صدى الديوانية تحاور الدكتور المختص بالجملة العصبية “زهير عباس الخفاجي”
أختصاص حيوي يضع حياتنا على كف عفريت وتجاهل وزارة الصحة !!
الجامعات العراقية تخرج سنوياً العشرات من الأطباء والتوزيع يحرم الديوانية من هذه الكفاءات المختصة بالجملة العصبية..
[manar] تخرج من كلية الطب جامعة الكوفة في عام 1999ونال أختصاص بورد الجملة العصبية عام 2006 جامعة بغداد ليمتهن الطب وأتقن مهاراته العلمية التي جسدها إنسانياً طيلة عقد من الزمن،أثبت خلاله أنه أهلاً للرفعة الإنسانية التي كرسها ميدانياً وتشافى الكثير على يديه. أنه الدكتور زهير عباس الخفاجي” أحد أبرز الأطباء الأختصاص في محافظة الديوانية الذي حاورته جريدة”صدى الديوانية” في عمله الميداني وتحدث لنا أولاً عن بداية مشواره الإنساني والعلمي مطلع العام 2007 ،حيث يقول كنت على مدى ثلاث سنوات الطبيب الاختصاص في جراحة الجملة العصبية الوحيد في الديوانية وكان عملي بشكل يومي ولايوجد اي استثناء في اي مناسبة الا ان رفدت المستشفى بطبيب ثاني حيث بدا العمل والجهد يتقسم بانتظام . وعن طبيعة عمل الملاك القياسي لوزارة الصحة فيشير إلى أنه ملاك قديم معد قبل 2003 ولم يحدث الى يومنا هذا ورغم ذلك فالنظام القديم حدد للديوانية 3 اطباء للعمل في جراحة الجملة العصبية ولكن لم يتم العمل به ولم يطبق حتى الوقت الحالي،ما تسبب بإثقال كاهل الطبيب في حال عدم وجود الطبيب الاخر خاصة عند حدوث حالات طارئة،والكل يعلم الاوضاع التي يمر بها العراق اليوم واكثر الاحيان يكون هناك استدعاء في اوقات متاخرة بسبب بعض الحالات الحرجة. هل يشكل موضوع عدم الالتزام بالملاك القياسي اثارا سلبية على كاهلك؟ نعم من المؤكد لكل انسان طاقة محدودة واحيانا تكون هناك ظروف طارئة فلو ان وزارة الصحة خصصت ثلاثة اطباء لكان الامر اقل حملاً. برأيك هل هذا يعود إلى التقصير في توزيع أطباء الأختصاص بعدالة بين المحافظات؟ نعم للأسف اقول لايوجد توزيع عادل لهذا الاختصاص بين محافظات العراق فمثلا بابل لديها 8 اطباء نفس الاختصاص و النجف 7 وكربلاء 5 اما المثنى فحصتها “واحد فقط ” وكانت نتيجة نقص اطباء المثنى ترمى على عاتق الديوانية في حال عدم تواجد طبيبها باعتبار ان الديوانية هي الاقرب وبالتالي نحن نتحمل مسؤولية مرضاهم فيقع علينا حمل محافظتين عملنا انساني نعم ونعمل بجد واخلاص ولكن ان ترى عدم العدالة شيء مؤسف وهو ايضا يؤثر على صحة المريض فمن السهل جدا فقدان المريض اثناء نقله من محافظة الى اخرى بسبب التاخير والوقت الذي تتطلبه عمليه نقله . من يتحمل المسؤولية ؟ انا احمل من يقوم بتوزيع الكوادر (الاختصاصات في وزراة الصحة)مسؤولية اي مريض يتوفى حتى ان مجيئنا للعمل في الديوانية كان بناءً على رغبتي انا وزميلي الاخر اي لو اننا طلبنا مدينة اخرى لبقيت الديوانية لحد هذه اللحظة بدون طبيب جراح جملة عصبية انا احمل المسؤولية الكاملة والتقصير لوزارة الصحة وخاصة مديرعام التخطيط المشكلة ولم نسكت عن المطالبة بل طالبنا مرارا ولكن دون جدوى . والمشكلة انه في كل سنه تتخرج دفعة من الاطباء ونتامل خير ولكن للاسف يتم توزيعهم على كل المحافظات الا الديوانية لاتشمل بما تحتاجه من هذا الاختصاص وللعم ان وزارة الصحة لديها علم بمعاناة صحة الديوانية وهناك تساؤولات كثيرة تطرح نفسها هل تلك المحافظات تستحق والديوانية لا وهليتم توزيع الاطباء بناء على رغبتهم ؟