المنار/منار الزبيدي
عندما يكون الطموح مشروعًا، فإنّه سينمو رغم الصعاب ومن هذا المنطلق بدأت العمل في مجال الصحافة العراقية منذ العام 2007 رغم طبيعة مجتمعنا المحافظ والصبغة الذكورية الطاغية.
وخلال العام 2009 تخصصت في مجال الصحافة النسّوية ووظفت قدراتي لتصبح منصة اعلامية تحاكي المرأة العراقية، فتشجع الناجحات وتساند المستضعفات، ورغم وجود عددٍ من الصحفيات الطموحات في العراق الا أنّ الكثير منهن وبسبب الواقع المرير حُرمن من فرص مزاولة المهنة ليقتصر الامر على عدد محدود فقط.
ولعل اقتصار الوظائف الاعلامية على الرجال دون النساء خلال السنوات الاخيرة كان من ابرز العوامل التي زادت من تهميش الصحفيات وتحجيم دورهن، الأمر الذي اجبرهن على مغادرة الوسط الصحفي واللجوء الى اعمال اخرى لا علاقة لها بخبراتهن الصحفية، ومما زاد الامر سوءًا غياب تنظيم العمل الصحفي في العراق بشكل دقيق وظهور عدد لا محدود من وسائل الاعلام التي رافقها تفاقم الدخلاء على الاعلام ومنهن نساء.
ومن جهة اخرى، فإن بعض الصحفيات ما زلن يعملن في وسائل اعلام غير مستقلة قيدت حريتهن بالعمل من دون ان تقدم اي ضمانات مهنية لحمايتهن من التحرش والابتزاز والتهديد، مما جعلهن عرضة لشائعات الطعن بالشرف والاخلاق، ولهذا انسحبن من العمل ولم يحصلن على تعويض او عمل بديل. هذا الامر انعكس سلبا على المتخرجات حديثا من كليات الاعلام اللواتي حرمنّ من ممارسة العمل الصحفي الميداني، فيما اجبرت اخريات على العمل باسم مستعار.
كل تلك العوامل والظروف وغيرها الكثير، زادت من عزيمتي لكي أواصل مشواري وأزيح تلك الغمامة التي قيدت زميلاتي لأكون عاملا مساعدا في النهضة الصحفية النّسوية، فدخلت عالم المدونات في العالم 2012 وأسست اول مدونة مدونة الصحافية منار الزبيدي لتكون اول مرجع الكتروني متخصص بقضايا المرأة والمجتمع المرتبط بها وكانت ضمن المدونات البارزة في الشبكة العراقية للاعلام المجتمعي INSM. ولم تتوقف الطموحات هنا فذهبت انا وزميلاتي لنؤسس وسيلة اعلامية تتضمن نتاجنا الصحفي النسوي المشترك فجاءت وكالة المنار نيوز في العام 2014 كمحاولة للاستقلال في العمل وبسط الوجود النسوي في عالم الصحافة الذكورية.
فتم ذلك وبجهود ذاتية، تشكل فريق عمل من النّساء اضافة الى بعض الزملاء المتطوعين للعمل معنا لنتخطى اول حاجز ذكوري، عملنا ولكننا لم نوفق في اكمال مسيرتنا فعقبة التمويل عرقلت مسيرتنا وحجمت نطاق عملنا ولم نعرف كيف نواجه المشكلة وبقي مشروعنا معلقا على آمال كادت ان تنتهي ، بقيت ابحث عن وسيلة للمساعدة عبر الانترنت الى ان وجدت موقع شبكة الصحفيين الدوليين.
ولغاية هذه اللحظة وانا يائسة من حصولي على فرصة للدعم والنهوض من جديد لكنني كنت مصرة وبقيت اتابع بشغف ما ينشر عبر الشبكة من فرص واسجل في كل فرصة اجدها مناسبة وأحث زميلاتي على ذلك ايضا.
