غير مصنف

الرئيس .. والسلطة الرابعة

المنار نيوز/الكاتب /سالم مشكور
عدد كبير من كتاب أعمدة الرأي والمحللين السياسيين والاقتصاديين كانوا في ضيافة الرئيس فؤاد معصوم الخميس الماضي. خطوة تعكس منهجاً مطلوباً لرجل الدولة في نظام ديمقراطي، يعتمد على حرية الرأي والشفافية في عمل المسؤولين، وعلى احترام الصحافة (بكافة أشكالها، المرئي والمسموع والمكتوب) والتعامل معها كسلطة رابعة، وأحيانا صاحبة دور مؤثر أكثر من السلطات الثلاث الأخرى. سلطة بذاتها، وليست تابعة لسلطة، تكتب وتقول وتعرض ما يقوّم أداء السلطات الاخرى والهدف في النهاية هو الصالح العام. من هنا فإن الرئيس معصوم لم يطلب من ضيوفه أن يكونوا بوقاً لسلطة، بل يكونوا الى جانب السلطات الاخرى، معيناً ومسدداً لادائها.
قال بالحرف: «السلطات الثلاث تعمل الان كفريق واحد ونتمنى ان تكون السلطة الرابعة أيضا معنا»، مؤكدا أن الانسجام بين السلطات «سيعالج موضوع داعش ويمنع داعش جديدة في المستقبل». في هذا القول دلالات وإشارات مهمة.
من هنا كان للرئيس جولة أفق مع ضيوفه مرّ فيها على الملفات الداخلية والخارجية بدءاً من زيارته الى السعودية التي تعمد وصفها بـ»سفري من النجف الى الرياض»، ملمحاً الى دخول المرجعية الشيعية على خط التطبيع بين العراق والسعودية عبر إحباط البعد الطائفي في توتر هذه العلاقة، مرورا بزيارة رئيس الوزراء التركي الى بغداد وزيارته التي ينوي القيام بها الى أنقرة وطهران وكذلك زيارة رئيس الوزراء المقبلة الى انقرة، وانتهاء بالعلاقات الداخلية وعقدها التي قال ان هناك اتفاقا مشتركا على حلّها. هنا طلب الرئيس معصوم الكتاب والمحللين مساعدة ليكونوا داعما لجهود تحسين علاقات العراق الخارجية بما يخدم مصلحة الوطن. لكن هذا الدعم لا يعني بالضرورة الاشادة بكل خطوة أو عدم الحديث عن سلوك دولة أخرى باتجاه العراق. فالاعلام الحر يشكل سنداً وورقة ضغط بيد الدبلوماسية العراقية في التعاطي الدول الاخرى. الحديث في لقاء الرئيس لم يكن أحادي الاتجاه، بل استعرض هو الواقع وترك المجال لآراء الحضور واستفساراتهم وإقتراحاتهم. كان حواراً موضوعيا صريحا يليق بشخصية الرئيس معصوم وبمكانة الصحافي العراقي الرصين.
وانا أتابع الحوار تساءلت في نفسي: لماذا يفرط المسؤولون بفريق كبير من المستشارين المجانيين من كتاب الرأي، ممن يقدمون الرأي السديد منطلقين من حرصهم على الوطن وأهله؟.

زر الذهاب إلى الأعلى