اين دور الوزراة بتقدير الحاجة للاسف تكلمت كثيرا بالامر قبل شهر وسنة وثلاثة واربع ولكن للاسف دون جدوى ماهي طبيعة الحالات المرضية ؟ اختصاصنا جراحة الجملة العصبية وهذا مايجهله اغلب الناس وحتى بعض الكوادر الصحية فهناك نوعان من الجملة العصبية منها جراحة جملة عصبية والنوع الثاني طب الجملة العصبية . ما هو تخصصك ؟ اختصاصي جراحة الجملة العصبية وهي تعني وجود حالات تستوجب تداخل جراحي وتشمل الدماغ والعمود الفقري وهي حالات تعالج باجراء العمليات الجراحية اما طب الجملة العصبية فهو عبارة امراض تتعلق بالحبل الشوكي ولكنهالاتستوجب تداخل جراحي وتعالج بالادوية . اما حالات التداخل جراجي فتكون نتيجة تشوهات ولادية وقد تكون نتيجة امراض بسبب شدة خارجية اكثرالامور التي ترهقنا هو ضغط الطوارئ بسبب كثرة حالات حوادث السيارات (فيمكن ان نقول ان ثلثي الحالات بسبب حوادث السيارات )فاصابة الراس تتسبب بكسر الجمجمة وتحدث نزف ولكن ليس كل الحالات تستوجب تداخل جراحي فقط اذا كان هناك كسر ضاغط او منخسف وهناك نزوفات ولكن ليس كلها مثلا نزف تحت السائل الشوكي لاتتسوجب تداخل جراحي ولكنها مستقبلا قد تستوجب واحيانا تصادفنا نزوفات تستوجب تداخل بنفس اليوم كالنزوفات تحت الجمجمة فوق الدماغ فهي يتحتاج الى تداخل جراحي طارئ. وماذا عن العمليات الأخرى المرادفة لعملكم ؟ العمليات الباردة مثلا موع الدماغ الولادي او استسقاء الدماغ الولادي وهو ناتج من احتباس السوائل الشوكية داخل الجمجمة ولاتاخذ مجراها الصحيح بالجريان هذه الحالة اما سببها ولادي او مكتسب وهي تستوجب عملية زرع صمام وهناك عمليات تشوه ولادي بالظهر تسمى قيئة سحائية ممكن تتوجد في الظهر وممكن في الجمجمة لها عدة اسباب منها اسباب بيئية او تناول بعض الادوية من قبل الام اثناء فترة الحمل وكذلك اذا كانت الام عمرها كبير او متاخرة بالزواج اي عمرها اكثر من 40 سنه يساعد او يزيد النسبة والعامل الوراثي يدخل كاحد اهم الاسباب. هل هناك نسب نجاح متقدمة سجلت لديكم؟ نسب نجاح العمليات تصل الى اكثر من 90% مثل زرع الصمام والكسر المنخسف وعامل الوقت مهم بالنسبة لنجاح العملية فكلما اكتشفت الحالة مبكرا كلما كانت نسبة نجاح العملية اكبر فعندما نتعامل مع اخطر عملية نزف او ورم دماغي او كسر عضم الجمجمة يطالبنا المريض بضمان 100% وهكذا لا يمكن بالنسبة للعمليات الطارئة هناك احصائية عالمية تقول ان سبب حالات الوفاة للذين تعرضوا الى شدة خارجية بلغت 60_70% اصابات الراس و30% باقي انحاء الجسم بالتالي هي نسبة عالميا مرتفعة وهذه موجودة بصورة عامه ولكن نحن كجراحة جملة عصبية نتعرض اكثر من ذلك بالنسبة للعمليات الطارئة أمر ملزم ولكن يجب ان يكون هناك توضيح لاهل المريض بمدى خطورة العملية وبالتالي اخذ الضمانات والموافقة وانا شخصيا تعرضت الى كثير من المواقف لكن بتوفيق الله تمكنت من تجاوز الامر . الجملة العصبية هذا التخصص النادر والمجهول هل لديه صالة عمليات خاصة؟ نعم لدينا صالة عمليات خاصة ومنظمة وكادر طبي خاص يعمل في الدوام الرسمي وحتى بعد الدوام لدينا كادر خاص ومتميز حتى في عمليات الطوارئ حتى في اوقات الاستدعاء للحالات الطارئة في اوقات متاخرة من الليل فهم يعملون ضمن المبادئ الانسانية ولولاهم لم استطع اداء العمل بمفردي واجراء العمليات للرجال والنساء بصورة طبيعية وبنفس الاداء لكن تعاملنا مع الاطفال يكون تعامل خاص باعتباره صغيرا او رخوا وانسجته رقيقة وصغر حجمه لكن كسياق وتكنينك خاص للطفل لايوجد فهذا يعتمد على خبرتنا في العمل. الأجهزة التي تسهل من عملكم هل هي كافية أم هناك حاجة لها؟ قريباً ستفتح صالة جديدة نحاول تجهيزها (بالميز الخاص )الذي يسهل علينا اجراء العملية للمريض وهو شبه جالس بدرجة 45 وتثبيته عليه بعد التخدير فهو يسهل علينا اجراء بعض العمليات لكن لحد الان لم نحصل عليه وهو جهاز مهم جدا بسبب العروض التي قدمت لم تكن بمستوى الطموح . وان ما لدينا من سيتات وما اشتريناها كافية كذلك بحاجة الى جهاز مايكروسكوب فاستعمالاته نادرة وايضا ناظور الدماغ و ما نحتاجه بصورة ملحة جهاز”درل كهربائي” فنحن نستخدم “درل ميكانيكي ” يستغرق وقتا وجهدا عضليا اثناء العملية بينما الكهربائي يوفر ذلك رغم ان النتيجة واحدة. هل هناك أهتمام بتطوير عمل هذا التخصص من ناحية الدورات الدولية والتطويرية ؟ منذ 8 سنوات وانا طبيب اخصائي بالديوانية ولكن للاسف ليس هناك اهتمام بجانب تطويرالكوادر الطبية فكثيرة هي المرات التي ترشح اسمائنا من قبل دائرة صحة الديوانية لكن دون جدوى فهناك اجحاف بحق الكوادر الطبية ولانحصل على اي جواب من قبل وزارة الصحة . ماهي اكثر المواقف صعوبة بالنسبة لك؟ اكثر المواقف صعوبة عند اجراء العملية ومحاولة ايقاف النزيف عند الحالات الطارئة رغم تهيئنا له لكن ظهور نزف اخر بالصدفة امر صعب خاصة وان المفراز يساعد في كشف المكان وليس الشريان واحيانا يصادف اكثر من نزيف ويكون غزير وكثيف فهنا فقط عملية استغلال الوقت باقصى سرعة تساعد كثيرا في تجنب تلك الصعوبة وانقاذ حياة المريض فدخول العملية كدخول المعركة بالضبط. والحمد لله كل النتائج مرضية ولم تحصل اي حالة وفاة لمريض نحن نعمل منذ 2007 على اجراء عمليات الجملة العصبية وهناك عمليات لاتتوفر امكانياتها في الديوانية فنقدر الحالة ومن ثم نقرر مكان اجرائها ونقترحه على المريض. ماذا تقول عن الاخطاء الطبية وهل تؤثر على عملكم وأدائكم ؟ الاخطاء الطبية واردة ولا اتوقع ان الطبيب يريد لنفسه الفشل فيتعمد الخطا فكل طبيب يجري العملية يطمح لانجاح عمليته وهو ما يعود بالنفع عليه وعلى المريض لانه سيسهم في انقاذ حياة انسان من الموت وايضا يثبت نجاحه وقدرته وان الحالة النفسية للطبيب مهمة جدا ولابد ان يكون مستعدا ومتهيئا نفسيا وجسديا قبل دخوله صالة العملية. كلمة اخيرة اقول اننا نعمل في هذه المدينة منذ سنوات ولدينا خبرة كبيرة في مجال العمليات الجراحية للجملة العصبية وكل ماقمنا به من تداخل جراحي كان ناجحا بفضل الله تعالى وهذا يعتمد على وضع المريض فان لم نتمكن من علاجه في الديوانية سنكون حريصون جدا على اعطائه النصحية كما نفعل في كل مرة ومع كل مريض.