يقولون أن الحب هو اهم شيء في هذه الحياة وسمعت من صديقاتي ان الزواج بدون حب لا يستمر طويلاً وسرعان ما تندم الفتاة لأنها انشأت زيجة بدون علاقة حب، قررت من حين سماعي لتلك الكلمات ان احب ولم التفت يومها للعلاقة الطيبة التي تربط أبي وأمي ومدى انسجامهما مع عدم معرفة احدهما بالاخر قبل الارتباط.
ولكن من أحب؟ أخرج الى الشارع وأول شخص ألتقيه احبه؟ ام افتح مواقع التواصل الثرية بالشباب الفارغي المحتوى فأسمع كلمة من هذا او ذاك فأهيم به عشقاً، لا ادري ما العمل؟ وأخيراً اهتديت لفكرة لا بأس بها فنظرات ابن عمي تلاحقني في كل مكان، اشعر بميل نحوه عندما انظر اليه، قلبي يخفق بشدة واتصبب عرقاً ما إن يطرق الباب حتى صرت أميز طرقته الهادئة تلك فيبدء قلبي بالإضطراب، هممت به حد الجنون، عرفت حينها ان الحب قد اصابني وبحكم قرب الحبيب فقد تم كل شيء بسهولة وتم الزواج بعد تخرجي من الجامعة بشهر واحد، ولكن بعد زواجي بأشهر قليلة بدأ ابن العم بالتغير، لاحظت عليه طباع غريبة فهو قد يفقد اعصابه بلحظة ويبدد هالة الهدوء من حوله فتتحول الى جحيم لايطاق.
حاولت معرفة سبب عصبيته تلك لكن اهله كانوا مثلي حيارى لا يهتدون جواباً لسؤالهم، ما الذي غيره ياترى؟
بعد مرور سنة من زواجنا الذي لم تكن ركيزته قوية وكان مبنيا على حب مزيف لا مودة فيه، اكتشفت أن له علاقات سابقة وأن أهله رفضوا تزويجه بمن يريد فاستبدل عشيقاته بي انا، ولأنه احب الكثير فلم يكن صعبا عليه ان يحبني ويهيم بعشقي أنا الأخرى، فعرفت ان الحب قبل الزواج ليس هو كل شيء في هذه الحياة فالمودة شيء يفوق الحب بكثير.
وفي بحث أجراه موقع “ماتش. كوم” ونشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية وشمل خمسة آلاف متطوع، كشف أنَ 31 بالمائة من الرجال موضع البحث اعتبروا أنهم مستعدون للزواج من إمرأة “فيها كل المواصفات المطلوبة، رغم عدم وجود علاقة حب بين الجانبين”. وهكذا فإنّ ثلث الرجال الغربيين في هذه الدراسة لا يشترطون الحب في علاقة الزواج، ويرون أنّ التراحم والمودة بين الزوجين يمكن أن تحل محله.
وفي بحث نشره البروفسور آرون بن زائيف في موقع “سايكولوجي تودي” أيضا، فإن الزواج القائم على الهيام والغرام والمشاعر الملتهبة يتجاهل في الغالب عناصر الشراكة المهمة بين الزوجين من قبيل التقارب الفكري والذكاء المطلوب والتقارب الإجتماعي، وهو في النهاية اختيار رومانسي قد يزول بزوال أسبابه.
وهناك مجموعة من الأسباب قد تؤدي إلى فشل الزيجات التي قامت على الحب، توضحها الأخصائية في علم النفس العلاجي، سوزان بيز غادو في موقع “سايكولوجي تودي”، ومنها أن:
الحب عاطفة متغيرة وليست ثابتة. وأن الحب لا يؤسس قاعدة صلبة لإقامة مؤسسة. إضافة إلى أن الحب هو أبعد ما يكون عما يوصف عاطفيا على لسان الشعراء والمغنين “هو كل ما نحتاجه”.
وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز:
﴿ وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ(21) سورة الروم.
وهنا لانريد الجزم بأن كل علاقات الحب قبل الزواج تكون فاشلة فالكثير من تلك العلاقات نجحت في تكوين اسرة متماسكة لانها كللت فوراً بالزواج، ولكن ان لايكون الحب فقط هو الدافع للارتباط بل يكون الانجذاب الحاصل عن قناعة بمواصفات الشخص المقابل ومدى قرب تفكيرهما وانسجامهما وتكافئهما فاذا توفرت هذه الاشياء تكلل حبهما بالمودة التي هي اسما واعلا واذا كان حباً فارغاً ومتسرعاً لايجنون منه بعد الزواج سوى الندم.
م/http://bushra.annabaa.org
ص/نواعم