سميسم “ستاخذ المراة فرصتها بعد زوال التمييز الجنسي الذي يسود مفاصل العملية الاقتصادية في العراق
حاورتها-رئيس التحرير
ولدت في حي الاعظمية ببغداد عام 1959 ,ومنذ نشئتها كانت شغوفة بالفكر الاقتصادي وهي تنتمي لعائلة نجفية معروفة حيث عملت في العديد من المجالات التربوية والاقتصادية وشغلت منصب مستشارة وخبيرة اقتصادية في عدد من الوزارات, وكتبت الكثير من البحوث والدراسات الاقتصادية ونشرت اكثر من 190 مقالاً اقتصادياً في مختلف الجرائد والمجلات العراقية ,وتعد د.سلام سميسم من اقلية النخب النسوية المتخصصة بالمجال الاقتصادي
– كيف يمكن النهوض بالاقتصاد العراقي اليوم و تحويله من اقتصاد ريعي يعتمد على بيع النفط الى اقتصاد يعتمد على دعم الفلاحة والصناعة ويخلق مواطن شغل؟
ان ذلك امر مقرون كليا بصناعة السياسة الاقتصادية، و الان فعلا بدأت الدولة تهتم بالمفاصل المعطلة من المنشأت الصناعية ، كذلك الزراعة و لكنني اعتقد و بتواضع ان المسألة اعمق من ذلك بسبب غياب الرؤية الاقتصادية الواقعية و المنطقية في احياء القطاعات الاقتصادية،ولذلك ارى ان يكون الاتجاه باشراك القطاع الخاص عن طريق برامج منح المشاريع الزراعية او غيرها , المهم ان تتخلص الدولة من عبء المشاريع المعطلة و تشغلها لضمان تشغيل العمالة العاطلة وتحقيق مردود اقتصادي من التشغيل ,وتسائلت سميسم ” هل ستنفذ هكذا عمليات و نحن نرسخ تحت خيمة الفساد و البيروقراطية و التخلف الاداري ؟؟؟؟ هنا المشكلة.”
كيف يمكن تمكين المراة اقتصاديا لتنخرط في دورة الانتاج وتتوقف عن ان تصبح عالة على الرجل؟؟
يجب توفير برامج التأهيل اولا لزج المرأة في سوق العمل ومن جهة ثانية يجب وجود سياسات حقيقية للنوع الاجتماعي اي سياسات ساندة لادماج النوع الاجتماعي بمعنى الغاء سياسات التمييز التي تجابه النساء مقابل زجهن بالوظائف الحكومية و تيسيير فرص الحصول على القروض و السياسات الائتمانية الداعمة و ايضا فرص الحصول على العقود و المقاولات ,الاهم في ذلك هو اتباع سياسات عادلة ضد التمييز الجنسي الذي يسود في مفاصل العملية الاقتصادية في العراق غلى مختلف الاصعده .
ما اهمية التمكين الاقتصادي للمراة
كما عرف عن المراة العراقية بانها مثابرة و كادحة اضعاف ما هو مطلوب منها، وهي قادرة على بلوغ اعلى المستويات الاقتصادية وتحسين وضعها الاجتماعي لو اتيحت لها الفرصة الحقيقية بل يجنب المجتمع باكمله افة الفقر التي اخذت تدق في اغلب البيوت العراقية و اتمنى ان اكون جزء من فريق يعمل باتجاه تمكين المراة اقتصاديا لانه سيكون خلاصا لمجتمع باكمله”
– هل حاولتي كخبيرة اقتصادية ان تسهمي بتمكين المراة اقتصاديا؟
حاولت كثيرا ان اخدم النساء كخبيرة اقتصادية من خلال قنوات العمل الوظيفي اذ بدأت كمستشارة اقتصادية الا ان الواقع العملي لايخدم ذلك اذ ان المحاصصة و الفساد يحولان دون تطبيق اية مشاريع تخدم واقع الانسان العراقي، للاسف عملت مع وزيرات من كل الطوائف الا انهن بالرغم من كفاءتهن كشخصيات الا انهن كن يخضعن لارادات الطائفة او الحزب او لنقل بصراحة الى مصلحة الرجال الذين يسيروهن، اذكر انني و زميلاتي تعرضن الى الطرد و الاضطهاد الوظيفي من قبل احدى الوزيرات و عندما اعلمنا النائبات في مجلس النواب رفضن مساعدتنا بحجة انهن لم يتلقين الاوامر من رؤوساء الكتل لمساندة موظفات وزارة المراة!!!
