بقلم / اشواق الحساني
كم هو جميل ان تقف أيها الرجل لتقرأ وتنظر الواقع عن دور المرأة التي أنجبتك والتي آختك والتي عاشرتك لتعرف ماهو دورها الذي أعطاها لها الدين الإسلامي والكثير من القضايا التي عالجها ومن أهمها تحريرها من قيود الظلم والعبودية التي كانت سائدة قبل مجيء الإسلام ومن تهميش وتقليص لدورها حرم الدين الإسلامي الكثير من الأساطير والخرافات منها ) الوأد ) قال تعالى ) : وإذا المؤودة سئلت بأي ذنب قتلت ) لان قتل المرأة هو.
قتل للبشرية ولأنها الأم وسبب وجودنا وقد خاطبت النصوص القرآنية الإنسان عموماً رجلا كان أو أمرآة في بناء الدولة وإرساء قواعد المجتمع الإسلامي من خلال أرادة الشعب المبنية على مبدأ الديمقراطية ولكل فرد الحق في اختيار مايراه صحيحا ومن اجل اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب وللمرأة نصيب ودور فعال في الجانب السياسي فقد شكلت مناصب كثيرة في الدولة لأنها عضو فعال في هذا الجانب قال تعالى : ( ياأيها النبي أذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لايشركن بالله شيئاً ولا يقتلن أولادهن ولايأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن وأستغفر لهن الله ) والبيعة السياسية التي جاءت في النص القرآني تشمل الرجال والنساء دون استثناء وقد أثبتت المرأة كفاءتها برغم الكثير من الصعاب التي تلاقيها وخاصة أن مجتمعنا العربي وللأسف مازال ينظر للمرأة نظرة التخلف أي أنها اقل من الرجل فالبعض ينظر على أنها عبارة عن وعاء تحمل وتلد أو هي أشبه بالخادمة في المنزل وجدت لسد متطلبات الرجل وغرائزه فقط ,بعكس دول الغرب التي أعطت للمرأة حقوقها وأهميتها في المجتمع وأتاحت لها الفرص في بناء الدولة والمجتمع ألا أن مجتمعنا حرم المرأة من ابسط حقوقها التي شرعها الدين الإسلامي لها , وبالوسع تخيل المهام المنوطة على عاتقها كمسؤولية أدارة البيت وتربية الأولاد و أسرة بأكملها او حتى في ظل غياب الرجل,وهي ليست مهمة سهلة الى جانب زوجها أو أخيها بالإضافة إلى مجالاتها الأخرى التي تمارسها بحكم عملها فهي المعلمة التي علمت وربت أجيال وهي الطبيبة والمهندسة وإلام والمربية الفاضلة التي كرمها الله بان الجنة تحت قدميها ، وقد وصف الشاعر احمد شوقي الأم قائلاً :
الأم مدرســـــة أذا أعددتـــــها
أعـــــددت شعبـــــاً طيــــب الأعـــــراق
ولولا المرأة ماخرج المسيح ابن مريم من جسدها , وماكانت الإمامة في ذرية فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ولولا أسهام ومساعدة خديجة لزوجها النبي محمد ( ص) لما قام الدين , فالمرأة هي التي أنجبت العظماء والعظة لله لان المرأة رائعة بما يفوق الوصف وقد برزت الكثير من النساء للتعبير عن حرية المرأة ومساواتها بالرجل وفي بناء المجتمع والدولة والحضارة , فلا يصعب على تلك النساء من أدارة شعب وبلد بأكمله بما يرضي الله باعتبار ان المرأة ركيزة مهمة من ركائز المجتمع ومثال على ذلك شخصية فاطمة الزهراء ( ع ) هي شخصية حية يقتدى بها وهي سيدة نساء العالمين ومسالة السقيفة واغتصاب ارض فدك التي أعطاها نبينا محمد ( ص ) لفاطمة ورث أبيها , وقد اغتصبت هذه الأرض وذلك لقوة سياسة فاطمة الزهراء ( ع ) عند السلطان الجائر ,وقد أثبتت الزهراء ( ع ) قوتها في المواجهة للدفاع عن حقها وحق أبيها وزوجها علي بن أبي طالب ( ع ) ليس من اجل مصلحتها بل من اجل المساكين والفقراء في كل بقاع الأرض وسد رمقهم ومن اجل كل امرأة عربية تطالب بحريتها من قيود الظلم .
وشخصية السيدة زينب ( ع ) بنت أمير المؤمنين علي ( ع ) عندما وقفت الى جانب أخيها أبي عبد الله الحسين بن علي ( ع ) وقد ثأرت بوجه الظلم والطغيان وخطبت خطبتها المشهورة وقادت نساء أهل بيتها بشجاعة نادرة من اجل الإنسان والحرية ومن اجل دين جدها محمد ( ص ) وما هدأت ثورتها غمضة عين , وكثير من نساء أهل البيت خرجن معها من اجل أعلاء الصوت الحسيني وجدن بأنفسهن أسمى غايات الجود , فالمرأة نصف المجتمع ولن يكتمل هذا المجتمع ونصفه متخلف لذلك يجب على المجتمع إتاحة الفرصة للمرأة للتعبير عن دورها في الحياة ومشاركتها في الجانب السياسي لأنه من المؤسف أن يحرم بلد من أنتاج عمل أبنائه في بناء الدولة وما يقدمه الفرد للمجتمع على ان يكون هذا الشخص رجلاً كان أم امرأة وفي الختام مهما تحدثنا عن المرأة يبقى مقالي هذا قاصراً أمامك أيتها المرأة العربية الأصيلة .