غير مصنف

احد الناجين من “مجزرة سبايكر” يوثق جريمة ابادة جماعية ويحمل قادة عسكريين مسؤولية خيانة البلد

الديوانية /تحسين الزركاني 

حيدر حربي مراد الذي تم اسره من قبل (داعش)، في القصور الرئاسية التي ضاع فيها آلاف غيره، وثق “جريمة إبادة جماعية”، وحمل قادة عسكريين مسؤولية “خيانة البلد”، مؤكدا ان أسرة سنيّة آوته، ومنعت عنه شرور داعش.  

ويبدأ مراد  قصته في حديث الى (المدى برس) أن “الوجبة الاولى من المقاتلين، التي تحركت من قيادة عمليات صلاح الدين في ليلة سقوط “سبايكر”، كان ثلاث آلاف جندي، لحق بنا نحو ألفا وثمانمائة آخرين بعد سويعات، لنضاف الى من كان متواجدا في الحصن”.

ويقول مراد إن “أمر الوحدة العقيد الركن أيوب ومساعده علي الفريجي، أوهمونا بأن الغاية من نقلنا وجود طائرات تقلنا الى بغداد، وحين وصلنا الى القاعدة، لم نجد الا الأسلحة على الارض مرمية، والعجلات خاوية تملا الارجاء، بعد ان خرج الجنود مدنين وتركوا كل شيء على حاله”.

ويضيف الجندي أن “ما تبادر الى تفكيرنا ليلة سقوط سبايكر، بعدما سمعناه ممن كانوا في القاعدة، بعدم صحة وجود طائرات تنقل الجنود الى العاصمة، أن نشكل رتلاً عسكرياً مسلحاً يكون قادرا على التصدي الى المسلحين مهما كان عددهم فنحو خمسة آلاف مقاتل رقم ليس بالهين، ومروره بأي مكان يثير الرعب ان كان مسلحا بالمدرعات والسيارات المصفحة التي كانت موجودة بالقاعدة أصلا”.

ويتابع مراد أن “آمر الوحدة طلب تجمع الجنود في ساحة بوسط القاعدة، وأخبرنا بمكبر الصوت أن الوضع قد ساء في الخارج، وقطعت عنا بغداد الاتصال بها ولم يجب احد القادة على هواتفنا، وخوفي عليكم يوجب عليّ التفكير بإنقاذكم من المأزق، وعليكم التخلي عن ملابسكم العسكرية وأسلحتكم، وجميع الوثائق والمستمسكات التي تدل عليكم، وتخرجون من القاعدة مدنيين، لكي لا يتعرض لكم المسلحين، كونكم تركتم الجيش ومقاومتهم، وانا واثق بانهم سيعاملونكم بالحسنى”.

ويضيف الجندي أن “أجد الجنود سأله هل الطريق مؤمنة لنا، فأجابنا بأن من خرج من الجنود كان بمأمن ولم يتعرض لهم أحد، وهناك عدد كبير وصل الان الى بغداد، فانكسر الجنود وأسرعوا بنزع ملابسهم والتخلي عن كل أشيائهم، فطلبت وعدد آخر من الجنود من الامر البقاء داخل القاعدة لانتظار التعزيزات خاصة واننا كنا أتينا بسياراتنا المدنية الخاصة، فرفض ذلك وأصر على خروج الجميع من القاعدة”.

ويستدرك مراد أنني “طلبت من أربعة عشر جندي جاءوا بسياراتهم الخاصة البقاء حتى نتبين ما سيحصل لنقرر الخروج من البقاء، فكان السرب طويلا والجنود على مد البصر، فقررنا الخروج مجتمعين برتل سيارات مدنية على أن ينكر بعضنا بعضا ان حصل شيء في الطريق ويعمل كل على انقاذ نفسه”.