– وعن المراة الريفية كيف يمكننا تغير واقعها من الناحية الاقتصادية؟
اولا من خلال محو الامية و الذي يجب ان يكون محو الامية الثقافي و التعليمي ، ثانيا توفير الدعم من خلال مؤسسات الاقراض و حتى الاقراض الصغير و هذا ممكن جدا و حاولت شخصيا في هذه المجالات الا انني لم احظ بدعم الجهات المعنية، ثالثا التنمية الصحية و التوعية اللازمة، و رابعا الاهم التأهيل الفكري لدور اقتصادي للمرأة و منتج و دور خلاق.
تشكل النازحات عبئا على ميزانية الدولة كيف يمكن تاهيلهن ليتعودن على التعويل على انفسهن وكسب مورد رزقهن؟
ما قلته سابقا ينطبق تماما على النازحات و ايضا حاولت الا انني وحيدة و لم اجد فرص التمويل الكافية و بصراحة ان الفرص الامينة الاغلب يريدون استثمار هكذا مشاريع للترزق و سرقة اموال المنح.
هناك تجارب تم تطبيقها في العالم تعتمد على تشجيع النساء في الانخراط في الدورة الاقتصادية عبر اعطائهن قروض صغيرة. لماذا لم يتم تطوير هذه اﻵلية في العراق ؟
ببساطة ان السبب يعود الى الفساد و غياب الارادة المخلصة في البناء
كيف تصفين كفاءة المراة العراقية من وجهة نظرك كخبيرة اقتصادية ؟
المراة العراقية تمتلك جرئة وكفائة عالية جدا ولكن هذا يتوقف على مدى رغبتها وميولها الفكري فهي بطبيعتها خلاقه وبنائه لاتعرف التهديم اما الجرئة فهي مسالة نسبية فهناك الكثير من الطاقات والخبرات النسوية ترفض المواجهة او الظهور بسبب الضغوطات الخارجية والظلم المجتمعي “خاصة المراة الناجحة فغالبا ماتكون محاربة فهناك بعض الرجال لايؤمنون بالمراة الكفوئة بل يبحثون عن امراة يصنعونها كيفما يشائون ,ولذلك اقول لم ينصفني او يساندني رجل على الاطلاق فقد واجهت صعوبات سياسية بامتياز و هددت و اقتحمت شقتي بعمان و سرقت وثائقي ولم يقف الى جانبي أي شخص لاني كنت انطق الحق ولااخشى الظالمين فمحاربتي و عرقلة مسيرتي يتحملها السياسيون بجدارة,اما اسرتي فهي ملاذي الداعم منذ البداية ولولاهم لما كنت هنا اليوم ” وتضيف رغم ديمقراطية العراق الا ان المراة العراقية لم تأخذ فرصتها وان بعض النساء السياسيات ” أللامعات” لم يبقين مجالا للنساء الجديرات فالنقود الرديئة تطرد النقود الجيدة من السوق وهذا هو قانون كريشام , ورغم ايماني الشديد بدعم المرأة للمرأة ، لكن للاسف لم تدعمني الكثير من النساء و لاسيما من كن بمواقع النفوذ”
هناك القليل من النساء العراقيات اللواتي يمارسن الاعمال الاقتصادية مالسبب برايك؟
البيئة غير مشجعة بسبب التمايز الذي يواجه المرأة في مفاصل العملية الاقتصادية و السياسية، و من ثم التشويش الحاصل من الطارئات على الوسط النسوي ساهمت بتدني درجات الثقة و الاحترام لسيدات الاعمال فمنح الجهات الاجنبية التي منحت الى السيدات المدعيات بانهن من نساء الاعمال ذهبت ادراج الرياح و يمكن ملاحظة هؤلاء النسوة في عمان او بيروت او اماكن اخرى كما ان بروز الواجهات السياسية التي حاولت تسخيير هذا الموقف دعائيا لمصالحها الانتخابية حال دون تحقيق اي تقدم نوعي للمرأة و انخراطها في مجال الاعمال.
