المنار نيوز/ابتسام الصكبان
استشعر حشرجة في صدري وانا انوي التحدث عن المرأة خاصة وسائرالنساء في مجتمعي عموما ومآلهن لخوف مرابط فوق قلبها وحسرات رافقت ايامها فلم تجرؤ احداهن محاوله رفع الظلم المخيم او حتى الفضفضة لأقرب ممن حولهن فالبوح بالآلام المطبقة جريمة يعاقب عليها حاكم المنزل الذي تقوقعن فيه لسنين ماثلات مطيعات حتى سئمت من التردد عليهن لفرط الخنوع المفرط باستكانة وتخضع فنويت مقاطعتهن استنكارا لهذا السكون الا ان قدماي ساقتني قبل ايام خلت لزيارة احداهن مصممة ان استخرج كائن الخنوع الذي تربى في داخلها حتى نمى وترعرع علني استطيع ان احيي فيها روحا رافضة للظلم والتسلط فتجاذبت معها اطراف حديث ثقل وقعه لفرط تجبر الزوج وتراءت لي صورة (سي السيد ) التي كنا نراها في المسلسلات المصرية القديمة متماثلة امام ناظري كلما توغلت في الحديث عن سيدها فاحسست بانتفاضة هاجت بروحي معلنة عدم السكون حين خالط مسامعي صوت خافت لبكاء متقطع توثقت منه بعد انصاتي فسألت جليستي …اني اسمع بكاءا ؟…فاجابت ..نعم هو صوت ابنتي الصغرى زينب فهي لم تهدأ منذ البارحة فلم اصطبر لمعرفة السبب من والدتها لاجد قدماي تقوداني رغما الى حيث الانين …رأيت طفلة في عمر الزهور انزوت في زاوية الغرفة تبكي بأنات متقطعة اجتذبتني بلا رؤية لظلمة المكان الذي اضأته حال دخولي فيه فاذا بي امام دموع اغرورقت في احداق ذبلت مبكرا ..لم تزل في العاشرة من العمر الذي بان وكأنه اكبر لخطوط نسجت تحت مقلتيها متاعب متراكمة فامسكت وجهها الصغير بين يدي وسالتها بحنو ..مايبكيك حبيبتي فأجابت بنظرة ملئت دموعا انتفضت على واقعها فتحررت كسيل لايهدأ محركة يدها الصغيرة لي لتضع في يدي نصف ضفيرة مقصوصة قرصت اخرها بوريدة جميلة ادارت لي رأسها الصغير معها وتشير لي لرؤية هذا الجزء من شعرها فتساءلت بعيون فاضت بالدموع لما ارى ..ولكن من فعل هذا ؟ فلم تستطع الرد وغصت بعبرات متلاحقة وأنات متقطعة فهربت بنظري الى والدتها لارحم اوصالي مما رايته مستفهمة فأجابت : طرقت الباب ولم يكن حينها في البيت الا انا وهي فارتدت حجابها لتفتحه بعد ان علمت ان صديقتها في المدرسة هي من تقف وراء الباب وقد احضرت لها شيئا وحين استلمت منها الاناء رآها والدها واخوتها الذين اتفق مجيئهم بهذا الوقت ولاحظوا عدم تغطية الحجاب لشعرها الطويل باجمعه فنصف ضفيرتها ظاهرة من تحت الحجاب الذي ترتديه فأصدر حكمه لاخوتها بقص الجزء الظاهر من تلك الضفيرة غير مبال بهذا الحكم حبها لشعرها الطويل الجميل فمايريده هو الابقاء على الشعر الذي تحت الحجاب فقط وقص ماظهر منه حينها ادركت ظلم الاب وظلم ابناءه سليقة اتبعوها من بعده وتيقنت ان غلاظة الطباع واستهانة المرأة موروث في آلاباء الى الابناء ينحدر في بودقة اغلقت بأحكام تقوقع المرأة فيها مسلمة بلا حراك .