غير مصنف

بين المعتقد والخرافة شجرة السدر.. قداسة وتهويل

المنار نيوز/الديوانية/ هدى الربيعي

تعد شجرة السدر من الأشجار المباركة التي ذكرت في مواضيع كثيرة من القرآن الكريم، وتسمى باللغة الدارجة بـ(النبق) وهي على أنواع مختلفة الطعم واللون تنتشر زراعته في الحقول والحدائق ولها فوائد كثيرة في المجالات كافة ، لكن هناك بعض العادات التي عدها البعض خرافات وأنها أساءت لكرامة هذه الشجرة.

وقال رجل الدين السيد حسين القصير ان “السدرة شجرة مباركة وقد ورد ذكرها في القران الكريم في سور عدة واتفق علماء اللغة والتفسير على أن المراد بالسدرة هي شجرة (النبق) وهي شجرة مباركة ذات رائحة طيبة سواء بثمرها أو ورقها”.

وبين القصير أن “علماء المسلمين اتفقوا على جواز قطعها للمصلحة العامة او الخاصة ولا يوجد اي حرج في ذلك اما ما ينقل عن النبي الاكرم (ص) في حديثه (من قطع سدرة صوب الله رأسه في النار) فالحديث ضعيف جدا جدا والغريب ان ناقله هو عروة ابن الزبير وكان نجارا ويعمل بالخشب وأما من حيث المتن فإذا كانت السدرة المقصودة هي تلك الموجودة في مكة والمدينة فالسبب في حرمة قطعها لأن الذي يدخل مكة يجب ان يكون محرما ويحرم عليه قطع الاشجار”.

وقال الباحث في علم النفس سعد عبد محمد إن “جذور المعتقدات التي تحيط بالسدرة تنطلق من حضارة بابل وتبدأ حينما كان الفلاحون يعتقدون بأن شجرة النبق تتكلم ليلا بحادثة طويلة وقصة اسردها أكثر كتاب التاريخ القديم وتتالت في كثير من الجوانب الروحية والنفسية للإنسان وباتت تُقدس تلك النبتة حتى ان هناك معتقدات غريبة بخصوص شجرة السدرة أو (شجرة النبق) فهم يعتنون بها وينتفعون من ثمرها وظلها ولا يقبلون قطعها لاعتقادهم بأن من يقطعها يموت عاجلا”.

مبينا أن “السدرة حسب المعتقدات الثابتة في شبه الجزيرة العربية شجرة أسطورية محفوفة بالقداسة والأسرار والعوالم الغيبية تجتمع في كينونتها المتضادات والقدرات فهي مكان ولادة الجن ومحط استراحتهم في الليل، وفي النهار ظل للإنس، وثمرتها (النبق) غذاء لهم، وأوراقها (السدر) طيبُ يُغسل به موتاهم ودواءُ يستحم به مرضاهم إذا سُحروا أو أصابهم مسُ من الجن وأغصانها مكان حسن لتعليق السحر أو الطب”.

مضيفا أن”السكان المحليين لديهم طقوس خاصة عند قطعهم السدرة لأنهم يعتقدون أنه إذا نبتت السدرة في مكان ما من تلقاء نفسها دون تدخل من الإنسان فهي لا تقلع الا بعد الرجوع الى الجن وأخذ موافقتهم على القلع ونادراً ما يوافقون”.

مشيرا الى انه “بالرغم من ذكر في هذه الشجرة في القرآن، الا ان هذا لا يعني ان نوصلها الى مرحلة الخرافة، التي باتت تشغل تفكير الكثير من الناس البسطاء وهذا ما نشاهده اليوم، إذ ان اكثر الناس البسطاء ينذرون لها وحينما يصادف تحقيق ما طلبه الشخص من الشجرة سيشاع بقوة سرها وقداسة جذورها مما يزداد اعتناق فكرة تقديس شجرة السدرة”.

عازيا سبب التمسك بتلك المعتقدات إلى سد بعض النقص الموجود في الشخصية الإنسانية.

زر الذهاب إلى الأعلى