المنار نيوز/ الكاتب /سعد عبد محمد
لا اعرف من أين آتت هذه المفردة هل هي اتت كما أتذكر من الرومان أم من اليونان وهل تاريخ هذه المفردة هي ما كان يعنيه الشاعر اليوناني الذي حسب ما أتذكر قد هجا به ملكهم آنذاك ))وتعني سلب الحريات والحقوق،((؟ وهل تحمل نفس المعنى الذي يتبادر إلى ذهني والى أذهان القراء؟ اسئله لربما نستطيع أن نعرفها حينما نتتبع الطاغية في العراق الحديث ، ومن هو ؟ وما هو تعريفه؟ ومتى يكون بل متى؟ أصبح؟ وهل ألان موجود ؟ هذه الأسئلة يثيرها العقل بعد أن نقرأه سوياً الفقرة(( 202 ))لجون لوك من الحكم المدني ليعرفنا متى يبدأ الطغيان فيقول… ((يبدأ الطغيان عندما تنتهي سلطة القانون أي عند انتهاك القانون وإلحاق الأذى بالآخرين))…ألان بعد هذه الكلمات اضن أن الجميع قد عرف من هو الطاغية وفي أي زمن بدأ وهل لازال موجود أم انتفى الطغيان بتقدم الحياة وتطور الحضارة وإيجاد فقهاء للسياسة ! والجواب الحتمي الذي يمليه علينا ضميرنا بالقول أن الطاغية لازال موجود منذ الأمس المندثر بضلاله إلى اليوم المنكشف بزيفه وادعاءاته ، فكثير هم الطغاة وكثيرة هي وجوههم،حتى وان كثرَ زيفهم فهم يبقون طغاة ومواقفهم معروفه مرتبه بالتزايد وبالتنازل فهي مواقف رديئة . لان موقف الطاغية هو موقف ذلك الذي يقطع الشجرة كيّ يقطف الثمر……** هكذا كانو ولازالوا في العراق وفي العالم العربي ، من منا ينسى ابادة العقول من قبل سياسة الدوله؟ وابادة الشعب على يدة اطفال مراهقون من ابناء السلاطين؟ ولازالو ليومنا هذا! هكذا يمكن أن نشاهد المشاهد المريبة في الوطن العربي بصورة عامة وعلى ارض العراق بصورة اخص ،فلقد شاهدنا منهم على مر تلك السنين التي نعيشها، وكم من شجرة قطعت وكم من عالم صلب وكم من كفاءة علمية هاجرت وكم ما أسرة تيتمت وغيرها وما هذه النتائج المريبة ألاّ صورة واضحة لاختلاط الأوراق بين السلطة والقوه وبين ألدوله والسلطة واستخدام نفوذ السلطة بين شخص ليتحول مستبد مريض يحاول إشباع أهوائه و ألاّ لماذا أصبحنا بتلك ألصوره والمفاهيم الجمة التي لا تعد ولا تحصى هل يستطيع احد أن يجيب ؟ بالطبع لا! لان جميع الطغاة استخدم مقولة فرعون ((يا أيها الملأ ما علمت لكم من اله غيري)) القصص/88، *** وهنا الخطاب شامل بنفس المعنى لدى جميع الطغاة لكن بأساليب متعددة ومبتكره كلنّ حسب التطور العلمي والثقافي له .وجميع الطغاة حتى الحالين على صرح الوجود قابضين أرواح وأفواه الناس في العراق المحتل، يستخدمون الهالات و الإدعاءات والدعايات المضلة والمُضلة لاستخدام أكثر الطرق التي تحميهم وتجعل لهم حصانه وكل يوم بشكل يختلف عن الأخر فتارة يؤلهون أنفسهم وتارة يرتبطون باله عن طريق مصادرهم التشريعية {انه ما من مستبد سياسي ألاّ ويتخذ لنفسه صفة قدسية يشارك بها الله}**** ليكون كما كان فرعون يعمل فتارة يقول أنا ربكم الأعلى لكن بطريقة عمليه لا لفضية مثلما يعملون ألان {لا يسأل عما يعمل وهم يسألون}***** فالجميع خاضع للقانون والسلطة والدولة ألاّّ همْ فيشرعون ما يحلو لهم ويأخذون الرواتب التي تناسبهم ويقسمون مايريدون تقسيمه ،لتكون السلطة مطلقه لهم فقط {كل سلطة مفسدة والسلطة المطلقة مفسدة مطلقة}لورد اكتون 1834****** ويتعاملون مع الجميع باعتبارهم هم الأعلى متناسين قول الرسول( ص)كلكم راع وكلكم مسوؤل عن رعيته ) فاين المسؤولية التي في أعناقهم ؟ لكن لماذا لم يتذكروا قول السيد المسيح(ماذا يفيد الرجل أذا ربح العالم ونسى نفسه او خسر نفسه)******* ألم يحين الوقت بعد لكي يرجعوا إلى رشدهم ! كثيرة هي القراءات التي تؤكد وجود الطاغية في المجتمع وكثيرة هي الآراء التي تعزي الأسباب لوجود ولصناعة الطاغية فقد تكون أراء توجس الريبة والخيفة وبعض الآراء تكون مشحونة بالعاطفية والآخرة متشددة لكن أهم الآراء التي من الممكن أن نعتمد عليها أو أجدها متوافقة مع آرائي في تحليل وجهة نظري بوجود الطاغية في العراق على وجه التحديد ، هو وجود التخلف الثقافي والجهل المركب بكافة الأصعدة مبتدئا الصعيد السياسي ومن كافة الشخصيات ابتداء من الرئيس إلى المواطن العادي وهذا أن أراد أن يُثبتْ فمن حيث الأدلة والقرائن التي تؤكد هذا الشيء فمثلا نجد الشرطي يستخدم صلاحيات ما انزل القانون بها من سلطان ونجد عضو مجلس محافظة الذي يُفترض أن يكون موظف مدني يساهم ويساعد ويعزز الروح التشريعية المدنية في المحافظة نجد خلفه كثير من الحماية ولا تستطيع أن تصل لغرفته او إلى شخصه المبجل، هذا بطبيعة الحال ناهيك عن الناس التي دائماً تمدح شخصه ولنا دلاله وشاهد بقول إمام المتقين والرئيس الحقيقي للأمة الإمام علي بن أبي طالب(ع) يقول(عجبت لسلطان كيف يحسن وهو إن أساء وجد من يزكيه ويمدحه) لينتج عن مدح الناس تكرار الإساءة من قبل الجميع على المواطن وهذا كله تأكيد لمقولة جون لوك(الشرطي الذي يجاوز حدود سلطانه يتحول إلى لص أو قاطع طريق …كذلك كل من يتجاوز حدود السلطة موظفاً رفيعاً أم وضيعاً شرطياً أو ملكاً بل أن جرمه سيكون أعظم….)******** وأكيداً تكرار الإساءة مرة يصدر بموقف متعمد ومره أخرى بموقف غير متعمد وهذا أن أراد أن يدل فانه يدل على تأكيد قولي باختلاط الأوراق بين مفاهيم السلطة الواحدة ورجل السلطة الواحد ومفهوم الدولة السلطوية وقوه الدولة وسلطنة القوة وغيرها من الأمور التي بات الطاغية الذي تحول إلى مريض بالدكتاتورية بعدم معرفته بهذه المفاهيم, حتى أن جاك مارتيان كان يؤكد بان علينا أن نفرق بين السلطة والقوه لأنهما مفهومان بغاية الخطورة أن تلبسا مع بعضهما أكثر من المفاهيم الأخرى،فيقول أن السلطة authority والقوةpowerأمران مختلفان فالقوة هي بواسطتها تستطيع أن تجبر الآخرين على طاعتك في حين أن السلطة هي الحق في أن توجه الآخرين أو أن تأمرهم بالاستماع إليك وطاعتك . والسلطة تتطلب القوة غير أن القوة بلا سلطة ظلم واستبداد وهكذا فان السلطة تعني الحق.********* قبل أن انهي مقالتي هذه التي تؤكد بوجود التماثيل الطاغية أو اله الطغيان في بلدي لازالت موجودة …أقول وكلماتي تنزف حيره وخوف من الخوف وترتعد لتقول أن زمن الطغاة لن ْولمْ ينتهي …لا ن كلما مات طاغية أو ولى طاغية سلمنا لطاغية… • *الفقرة 202 لجون لوك من الحكم المدني • **مونتيسكو • ***قرآن كريم القصص/88 • ****عبد الرحمن الكواكبي الاستبداد وطبائع الاستعباد • *****قرآن كريم • ****** لورد اكتون • ******* السيد المسيح(ع) • ******** الفقرة 202 لجون لوك من الحكم المدني • ********* جاك مارتيان سعد عبد محمد كاتب وباحث اكاديمي العراق / الديوانيه Saad_allfrend@yahoo.com