أخبار ومقالات

نساء يُجبرن على الإنجاب” حق الرفض غائب تحت ضغط العادات الاجتماعية”

منار الزبيدي

في مجتمعٍ لا يزال يرى في “المرأة ام الاطفال” النموذج الأمثل، تُحرم آلاف النساء العراقيات من حق أساسي في تقرير مصيرهن الجسدي والإنجابي و ما زال العديد منهن يجبرن على الإنجاب، خضوعًا لعادات وتقاليد اجتماعية ولو  على حساب جسدها وصحتها انها ثقافة المجتمع التي  تُمجّد الأمومة وتُهمّش حق المرأة ،ففي العراق، تُربّى الفتيات منذ الصغر على أن أعظم إنجاز لهن هو أن يصبحن أمهات وأن المرأة التي لا تنجب ليست امرأة كاملة وحين تتزوج  يصبح الحمل مطلباً مُلحاً، يُترجم لاحقاً إلى ضغوط مباشرة وصريحة من الزوج أو أهله أو اهلها أو جميعهم.

وتتضاعف المأساة حين تكون الفتاة قاصراً كما هو الحال في زيجات كثيرة تحدث في  مناطق عراقية مختلفة  فالزواج المبكر لا يمنح الفتاة حق تقرير  الإنجاب  بل تُجبر عليه كواجب لا مفر منه ،و بحسب شهادات لعدد من الفتيات فانهن تعرضن لحمل مبكر دون  استعداد جسدي ونفسي، مما يؤدي إلى مضاعفات صحية قد تصل إلى الوفاة، وتخلو التشريعات العراقية من أي نص صريح يُدين أو يُجرّم إجبار النساء على الإنجاب، كما أن الإجهاض ممنوع وفق القانون العراقي فقد تضمن قانون العقوبات العراقي رقم 111 لعام 1969 عقوبة تصل الى السجن مدة عام لكل امراة أجهضت نفسها  او مكنت غيرها من ذلك برضاها وفق المادة 417 من القانون نفسه.

ولا تقتصر الأضرار  التي تتعرض لها هذه الفئة من النساء على اجسادهن فقط (اضرار ومخاطر صحية) بل يتجاوز ذلك الى اضرار نفسية  واجتماعية ابرزها الاكتئاب بعد الولادة و القلق المزمن والشعور بالذنب و ضعف الروابط الأسرية مع الأطفال نتيجة الحمل الاجباري”الكثير منهن يعانين بصمت” وعلى الرغم من توفر وسائل تنظيم الأسرة في العراق،لكن الوصمة الاجتماعية المرتبطة باستخدامها، وجهل كثير من النساء بحقوقهن الإنجابية، يجعلان من الحمل المتكرر قدراً مفروضاً لا خياراً ،ويعتقد بعض افراد المجتمع  أن المرأة ماكنة لإنجاب الأطفال وتربيتهم،ولهذا يجب تشريع قوانين تحمي حق المرأة في الصحة الإنجابية واتخاذ القرار بشأن الحمل وتكثيف برامج التوعية والتثقيف  المجتمعية والتركيز على المناطق المستهدفة، وتقديم دعم نفسي واجتماعي للنساء اللاتي يتعرضن لضغوط الإنجاب ونؤكد على ضرورة استهداف الرجال في حملات التوعية التي تتضمن مفاهيم اساسية مثل الإنجاب حق، وليس واجب وان المرأة ليست أداة للتكاثر أو ماكنة للأنجاب بل إنسانة  لها كيانها وخياراتها ولابد من احترام حقوقها ومراعاة ظروفها وحمايتها من كافة انواع المخاطر .

زر الذهاب إلى الأعلى