ويطالب مراد “القيادة العامة للقوات المسلحة ووزارة الدفاع، ورئيس الحكومة المكلف ومجلس النواب، بمحاسبة ومعاقبة القادة العسكريين الخونة، الذين تسببوا بموت آلاف الجنود، مؤكدا “لو بقينا في سبايكر لنجونا كما نجا اربعمائة جندي حتى وصلتهم التعزيزات، بل ان الضباط تعمدوا إعدام ثلاثين جنديا كانوا شهودا على اوامرهم، بتكليفهم بواجب تطهير جامعة صلاح الدين، حين سقطت بأيدي المسلحين، واجبارهم على مغادرة القاعدة الحصينة “.

مراد: وقعنا تحت سيطرة داعش

ويشير الجندي إلى أن “الطريق كان مكتظاً بالجنود المدنيين، الامر الذي اضطرنا للسير ببطء بسياراتنا، حتى وصلنا تقاطع (العوجة)، فتفاجئنا بوجود مسلحي (داعش)، وقد أمروا الجنود بالنوم على جانب الطريق، فأمرونا بالترجل من سياراتنا والنوم على بطوننا مع الاخرين، فتكاثروا علينا بأسلحتهم، وقتلوا من كان يناقشهم او يطلب منهم العفو عنه”.

ويلفت مراد الى ان “المسلحين نشروا أعلام خلافتهم فوقنا وقاموا بتصويرنا وطلبوا منا الهتاف لدولتهم الاسلامية ونصرهم علينا، وكأننا اعدائهم ولسنا أبناء بلدهم، فأخذوا يقيدوننا ويركبوننا بسيارات الجيش والشرطة التي اغتنموها، الى منطقة القصور، كان عددنا نحو الفي أسير، أدخلونا الى احدى قاعات القصر فصار مكاني وخمسة عشر آخرين فوق بعضنا بحمام، هربا من الباب لأن من يكون قربها سيكون اول الاضاحي”.

ويصف الجندي أنني “كنت على مقربة من الشباك، وكنت أشاهد عمليات الاعدام الجماعي، وكيف ترفع الجثث من الارض الى سيارات قلاب بوساطة (شفل)، وكيف تقطر الدماء بغزارة منها، مر علينا ذلك اليوم بمرارة وألم ورعب، كنا نتوقع مع كل لحظة الموت، بل صار الموت رفيقنا”.

ويوضح مراد أن “عدداً من المسلحين اخبرونا بأن عفوا من الخليفة صدر الى المرتدين السنة والمغرر بهم من الشيعة، بعد أن يتم أخذ براءتهم من الجيش وبيعتهم الى الخليفة في جامع صدام، وعليكم الادلاء بالمعلومات الحقيقية عن الاسم والديانة والمذهب، لنطابقها مع قاعدة البيانات التي نملكها، لضمان عدم عودتكم الى جيش المالكي ثانية”.

ويؤكد الجندي على أن “الحيلة انطلت على الجميع عدا أربعة عشر أسير، كنت من بينهم، فأخرجونا من تلك القاعة، وسألونا عن اسمائنا ومحافظاتنا ومذهبنا، فادعيت اسم صديق لي كنت أعرفه من احدى قرى (بهرز) في محافظة ديالى، لأني كنت قد زرت صديقي أكثر من مرة، وكنت اتحدث معهم بلهجة القروي المصحوبة بكلمات بدوية، كنت اتقنها منذ صغري بسبب اختلاطي مع اخوتنا السنّة، فشكوا بي، وطلبوا من أحد الاسرى الذي استعار لنفسه اسم عمر، ان يسألني عن المكان الذي ادعيته، كونه من أهالي ديالى”.

ويتابع مراد أنني “وصفت لعمر المكان والقرية والمحال الموجودة فيها وشخصيات معروفة، فأكد لهم عمر ما ادعيته، فنقلونا ثانية الى غرفة خشبية كانت تطل على القاعة المخصصة للذبح، لنشاهد كيف يقتل البشر بلا ذنب ونسمع الصراخ، بعد أن يتم نحرهم نصف ذبح على يد احدهم وكأنهم دجاج، ليأتي آخر يتمم بسكين غليظ على الرقاب حتى تتناثر عظامها في المكان، دون ان نتمكن من فعل شيء”.