هل هناك نساء اثرن في حياتك ؟
كانت جدتي ام ابي امرأة مميزة تعلمت منها الشجاعة و الاصالة و التدين و الوعي و لم تكن امرأة ضعيفة بل وقفت بوجه اشد ظروف القمع السياسي و الاضطهاد و قسوة الحياة انذاك ومن ثم تاثرت بوالدتي كانت مدرسة مبدعة ذات الاختصاص المميز فهي مدرسة رياضيات منذ 1954 في النجف الاشرف، وكانت مثقفة و ربة بيت من الطراز الاول معطاءة حد النخاع محاربة صلبة لا تتهاون في مبادئها و علمتني ان العطاء نهر لايقف, ولن انسى معلماتي اللواتي حظيت بهن و لاسيما من تركن بصمة في حياتي .
وماذا تعمل د.سميسم في الوقت الحالي ؟
اعمل الان بصفة مستشار مع (الجامعة الأمريكية) لإنشاء مشروع (المفوضية المستقلة لحقوق الإنسان في العراق) وتشغل رئيسة قسم المرأة في جمعية النهوض الفكري وتشغل صفة مستشار اقتصادي في برنامج التنمية الاقتصلادية والاجتماعية –العراق- البنك الدولي وايضا مستشار في منظمة Women for women International وبتخصص مستشار في الشؤون الاقتصادية وملف المرأة لمركز العراق الأعلامي
وتملك د.سلام سميسم مسيرة علمية حافلة بالنجاحات المتواصلة فبعد ان درست في كلية الادارة والاقتصاد جامعة بغداد حصلت على البكالوريوس خلال العام 1981 ثم حصلت على دبلوم عال من قسم الدراسات الاقتصادية /معهد البحوث والدراسات العربية في العام 1987 وبعدها اخذت الماجستير من قسم الدراسات الاقتصادية في العام 1988 وقدمت أطروحة الماجستير بعنوان المديونية الخارجية واختلال موازين المدفوعات في كل من مصر والسودان والمغرب, وحصلت على ايضا على شهادة الدكتوراه من معهد التاريخ العربي للدراسات العليا بسنة 1999 و ايضا اخذت الدكتوراه ، عن أطروحة التوازن الاقتصادي العام في النظام الاقتصادي الوضعي والنظام الاقتصادي الأسلامي في كلية الادارة والاقتصاد ، الجامعة المستنصرية خلال العام 2006-
وكانت اول امراة عراقية تؤسس شركة استشارات اقتصادية بعد ان اجبرت على التقاعد من عملها في مجلس الوزراء العراقي منذ تأسيسه في 2004 وحتى 2012 حيث عملت فيه كمستشارة قبل ان تسحب منها صفة الاستشارية وتصبح خبيرة وهذا مايتلائم مع صفقات الفساد والمحاصصة السياسية على حد قولها
و اكملت مسيرتها المليئة بالعطاء فقدمت العديد من المحاضرات في الجامعات الوطنية ,وعملت ايضا كمستشار لشؤون الجندر و الفئات المهمشة ضمن مشروع تقدم الممول من الوكالة الامريكية للتنمية الدولية USAID ومستشارة حاليا لرابطة المصارف الخاصة العراقية وهي عضو في شبكة الاقتصاديين العراقيين IRAQI ECONOMIST NET وتشغل حاليا مدير عام شركة دار النهرين للاستشارات الاقتصادية و خدمات الاعمال ( شركة خاصة) ,واستمرت في عطائها حتى قدمت 15 بحث تنوع بين القضايا المالية والاقتصادية التاريخية والتنمية والمراة والجندر ,وشاركت د.سميسم في العديد من المحافل الدولية والجولات الدراسية خارج العراق ,وهي عضو في جمعية الاقتصاديين العراقيين و اتحاد المؤرخين العرب و جمعية المترجمين العراقيين و جمعية النهوض الفكري وايضا رابطة الجامعيين العراقيين.
وعن احلامها وطموحاتها قالت “احلم بوطن خال من الدمار يرفل برومانسية و اصالة السومريين صانع للسلام وانا اطمح لنيل جائزة نوبل بعد ان اكتب شيئا اقتصاديا ذا فكر مميز”