المنار نيوز/بغداد/منار الزبيدي
بهمة عالية وثقة بالنفس شاركت المراة العراقية في الحراك الشعبي الاخير الذي خرج مطالبا الحكومة العراقية بالحقوق والاصلاحات وقتل الفساد ولم تتوانى عن الخروج للتظاهر وحمل الللافتات التي تطالب فيها بحقها وحق اخوتها الرجال ورغم اهمية دورها وتواجدها في ساحات التظاهر الا ان مشاركتها لم تكن بمستوى الطموح
” وجود المراة في ساحات التظاهر محرك ايجابي لمشاركة الاسر في التظاهرات “
تقول مسؤولة ملف المراة في المفوضية العليا لحقوق الانسان د.بشرى العبيدي “للمراة دور مهما و بارزا ومؤثر وفعالا في الحراك الشعبي المدني الذي خرج للمناداة بالحقوق والاصلاحات الحكومية ,وكان تواجدها واسع بل وكانت في مقدمة الصفوف وهذا يدل على قدرتها القيادية العالية والمتمكنة لا بل إن وجود المرأة في ساحات التظاهر كان له تأثير ومحرك ايجابي لمشاركة الاسر في التظاهرات ولهذا نحتاج منها تواجد أكبر ولا سيما في المحافظات”
” المراة العراقية لعبت دورا كبيرا في التحشيد للمظاهرات عبر مواقع التواصل الاجتماعي”
ويوضح الناشط حيدر حمد الفتلاوي ” ان المراة العراقية لعبت دورا كبيرا في الترويج والتحشيد للمظاهرات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكان لها دور كبيرا في المظاهرات خاصة في بغداد وبالتحديد الناشطات المدنيات ، ولكننا نطمح لان يكون دورهن فالعراقيات وقع عليهن ظلم كبير سواء من المجتمع او من وزارتهن التي لا تخلو من الفساد الاداري والمالي ، ولذلك فدورهن واضح وربما يكون الابرز لما تعانيه من ظلم ، ونطمح ان نرى تحشيدا ومشاركة اكبر وخصوصا من الناشطات المدنيات والواعيات والاكاديميات ، لكي تكون رسالتهن بارزة للحكومة والمجتمع ، لاننا في زمن الحق ياخذ لا يعطى , ومن الملفت للانتباه ان دور المرأة كان بارز وواضحا عبر الفيس بوك والدعم الاعلامي اكثر مما هو بالواقع ، واعتقد ان السبب هو حكم العادات والتقاليد وانا من خلال ما اسمع منهن ان اكثرهن يرغبن بالمشاركة في المظاهرات ولكن يردعهن العرف الاجتماعي “
“هيمنة الذكورعلى مواقع التحشيد والعشائرية حجمت دور المراة في محافظات الوسط والجنوب”
وترى الناشطة المدنية زهراء الكرعاوي ” للمراة العراقية نصيب من هذا الحراك ايضاً لكونها النصف الثاني من المجتمع وعلى مستوى محافظة بغداد فقد شهدت حضور كبير للمرأة بمختلف الاعمار والشرائح بينما محافظات الوسط والجنوب كان حضور المرأة فيها خجولاً بعض الشيء ربما بسبب هيمنة الذكور على مواقع التحشيد والقيادة مع تأثير الطابع العشائري والعادات لخروجها بجنب الرجال للمطالبة بحقوقها”
وتضيف الكرعاوي ” كتجربة شخصية رأيت انه لم يفسح المجال للمرأة للقيام بدورها الحقيقي في القيادة والعمل وتحجيمها ضمن الصفوف الخلفية الا ما ندر وهذا الشيء تتحمل المرأة جزء منه بسبب اعتكافها وعدم مطالبتها بحقوقها المشروعة التي اقرها الدين والقانون وهذا معناه استمرار اقتصار المرأة على الاعمال المنزلية والمكتبية البسيطة ,ورغم الحضور القليل للمرأة فاني اشعر بالسعادة لخروج قلة من كثرة ستساهم بأمتداد باقي النساء في الخط الاول للمطالبة بالحقوق “
“اسباب اجتماعية حرمت اكثير من النساء حق المشاركة في ساحات التظاهر”
تبين الباحثة الاجتماعية ابتسام المحنة اسباب قلة مشاركة النساء في ساحات التظاهر” تشكل المراة اكثر من نصف المجتمع وتتحمل ايضا النسبة الاكبر من ضياع الحقوق والظلم والتهميش والاقصاء ولذلك كان المتامل ان تكون مشاركتها في التظاهرات الاخيرة اكبر واوسع للمطالبة بالانصاف والحقوق التي ضاعت بسبب المحاصصات الحزبية والسياسية وعدم الاكتراث لدور المراة المهم في التنمية الشاملة “
وتتابع المحنة ” بحكم عملي الاجتماعي وقربي من اكثر النساء وخاصة الفئات المهمشة استطيع القول انهن جميعا يرغبن وبشدة للخروج والمشاركة المدنية في الحراك الشعبي الا انهن مجبرات على الخضوع لاوامر المنع من قبل الاهل بسبب العرف الاجتماعي والبعض منهن من الفتيات تخوفن من المشاركة بسبب تفاقم حالات التحرش خلال الايام الاعتيادية فكيف اذا كانت هناك حشود بالالاف من الشباب ومن مختلف تشكيلات المجتمع حينها سيكون من الصعب جدا السيطرة على هذه الامور “
وتضيف “ولان مشاركة المراة مهمة وضرورية بل وتاريخية لابد من ايجاد حلول واقعية تسهم وتكفل مشاركة المراة في التظاهرات وهذا يقع على عاتق منظمات المجتمع المدني النسوية من خلال اولا التحشيد للمظاهرات بشكل اكبر وكذلك تنظيم مظاهرات نسوية ولاباس بان تكون الى جنب المظاهرات العامة او ان يتم تنسيق التظاهر لتكون النساء في مقدمة المسيرة التظاهرية وايضا لابد من اعداد خطة عمل لتوعية المجتمع باهمية مشاركة المراة في التظاهرات كواجب وطني للمطالبة بالحقوق واعطاء صورة ايجابية عن التظاهرات وخلوها من الشبهات والشكوك التي هي سببا رئيسيا في منع الكثير من النساء من المشاركة بالتظاهرات “
ودعا ناشطون مدنيون النساء المثقفات والاكاديميات والناشطات المدنيات الى ضرورة تحشيد النساء وحثهن للخروج والمطالبه بحقوفهن ، وكذلك المشاركة بالحراك الشعبي ليكونن صفا واحدا مع الرجل فحقوقهن ,وحملوا منظمات المجتمع المدني والاقسام التي تخص المرأة مسؤولية التثقيف والتشجيع لمشاركة بقية جميع النساء في الحراك المدني للمطالبة بالحقوق وتحقيق الاصلاحات الحكومية والمؤسساتية .