ويستدرك الجندي مخنوقا بعبرته أن “رجلاً طويلاً ضخم البنية، يرتدي زياً افغانياً، بلحية طويلة، لهجته سعودية، وملابسه مغطاة بالدماء، كانوا ينادوه (الشيخ ابو نبيل)، فأخذنا الى قاعة أخرى من القصر فيها اربعة يجلسون على الكراسي، فتوسطهم وسألهم هل تأكدتم منهم، فأجابوا انهم متأكدون باننا سنّة، كنت اجلس في أول الرهط، فسألني عن اسمي ومن اين أنا فأجبته بما أخبرت به من سبقوه، فاتصل بهاتفه وزود اسمي الى المتحدث واسم القرية التي ادعيتها، وفعل ذات الشيء مع الاخرين، وبعد فترة توالت عليه الاتصالات مؤكدة صحة المعلومات”.

ويتابع مراد أن “أبو نبيل سألني ان كنت أصلي فأجبته بالتأكيد، فطلب مني رفع الاذان والصلاة، ففعلت، فقاطعني وطلب مني الجلوس بمكاني، وطلب ذات الامر من الثاني ففعل، فأجلسه بقربي، فطلب من الثالث ان يرفع الاذان فذكر في الاذان اسم الامام علي (ع)، فغضب كثيرا واخذ يشتمه وطلب ان يجلس بزاوية، واستمر المشهد الى اخر الجنود الذي ذكر في آذانه (حيّ على خير العمل)، فاستشاط غضبا ثانية وأجلسه بقرب صاحبه، فأخرج مسدسه وقام بقتلهم في مكانهم، وسأل أحد قضاته كم وصل عدد الذبائح التي نحرت؟، فأجابه مع هذين أصبح عددهم (4026) نطيحة، كنت ادعوا بسريرتي حينها ان تقصفنا الطائرات لنموت ونتخلص من هذا العذاب”.

ويروي الجندي أن “أبو نبيل سألنا عن ما أخذ منا لحظة القاء القبض علينا من أموال ووثائق، بعد أن أمر بإحضار المحاسب ومعه صندوقه، فطلبنا مبلغا يكفي بإيصالنا الى مدننا، فأصر على أمره، فأبلغته ان ما كان بحوزتي مئة ألف دينار فطلب من محاسبه تسليمي المبلغ كما فعل مع الاخرين”.

ويشير مراد الى أن “الشيخ أمر بنقلنا في الساعة العاشرة صباحاً، الى (كراج) مرآب تكريت وسط  المدينة، فاركبونا بسيارة وسط تكبيرهم حتى وصلنا المكان فأطلقوا سراحنا، وأخذنا البحث عن سيارة تخرجنا من المدينة بأي ثمن، فلحق بنا شخص كان يدعي انه من الجنود الاسرى الذين تم العفو عنهم، وانه شيعي ويقسم لنا بذلك، فأخذتني به الريبة والشك في أن يكون أحدهم جاء ليتأكد من منا شيعي ليعاد الى القصر، فشككت بما يدعيه الرجل، وأخبرت صديقي الذي استعار اسم عمر، بظني وعزلت نفسي عنهم، وركبت بأول سيارة اجرة الى مرآب القادسية”.

ابن الديوانية “دخيل” لدى اسرة تكريتية

ويلفت الجندي الى أن “خمسة ساعات مرت وأنا احاول اقناع احدهم بإيصالي الى اقرب نقطة عسكرية في سامراء، لكن أحداً لم يرغب بذلك، لأني لا امتلك مستمسكا معي، وكان آخرهم اقتنع بعد ان عرضت عليه خمسمائة الف دينار مقابل نقلي الى مفرق الفلوجة، لكنه تراجع عن قراره وأخبرني انه لا يريد أن يكون سببا في قتلي”.