كان التقديم على برنامج التوجيه الاعلامي “فرصة الأمل ” قدمت ضمنها مشروع المنار ، ولم اصدق عندما قرات خبر قبولي ضمن المشاركين ليعود الامل بداخلي، اخيرا وجدت من يوجهني بعد الضياع ومن هنا بدأت تجربة الأمل والحلم مع شبكة الصحفيين الدوليين للعمل على ولادة اعلام نسوي عراقي متخصص، فكان اول لقاء مع الموجّه محمد القاق حول اعادة تصميم الموقع وتشكيل الفريق والبحث عن مصادر التمويل.
بالطبع لم يكن الامر سهلا فنحن قد بدأنا من نقطة الصفر لإطلاق اول منصة اعلامية متخصصة بالمرأة العراقية وتأسيس ركائز صحافة حقوق المرأة وتطويرها بما ينسجم مع تطلعاتها وقدراتها العالية وبهذا حققنا اليوم كمجموعة من الصحفيات منبرا صادقا للمراة العراقية وبحلة جديدة ومميزة
ويمكنني أن أذكر أبرز النتائج الناجحة التي تحققت مع شبكة الصحفيين الدوليين:
– تشكيل فريق صحفي نسوي متميز ومؤثر .
-ابراز دور النساء العراقيات في شتى المجالات وتوثيق قصصهن .
-تغيير الصورة النمطية تجاه المراة بشكل عام والصحفيات بشكل خاص.
-التخفيف من السيطرة الذكورية على وسائل الاعلام.
-الحصول على فرص تدريبية من الاكاديمية الالمانية للاعلام في العراق لكادرنا الصحفي.
-الحصول على دعوات من منظمات دولية لحضور جلساتها والتكليف بمهام حملات اعلامية مثل اتحاد الاقليات في العراق.
-الاستضافة في عدة اذاعات محلية حول مبادرتنا النسوية.
-تكريم من نقابة الصحفيين العراقيين فرع الديوانية .
-تكريم وإشادة من مركز الارشاد لحقوق الانسان ومنظمة اوان لشؤون المرأة.
أهم العوامل التي ساعدت على تحقيق النجاح
-اتباع ارشادات الموجهين في برنامج التوجيه الاعلامي.
-الحصول على تدريبات مكثفة خلال معسكر التدريب المنفذ من قبل شبكة الصحفيين الدوليين .
-المشاركة المهمة في مؤتمر اريج التي فتحت لنا نوافذ علاقات واسعة مع جهات اعلامية رصينة تمهيدا للحصول على فرص دعم وتطوير.
-العمل بروح الفريق الواحد ضمن مجموعة من الصحفيات الشابات المناصرات للمرأة .
-تنفيذ سلسلة من الزيارات للسفارات والمؤسسات الاعلامية وتقديم مقترخات مشاريع اعلامية لدعم المرأة العراقية .
-الحصول على دعم مالي من منظمة اوان ومركز الارشاد لحقوق الانسان ومطبعة اهلية .
-تعديل وتغيير موقع المنار وتنظيمه ليكون موائما لقضايا المرأة.
-البحث المستمر عن الوظائف والفرص سواء كانت منح مشاريع او فرص تمكين وتدريب ومنح مثلا: موقع الجزيرة للاعلام ومنح مؤسسة الإعلام النسائي الدولية ومواقع اخرى.
-انتاج عدد كبير من المواد الاعلامية واختيار مواضيع جريئة ومهمة ومؤثرة للعمل عليه.ا
-استخدام مواقع التواصل الاجتماعي المجانية للحصول على مواد اعلامية وكذلك الترويج للموقع .
وفي نهاية تجربتنا كصحفيات عراقيات نتمنى الاطلاع على موقع المنار صوت المرأة العراقية بحلته الجديدة، والذي أصبح مدعاة فخر لكل امرأة وموضع اشادة من الرجال المهنيين وبهذا سيتحقق الطموح رغم الواقع المرهق، ولابد من الجهد والبحث والمزيد من العمل والحيوية.
باسمي وباسم زميلاتي الصحفيات أقول شكرا من القلب لكل جهود العاملين في شبكة الصحفيين الدوليين وخاصة الجهود التي دعمتنا في مسيرتنا الجميلة ضمن برنامج التوجيه الاعلامي.
م/شبكة الصحفيين الدوليين