المنار نيوز /متابعات
أعاق تجدد النزاعات السياسية بين الأحزاب التركية العمليات العسكرية لقوات البشمركة لتحرير كافة المناطق الإيزيدية في سنجار وما حولها بعد تقارير أشارت إلى تحرير القوات الكردية لمناطق قرب جبال سنجار أواخر العام الماضي.
ويرى مراقبون أن الأسباب التي عرقلت البدء في الهجوم العسكري تعود أيضا إلى نشوب نزاعات بين البشمركه والقوات الإيزيدية على خلفية إشكالية تشكيل تلك القوات وتدريبها تحت إشراف حزب العمال الكردستاني.
وكان قد أخضع حزب العمال الكردستاني نحو 5 آلاف إيزيدي لتدريبات مكثفة على مختلف أنواع الأسلحة في محافظة نينوى، بهدف إشراكها في معركة تحرير سنجار.
واعتبرت وزارة البشمركة أن هذه القوة خارجة على قوانين الإقليم لتعمق من الخلاف أيضا مع حكومة بغداد بتقديم الأخيرة الدعم للقوات الإيزيدية تحت مظلة قوات الحشد الشعبي.
وحول تأخير العملية العسكرية، تقول إحدى المقاتلات الكرديات في صفوف حزب العمال الكردستاني: ” قلنا للحزب الديمقراطي الكردستاني إن هدف حزبنا الأساسي هو وحدة الشعب الكردي، دعونا نضع خطة معا كي يشارك الجميع في تحرير سنجار، ولكن الحزب لم يرد علينا.”
أما أحد القياديين العسكريين في قوات البشمركة فقال: “اليوم نحن حزبان مختلفان في هذه المنطقة مع احترامنا للنضال الكردي .هذه الأحزاب تأتي بقوة متعددة وقد مرت أيام عدة على الإعلان لتحرير سنجار لكن لسوء الحظ هذا لم يحصل حتى الآن”
وكان مسؤولون أكراد أرجعوا التأخير في البدء بعملية واسعة النطاق لأسباب تتعلق بأمور عسكرية ومنها تضاريس منطقة سنجار الجبلية، إضافة إلى رغبة الأكراد في شن عملية واسعة النطاق تتزامن وتحرير الموصل.
إلا أن اتساع هوة الخلافات بين قوات البشمركة وحزب العمال الكردستاني، الذي يتمتع بعلاقات طيبة مع الاتحاد الوطني الكردستاني، أفضت إلى تأخير البدء بساعة الصفر ولعدة مرات للمعركة الكبرى بهدف تحرير مناطق سنجار.
كما أن الإيزيديين لايعلقون الآمال على الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة مسعود برزاني، خاصة بعد إخفاق قواته في حمايتهم من عمليات إبادة جماعية واغتصاب لنسائهم من قبل تنظيم داعش خلال العام الماضي.
وبات الإقليم أسيرا للخلافات الحزبية وبوتقة متفجرة للتناقضات السياسية، إضافة إلى أنه ضحية لتدخلات خارجية وصراعات إقليمية بين أنقرة وطهران.