ويقول مراد إن “القلق بات يساورني من البقاء في المنطقة، حتى توقفت سيارة نوع اوبل فيها شاب، لن اذكر اسمه خوفا عليه ووفاءً له، سألني ما قصتك اراك حائرا، هل انت جندي، فنفيت ذلك، وادعيت اني عامل وضعته الصدفة بين الاسرى وقد اطلق سراحي بعد ان تأكدوا مني، فطلب مني الركوب معه، وأقسم بالله ثلاث مرات انه سينقذني ان أخبرته بالحقيقة، فاطمأن قلبي للرجل وأخبرته، أن اسمي حيدر من الديوانية وشيعي المذهب، ونجاني الله من الموت من بين نحو خمسة آلاف عراقي، فدمعت عينيه”.

ويتابع الجندي أن “الرجل كان سنياً، وأخذني الى بيته، وحين دخلت المنزل وجدت عجوزا كانت تقرأ القرآن على سجادتها، ما أن شاهدتني حتى بدأت دموعها تنهمر وأجهشت بالبكاء، وطلبت من ولدها ان يعطيني هاتفه لاتصل بأهلي واطمئنهم، ففعلت واتصلت بوالدي واخبرته بمكاني، وطلبت منه تزوير هوية احوال مدنية باسم صديقي الذي انتحلت شخصيته للخلاص من (داعش)، فأبلغني أبي باستحالة ذلك لان الطريق لا يمكن المرور منه”.

ويمضي مراد أن “والدي طلب مني الاستعانة بالرجل السنيّ الذي ادخلني بيته، فسألت صاحب البيت ذلك، فقال سأرتب لك الامر، وخرج لمدة، وعاد لي بهوية أحوال مدنية وبطاقة سكن وشهادة الجنسية، باسم مواطن من الرمادي، فأخذت هوية الاحوال المدنية، ونزعت عنها الغلاف بروية، وأزحت الصورة دون أن أؤثر على الختم، لان صاحبها لا يشبهني إطلاقا، فالتقط لي الرجل صورة بهاتفه، وخرج ثانية، لكنه عاد خالي الوفاض فلا يوجد محل تصوير او مكتبة في المنطقة باسرها، فاضطررت الى استخدام صورة من صور اصدقاء صاحب البيت، ولصقتها بدلا عن صورة صاحبها الاصلي”.

ويوضح الجندي أن “المنطقة التي كنا فيها خطرة جدا، وتتعرض الى مداهمة مسلحي (داعش)، باستمرار، لوجود أحد الامراء فيها، الامر الذي اقلقني جدا، وفي اليوم التالي، اتصل والدي بالشيخ ميري ال عطية عن طريق احد اعمامي، وكان له علاقة بشيوخ عشائر سنية في ديالى، اتصلوا بدورهم بشيوخ في تكريت، فأرسلوا لي بعد يوم رجلين اخذاني معهما بعد ان أخرجني صاحبي برفقة أمه وأبنائه من المنزل الى مكان اللقاء”.

ويضيف مراد أنني “ذهبت مع من ارسلهم لي شيوخ تكريت، وأقمت معهم في منزلهم، وكنت أخرج برفقتهم لمدة ثلاث أيام، بعد أن زوروا لي هوية أحوال أخرى وضعوا صورتي عليها، اصاحبهم في جميع مشاويرهم، وبعد أن طلبوا مني ابلاغ من أعرفهم من الضباط بنوع ومكان الكمائن، أخذت أتصل بضابط استخبارات سوات والفرقة السادسة رحمه الله الذي علمت انه استشهد، وأبلغهم بالكمائن التي اشاهدها ونوع العبوات المزروعة على جانبي الطريق”.

ويستدرك الجندي أنني “بدأت اشعر بمضايقتي لأصحاب الدار، دون ان يبينوا لي ذلك، لكنهم كانوا يسهرون ليلا يراقبون الطريق خوفا من مسلحي (داعش)، فاتصلت بوالدي وابلغته بأني سأغادر المكان مهما كانت النتيجة، فنصحني بالصبر والبقاء ولو في (حفرة كلب) حتى تنجلي الغمة، لكنني أصريت على الخروج باتجاه كردستان، لأني بدأت أخاف على الناس ضررا بسببي، فطلبت ذلك منهم فاستاؤوا، أولا ثم وافقوا بعد الحاحي عليهم”.

