المنار نيوز /الديوانية /محمد الشمري
لم تكن ل”داعش” القدرة على ايقاف ذلك الاصرار والارادة التي تحلى بها “بهزاد وساجدة” رغم تمكنها من تهجيرهما من “تلعفر” فأنها لم تستطع ان توقف تلك الفرحة التي كانوا يتمنوا أن تحدث وهم في ديارهم لكنها حدثت فيما بعد في موكب”دموع الطف” الحسيني في الديوانية، بهزاد شاب تركماني القومية يبلغ من العمر (23) سنة هجر هو وعائلته كما هجر الاخرون “طائفيا” من تلعفر على ايدي “داعش” وقد وجدوا من المواكب الحسينية وخاصة موكب”دموع الطف” في قضاء الحمزة الشرقي التابع لمدينة الديوانية هو وعائلته وعدد من النازحين “منازل جدد لهم، زواج بهزاد” الذي كنا أحد الحاضرين والشاهدين على وقائعهِ ربما يبدو عليه شيئا من الغرابة حيث ان زواجه يعد الاول للنازحين المهجرين قسرا من ديارهم الى اماكن اخرى فيحصل زواج في المأوى الجديد، بدء “بهزاد” ليحدثنا بتفاصيل زواجه والفرحة تكاد ان تسلب كيانه وتغمر وجههُ ووجوه كل الحاضرين من اهله واهالي قضاء الحمزة الذين عملوا من اجل أتمام هذا الزواج بشكل يضع الغيرة العراقية في مكان لايجد احدا غيرهم قدرة للوصول اليها،
يقول “بهزاد التركماني” أن زواجي من زوجتي “ساجدة” لم يكن قد خطط له اليوم وانما كان من المقرر ان يكون ليس هنا في مدينة الديوانية وانما تم الاتفاق في وقت سابق ان يتم في اول ايام العيد في “تلعفر” لكن ماحصل لنا من تهجير من تلك المدينة من قبل عناصر”داعش” أجبرنا للنزوح لمدينة الديوانية وبالتحديد”قضاء الحمزة” حيث وجدنا ان مقرات المواكب الحسينية قد أعدت لتكون سكن لنا نحن النازحين فكان موكب”دموع الطف” هو بيتنا الجديد، ويكمل بهزاد الحديث” لم اكن اتصور لا انا ولا اهلي انه من الممكن ان يتم الزواج ونحن هنا لكن عندما سمع بعض الطيبون من اهالي الحمزة ان زواجي مقرر في العيد لكن إلغاءه جاء بسبب التهجير وبسبب بعدي عن موطني أخذوا العهد ان يكملوا ذلك الزواج هنا وان يتكفلوا بكل شيء حتى تلك السيارة التي تقلنا،
يتابع بهزاد الحديث ويقول اشعر بالفرح الذي لايمكن ان اصفه ليس لان هذا اليوم هو يوم زواجي فحسب وأنما لما وجدت من غيرة وحمية عراقية من اهالي الديوانية الذين وضعوا انفسهم بمصاف العظماء من رجالات الكرم والغيرة عبر نخوتهم وحرصهم على اتمام هذه الفرحه.
فيما يقول احد اقارب”بهزاد” أن ماحصل من تكاتف من اهالي قضاء الحمزة يدفع بنا جميعا لكي نضع من الامل مستقبل زاهر قريب يستند لتلك الوقفة المشرفة حيث ان ماشاهدناه من التزام ودعم ومساعدة ماكانت في الحسبان تعطي صورة تبين مدى التلاحم الشعبي والاجتماعي بين العراقيين ، ويتابع القول “أن هذا الزواج يبعث ايضا رسالة لداعش مفادها انكم خائبون ولايمكن ان تحققوا اهدافكم بأن تلغوا الاخر بأفعالكم هذه فكل شي لايتوقف والحياة تستمر مادمنا نستلهم الارادة والاصرار في العيش من نهج أمام كان أستشهادهُ عنوان للخلود الارادة وهو الامام “الحسين-ع-
وتعبر “العروسة ساجدة” عن مشاعرها فتقول”أنني فرحة جداً من زواجي من “بهزاد” أبن عمتي فهو رجل رائع وطيب أضافة الى ان زواجنا جاء بعدما تعرضنا لاشد انواع الظلم والاظطهاد على يد”داعش” في “تلعفر” كما ان زواجنا جاء بمكان مبارك جدا وهو موكب “دموع الطف” احد المواكب الذي يخدم فيه زوار “الامام الحسين(ع)” والذي اصبح الان مأوى لنا وللنازحين
ويأخذنا أحد خدام “موكب دموع الطف” لكي يصف لنا الحالة وطبيعة المساعدة التي قدمها اصحاب الموكب واهالي القضاء فيقول”بعد ان قمنا اولا باسكان هؤلاء الاخوة النازحين في هذا الموكب سمعنا منهم ان هنالك زواجا كان مقرر ان يحصل في موطنهم الاصل”تلعفر” لكن قد الغي بسبب مامرو به من تهجي،ويسترسل بالحديث قائلاً أن ماسمعت دفعني ودفع بعض الاخوة من اهالي القضاء للتعهد باتمام ذلك الزواج والتكفل به وبايجاد مكان مخصص للعرسان ضمن الموكب وهذا ماتم اليوم وبحمد الله.