غير مصنف

بين مؤيد ومعارض.. ظاهرة البيع بـ “التقسيط” تنعش السوق المحلية في الديوانية

المنار نيوز/الديوانية / هدى الربيعي

تشهد السوق المحلية في محافظة الديوانية، انتعاش ظاهرة البيع بـ “التقسيط” بشكل كبير بعد أن تمكن من فرض نفسه بقوة في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعيش فيها المواطن.

وفي الوقت الذي يرى البعض أن “التقسيط” مفيد واسهم في التخفيف من بعض عبء متطلبات الحياة، فإن البعض الآخر، عدَّه آفة تنسف الدخل الشهري، في محطة شهدت تركيز وسائل الدعاية المختلفة والمنتشرة بشكل واسع على واجهات المحال التجارية وتقاطعات الطرق الرئيسة على “البيع بالتقسيط”.

وقال مازن حسون، صاحب مجمع الدمشقي لبيع الأجهزة الكهربائية: إننا اعتدنا في بداية كل موسم على أن نأتي ببضاعة متميزة بمواصفات شبيهة بأفضل الماركات العالمية وبضمان لمدة تتراوح بين ٣-5 سنوات وبأسعار مناسبة جداً، نظراً للحالة الاقتصادية في الديوانية.

مستدركاً لكننا نعاني في بعض الفترات ركوداً في البضاعة لاسيّما في منتصفي الصيف أو الشتاء، فنلجأ إلى البيع بالتقسيط أحيانا نظراً للركود الاقتصادي.

وأضاف حسون، أن ما تشهده السوق من ركود أحيانا هو الذي يجعلنا نعتمد آلية التقسيط بالبيع للأقارب والجيران للسعي وراء الرزق، إذ نرى الإقبال على الشراء بالأقساط كبير جدا وهو موضع رغبة الكثيرين، لاسيّما وأن الوضع الاقتصادي العراقي بصورة عامة غير مشجع.

لافتا إلى أنه من بين الأسباب التي تقف وراء تردي الوضع الاقتصادي في حركة السوق مما اضطرارنا على البيع التقسيط، هي كثرة التجّار والشركات التي تتداول البضاعة والماركات نفسها، معرباً عن أمله في أن تتحسن الأوضاع لتزدهر جميع أعمال تجّار العراق جميعاً، مناشداً غرفة التجارة في الديوانية، إسنادها التجّار والشركات المبتدئة والوقوف على أسباب الركود.

فيما يقف محمد سمير، صاحب محل لبيع الأثاث المنزلي،  موقفاً رافضاً للبيع بالتقسيط، مسوغاً ذلك بكثرة المشكلات التي تشهدها بعض المحال التجارية، والتي قد تنتهي بالسجن أحيانا.

مشيراً إلى المشكلات تبدأ عندما يمتنع المواطن عن دفع القسط في وقته المحدد، لافتاً إلى أنه ينأى بنفسه عن هذه المشكلات،  ناصحاً المواطن بالابتعاد عن الشراء بالأقساط، لأن مضارها أكثر من منافعها.

ويفضل المواطن أبو حسن، الشراء بالتقسيط، عاداً إياه نافعاً جداً، نظراً لدخله الشهري البسيط الذي لا يعينه على الشراء، مشيراً إلى أن الفرد العراقي لو كان يمتلك القدرة الشرائية والسيولة المالية لما أقدم على شراء البضائع بالتقسيط، لافتاً إلى أن ما يدفع المواطن إلى الشراء بالتقسيط هو ما يعانيه من تردٍ في الوضع الاقتصادي.

ويرى المواطن سامر الفتلاوي أن شراء البضائع بالتقسيط يساعده على التخلص من عبء المشتريات لاسيّما وهو شاب مقبل على الزواج، به حاجة إلى تأثيث بيته بالكامل وراتبه الشهري لا يكفيه لسد احتياجات البيت جميعها، فهو لجأ إلى تأثيث البيت بالتقسيط كي يتمكن من الزواج في أقرب وقت.

فيما تسوغ المواطنة أم صابرين وقوفها بوجه البيع بالتقسيط، بأن صاحب المحل يحمّل البضاعة فوائد كبيرة مما يثقل كاهل المواطن بتكاليف قد تستمر لمدد طويلة حتى يتمكن من تسديدها مما يؤثر على مستوى الإنفاق العام بالنسبة للأسرة.

فيما كشف عباس محسن، عن حبسه ثلاثة أشهر بسبب شرائه بالتقسيط، مشيراً إلى أنه  كان عازماً على تجهيز محله بالمواد الغذائية كي يتمكّن من إعالة أسرته، لكن سبب تأخره على موعد دفع القسط إلى صاحب الشركة أودعه الحبس، وبذلك تحولت المنفعة إلى ضرر.

زر الذهاب إلى الأعلى