بعد شعوره بلا جدوى الكتابة عن المآسي التي تعرض لها الإيزيديون في محافظة نينوى، لجأ الكاتب والباحث الإيزيدي بير خدر سليمان الى إحراق مكتبته في خطوة أراد منها الاحتجاج على ما طال أبناء ديانته.
ويمتلك سليمان مكتبة كبيرة تضم مئات الكتب متنوعة المواضيع، وهو كأي قارئ وكاتب يعتز بها الى درجة كبيرة، لكنه وصل الى مرحلة من اليأس جعلته غير راغب بقراءة أي كتاب، فارتأى إحراق جميع الكتب على أمل أن تنبعث سطورها دخانا أسود يعبر عن حال أناس مضطهدين.
ويقول سليمان في حديث لـ”السومرية نيوز”، إن “ما حل بالعراق بشكل عام ومنطقتنا والإيزيديين بشكل خاص من ويلات وقتل وسلب ونهب وسبي لنسائنا على أيدي عصابات داعش تقشعر له الأبدان”، ويتابع “حاولت التعبير عن تلك المآسي بقلمي فعجز القلم، وحاولت أن أسلي نفسي بقراءة هذه الكتب فلم أستطع”.
يضيف سليمان “حاولت أن أحتج بطريقتي، فأقدمت على حرق مكتبتي والتي كانت عامرة بالكتب المتنوعة، ومن ضمنها تسعة كتب من مؤلفاتي، إضافة إلى العديد من البحوث والمقالات التي نشرتها في المجلات والصحف الكردية والعربية”، ويشير الى “أنني عندما أضرمت النيران في مكتبتي شعرت كأنما أحرق نفسي، لكني حاولت من خلال حرق الكتب أن أبعث برسالة على طريقتي رغم أنها طريقة قاسية”.
ويدرك سليمان أنه اتخذ قرارا صعبا عندما أضرم النار في مكتبته التي كانت بمثابة الرئة التي يتنفس منها طيلة الأعوام الأربعين الماضية، كما أنه اضطر مرات عدة إلى التقشف والتقليل من مصاريفه أو الى بيع مقتنياته من أجل طباعة كتاب أو شراء بعض المؤلفات، إلا أن ما تعرض له الإيزيديون من مأساة دفعته الى حرق أثمن ما يملكه ليوصل رسالة تحمل دعوات انسانية مؤلمة من أجل إنهاء سلسلة العنف.
ويعتبر سليمان من الكتاب والباحثين المعروفين في مجال التعريف بالديانة والمجتمع الإيزيدي، ويعمل منذ أكثر من اربعين عاما في مجال التأليف والكتابة عن الإيزيدية، وله العديد من المؤلفات باللغات الكردية والعربية الإنجليزية.
يشار الى أن مدينة سنجار التي تقطنها غالبية إيزيدية شهدت عملية نزوح كبيرة تقدر بأكثر من 300 ألف نازح إلى محافظة دهوك منذ مطلع شهر آب الماضي عقب محاصرة عشرات الآلاف من الإيزيديين في جبل سنجار وممارسة عمليات القتل والخطف الجماعي من قبل عناصر تنظيم “داعش” ضد النساء والرجال الإيزيديين.