الديوانية /عامر الموسوي
تعد مدينة (الزبلية ) من المواقع الأثرية المهمة من خلال امتدادها الى مساحات واسعة كونها مدينة أثرية كاملة منتشرة على شكل مواقع اثرية متعددة تقع في ناحية سومر الى الغرب من مدينة نفر الأثرية على بعد (12) كم منها ، والتي تم اكتشافها في اربعينيات القرن الماضي ، وأطلق عليها اسما محليا (خربة الزبلية) ولم تجري عليها عمليات التنقيب حتى وقتنا الحاضر ، مما ادى الى عدم معرفة اسمها الحقيقي . تتوسط هذه المدينة (زقورة ) بارتفاع (15)م تقريبا والتي يبدوا من خلال طريقة بنائها انها تعود الى الفترة الكيشية (العصر البابلي الوسيط 1500-627 ق.م) واستخدم في بنائها اللبن المسلح بالفصب (وهي طريقة البناء التي اشتهرت في ذلك الوقت) ومحاطة بكساء من الآجر الذي يتميز بوجود عدد من الطلعات والدخلات ، مهمتها اسناد الجدران بتثبيت الحجم الضخم لمساحات الكتلة ، وتجميله عن طريق عكسه للظلال ، ومن الجدير بالذكر ان الزقورات في ذلك الوقت كانت وظيفتها دينية بحته تستقبل الآلهه في معبدها الذي يقع في اعلاها، وانها تعد اول تفوق للعمارة العمودية في فن البناء القديم ، حيث ان رضا الآلهه هو العنصر المهيمن على الفكر(انذاك) والاعداد المشيد من أجله البناء ، ولهذا تمتعت الزقورات بالصفة الابدية ، من خلال تراصف في المفردات البنائية كوحدة كلية لاتستطيع حتى المفاهم التحليلية الجديدة بتفكيكها مطلقا..الا اننا (وللاسف الشديد ) نرى الاهمال يشوب هذا المعلم التأريخي في حضارتنا القديمة دون اية التفاتة او محاولة التنقيب من قبل الدوائر ذات العلاقة لأبراز هذا الارث الحضاري الثمين ليرى النور ويكون بحق من المعالم الكبيرة لجذب السياح والمهتمين بتأريخنا القديم..