12 أب 2020 أربيل – في عام 2014، أطلق تنظيم داعش حملة الإبادة الجماعية ضد الإيزيديين – وهم أقلية عرقية دينية يعيشون في سنجار في شمال العراق حيث موطن أجدادهم – ومجموعة من الأقليات الأخرى. حيث أدى هجوم داعش على سنجار إلى نزوح أكثر من 350,000 من الإيزيديين، مع لجوء غالبيتهم إلى إقليم كردستان العراق.
كما عاد الآن أكثر من 100,000 أيزيدي إلى سنجار وهم يكافحون من أجل إعادة بناء حياتهم. لاسيما النساء اللاتي فقدن أزواجهن خلال هجوم داعش يحاولن التأقلم مع تأثير السنوات الماضية من خلال القيام برعاية أسرهن من جهة والعمل من أجل كسب لقمة العيش من جهة اخرى. وبينما تستمر الذكريات المؤلمة العالقة في الأذهان، فقد انخرطن العديد من النساء أيضًا في الكفاح من أجل تحقيق العدالة للناجيات من داعش، والجهود المبذولة لإستعادة السلام والاستقرار في أوطانهن.
وبهذا الصدد، قالت نادية مراد، رئيسة مبادرة نادية والحائزة على جائزة نوبل للسلام لعام 2018، “المرأة هي المفتاح لحل العديد من المشاكل ويجب أن تشارك في بناء سلام دائم بين المجتمعات. فبصوت ومشاركة المرأة ، يمكننا إجراء تغييرات أساسية في مجتمعاتنا. إن تزويد النساء الإيزيديات بدعم ملموس ومستدام سيمكنهن من المساهمة بشكل إيجابي في إعادة بناء مجتمعهن. وأكملت حديثها قائلةً، “أحث الجهات الإنسانية الأخرى العاملة في العراق على زيادة الاستثمار في إعادة تحسين منطقة سنجار”.
كما قال السيد جيرارد وايت، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في العراق بهذا الخصوص، ” الموارد المتاحة للعائدين من حيث الحصول على التعليم والاستشارة والتدريب المهني وفرص العمل قليلة جداً”. وأضاف قائلاً، “حيث يعد الدعم النفسي والاجتماعي المخصص وفرص كسب العيش أمرا حاسماً للعائدين إلى سنجار”.
وبهذا الصدد، قال أيضاً سعادة رئيس وزراء اليابان، شينزو آبي، عندما التقى نادية مراد في أيلول 2019: “سندعم بنشاط إعادة إعمار المناطق المحررة من داعش من أجل تحقيق الاستقرار في العراق ومواصلة العمل لمنع العنف الجنسي خلال الصراع وتقديم الدعم للضحايا”. حيث أعرب عن تقديره لأنشطة نادية مراد في دعم الضحايا وأطفالهم في منطقة الشرق الأوسط وخارجها.
تدعم حكومة اليابان المنظمة الدولية للهجرة في العراق المشاركة مع مبادرة نادية لبرنامج تمكين المرأة وسبل العيش. حيث الهدف من هذا المشروع هو تعزيز أنظمة الدعم للنساء في سنجار وتحسين حصولهن على سبل كسب العيش. كما سيركز المشروع على التدريب على سبل كسب العيش ويوفر حاضنة أعمال للأعمال الصغيرة التي تقودها النساء. ومن خلال تطوير الأعمال التجارية الصغيرة المدرة للدخل، يمكن للنساء الاكثر ضعفا اكتساب الثقة وبناء المجتمع وإرساء الاستقلال الاقتصادي. كما سيمنح هذا المشروع نفس المجموعة من النساء الحصول على أنشطة الدعم النفسي والاجتماعي من خلال مركز مجتمعي متعدد الأغراض يديره الشريك المنفذ، بعثة الشرق للمنظمة الدنماركية غير الحكومية، في مدينة سنجار.
يعد برنامج تمكين المرأة وسبل كسب عيشها جزءًا من مشروع أكبر، “الاستفادة من ارتباط التنمية الأمنية في العراق: دعم استقرار المجتمع في المجتمعات المتأثرة بالنزاع”، بتمويل من حكومة اليابان.