الكاتب / منار الزبيدي
اراد الصينيين القدماء تامين وتحصين بلدهم ضد اي اعتداء فبنوا “سور الصين العظيم ” ومع ذلك تعرضت الصين لثلاث غزوات متتالية خلال المائة سنة الاولى! وبعد كل غزوة كان كبار القوم يجلسون مستغربين كيف دخل الغزاة دون ان يُمس السور بأي ضرر؟ الى ان اكتشفوا ان الحارس كان يتعاطى الرشوة ويفتح باب السور للأعداء !! عندها ادركوا اولوية بناء الانسان قبل بناء السور فلو ان الحارس كان يؤمن بوطنيته وانتمائه لاصبح قادرا على تحمل المسؤولية ولما سمح باستباحة ارضه ,ومن هذه النقطة نتوجه لما يشهده عراقنا اليوم بعد 35 عاما من الهدم الشامل في فكره ومبادئه ووطنيته واهمها الاحساس بالانتماء للوطن وبينما هو كذلك انتقل بلمح البصر من الهدم الى الفوضى مع حلول الديمقراطية ليُخلق مجتمعا مضطربا مع اضطراب اجوائه العامة التي لاتعرف اهمية بناء الانسان وكيفية بنائه رغم تعالي الاصوات المطالبة بالبناء والاعمار والتشييد الا اننا نجد العديد من التطبيقات الواقعية الشعبية تهدم من حيث لاتدري فانتشرت الرشاوى وكثرت سرقات المال العام وانعدمت المسؤولية حتى عند اغلب الاسر وظهرت الكثير من الجرائم باختلاف انواعها بعد ان غابت الانسانية التي اتفق الجميع على قتلها , وهذه المسؤولية لاتتحملها جهة دون اخرى بل هي مسؤولية الجميع , فما احوجنا اليوم الى الوطنية التي تعزز فينا حب الوطن والتمسك بولائنا له ولا اقصد الكتاب الذي يدرس كمنهج مدرسي يتحدث عن هيئات الدولة ومؤسساتها لكني اعني الوطنية بمعناها الحقيقي تلك التي غيبت تماما عن اجيالنا حتى اختلطت عليها الامور و باتت لاتعرف قيمة الوطن فبعضهم هاجر دون عودة واخر اخذ يلعن عراقيته ليلا ونهارا !! وهذا هو الجواب اللازم للسؤال المتكرر عن كيفية دخول داعش الى الموصل ؟ فالمشكلة ليست بوضوح خارطة العراق السياسية ولا بالاتفاقيات الدولية ولابكم التشريعات الوطنية ,بل بحراسه الذين لايعرفون معنى الوطن ولايملكون تلك الوطنية التي تعصمهم عن بيع العراق وفي اي وقت حتى ولو كان محصناً ب “سور العراق العظيم “.