتها، وكذلك طرح الأسئلة الشرعية في هل لغتنا اليوم تعكس حقيقةً واقع الأشياء المتضمنة لها آم لا، لأن الكائن والمعروف آن الآنعكاس الحقيقي- الأعتيادي والطبيعي- يبدأ مُتَدرِجاً من أبواب البيوت قبل المَسْجِد، ومُتَدرِجاً من الداخل قبل الخارج، ومُتَدرِجاً من المعدن قبل المظهر، فهل نَحْنُ كذلك؟
—————
للأطلاع على المصادر:
http://noosphere.princeton.edu/measurement.html
http://noosphere.princeton.edu
http://noosphere.princeton.edu/proc_bottom.html
أبى وأمى للشاعر المصرى: وليد محجوب
لهم منى كل السلام …
قبل ما أبدا الكلام …
كلام هقوله مش جديد..
والكل عارف إنه عظيم.
أمى هى شط الأمان …
أمى هى فيض الحنان .
هى ست الكل طبعا …
هى ست الناس كمان ..
وبابا أعظم شاعر …
يفن يقول مشاعر …
إنسان نبيل وعارف …
ف الفن والتصوير …
أديب من الأدباء …
عظيم من العظماء …
هو وماما حبايبى …
هما الاتنين صحابى …
لهم منى كل سلام …
بعد ما نهية الكلام …
كلام وقولته مش جديد .
والكل عارف إنه عظيم.