تحت سيطرة داعش من جديد

ويقول مراد أن “صاحب البيت أوصلني مع أحد أبنائه الى مخمور، وأركباني بسيارة نقل (باص كيا)، كنت اشاهد قوات البيشمركة منتشرة في الاماكن التي نمر بها، فاطمأن قلبي، وطلبت الهاتف من أحد الجالسين في الباص، فلما أخبرته بأني على مشارف الاقليم وأني اصبحت بأمان قطع قلبي وهو يبكي غير مصدق، فأقسمت له بأمير المؤمنين علي (ع) انني بخير، لكني انتبهت على السائق كان ينظر لي بالمرآة بازدراء، وهو يكلم احدهم على هاتفه، فقلقت من الامر، وأخذت اركز على الطريق فشاهدت سيارات تقطع الطريق وعليها اعلام تنظيم (داعش)، فعرفت ان الموت حل لا محالة”.

ويروي الجندي أن “رجلا كان قد نزل من سيارته، يحمل بيده السيف، طلب منا الترجل، والمستمسكات، فسمح بعودة الجميع الى سيارتنا الا أنا، سحبني الى سيارته، وسألني، هل أنت ضابط هارب من الموصل، فأجبته بلا، وأخبرته القصة وأن الشيخ أبو نبيل، حقق معي وتأكد وسأل عني في ديالى وأطلق سراحي، فطلب مني الصعود الى سيارته، واقتادوني الى مكان لا أعرفه، وطمأنني ان كنت من ديالى فلا خوف عليك، وان كنت شيعيا سأجعلك تطلب الموت بلسانك فلا تنله، ومن ثم أحز رأسك كما تنحر النعاج”.

ويوضح الجندي أن “السيارة توقفت في ثكنة عسكرية سيطر عليها مسلحو (داعش)، فاقتادني الى رجل يبدو كأنه كبيرهم، فسألني من اي المدن انت؟، فأخبرته باني من ديالى، فاتصل برجل يدعى (ابو حسن)، يبدو أنه أميرهم، وطلب منهم احضاري اليه، فوجدت ستة عشر جندياً ومدنياً مقيدي الايدي ومعصوبي العيون، من بينهم رجلا وولديه، فهمت من كلامه مع ابو حسن انه يسكن الحويجة”.

ويضيف مراد أن “ابو حسن سألني عن مكان اقامتي بالضبط، وأخرج هاتفه واتصل بشخص وطلب منه التأكد من معلوماتي في القرية التابعة الى بهرز، وطلب مني الجلوس قرب احد الجدران، واستأنف محاكمته مع الموجودين، حتى انتهى بقتل الجميع ذبحا ومن بينهم طفل في العاشرة من العمر تقريبا وصار سيفه يقطر دما، فذهب ليغتسل من أثر الدماء، فرن هاتفه فمسح يده واجاب على الاتصال وهو ينظر لي مبتسما، كان المغرب قد حل فطلب مني الوضوء والصلاة معهم ففعلت”.

ويقول الجندي إن “الرجل طلب لي طعاما بعد ان اتممنا صلاة المغرب، وطلب ممن جاء بي احضار هويتي، فأخبروه بأنه ذهب الى منزله وسيأتي بعد صلاة الفجر، فطلب قضاء الليلة معهم وسيصحبونني الى حدود اقليم كردستان في الصباح، وفي اليوم التالي اخذني أحدهم على دراجته بعد ان اعطاني هويتي، وأنزلني على حدود قرية (المحمودية) القريبة من الحويجة، واستوقف سيارة حمل وطلب من صاحبها ايصالي الى كركوك، وما ان وصلت الى كركوك حتى احسست انني وسط أهلي، وعاد الامل لي بالحياة من جديد”.

ويتابع مراد “خرجت من كركوك قاصدا مطار السليمانية، لأقطع تذكرة سفر الى مطار النجف، فاعترضتنا سيطرة الكورد، ودققوا في هويتي فعرفوا انها مزيفة، فطلب مني اسمي الحقيقي فأخبرته فظهرت له بياناتي كاملة، وطلب مني العودة الى كركوك ثانية، ولن يسمح لي بدخول المنطقة الا بوثيقة حقيقية، فاتصلت بابي، وبقيت في كركوك سبعة أيام حتى جاء أبي ومعه هوية أخي وحجز طيران مزدوج الى مطار أربيل، فمكث معي ثلاث أيام بكركوك حتى حان موعد سفرنا وعدت معه الى مدينتي”.

وكانت مؤسسة المدى، نشرت في (17 آب الجاري)، قصة شاهد عيان من محافظة الديوانية، روي ما حدث ليلة سقوط “سبايكر”، وعفو البغدادي عنه بعد محاكمة شرعية.

وكان أباء وأمهات مفجوعون في محافظة الديوانية، (يبعد مركزها 180 كم جنوب بغداد)، طالبوا في (التاسع من آب الجاري)، الحكومات المحلية والمركزية ووزارتي الدفاع والداخلية بالكشف عن مصير أبنائهم، الذين فقدوا في قاعدة “سبايكر”.

وكان محافظ الديوانية، عمار المدني، أكد في حديث الى (المدى برس)، على أن “حكومة الديوانية فتحت تنسيقاً على أعلى المستويات في القيادة العامة للقوات المسلحة ووزارة الدفاع، لمعرفة مصير أبناء الديوانية من الجنود والمراتب والضباط المفقودين بعد سيطرة مسلحي داعش على محافظة صلاح الدين وقاعدة سبايكر، كما شكلنا غرفة عمليات ولجنة خاصة في المحافظة تعمل على تأمين البيانات والمعلومات من ذوي المفقودين ليتم حصرهم ومعرفة اعدادهم الحقيقية في الديوانية”.

وكان نواب عن محافظة الديوانية، اتهموا الخميس (7 اب الجاري)، قادة قاعدة سبايكر الجوية بـ”الخيانة”، والتسبب بإعدام 1700 طالب، وطالبوا مجلس النواب “بتشكيل لجنة تحقيقية وتعويض ذوي الضحايا”، وفيما عدّوا الجريمة “بالمجزرة”، أكدوا ان هناك أشخاصاً لا يزالون محتجزين من قبل تنظيم (داعش)، والمجاميع “التكفيرية”.

وكان النائب عباس الخزاعي، طالب خلال مؤتمر صحافي عقده مع نواب من محافظة الديوانية في مبنى البرلمان وحضرته، (المدى برس)، في (الـ7 اب الجاري)، “بتشكيل لجنة تحقيق نيابية خاصة في قضية إعدام طلبة قاعدة سبايكر الجوية والبالغ عددهم 1700 شخص بينهم 400 من أهالي الديوانية، وتعويض ذوي الضحايا بشكل عادل”، لافتاً إلى أن “هناك مجموعة منهم لا يزالون أحياء ومحتجزين في القصور الرئاسية”.

وكان تنظيم (داعش)، أعدم  الأحد (15 حزيران2014)، العشرات من طلبة كلية القوة الجوية في قاعدة (سبايكر)، شمالي تكريت، بعد أيام على تسليم انفسهم، وفيما أكد أنه افرج عن 800 من الطلبة بـ”أمر من ابي بكر البغدادي”، نشر صوراً لعملية الإعدام، ولم يتسن لـ”المدى” التأكد من صحة المعلومة من مصادر اخرى.

وكان تنظيم (داعش)، فرض في (11 حزيران 2014)، سيطرته بشكل كامل على مدينة تكريت،( 170 كم شمال بغداد)، وقضاء الدور، شرقي المدينة، مسقط رأس نائب الرئيس العراقي السابق عزة الدوري، وقضاء الشرقاط، (120 كم شمال تكريت)، من دون قتال، فيما تمكنت قوات الشرطة والعشائر من طردهم من قضاء الضلوعية،( 100 كم جنوب تكريت).

 

زر الذهاب إلى الأعلى