المنار /رغد الحسني
الفساد اهمية كبيرة في التأثير سلبا على القيم الاجتماعية والفردية وعلى عملية التنمية والبناء فضلا عن كونه من أهم التحديات التي تواجه المجتمعات ومنها مجتمعنا العراقي ..ولأن المرأة تمثل نصف المجتمع وبين النساء العراقيات من بلغت مراكز صنع القرار ونالت مناصب قيادية لذا تقع عليها ايضا مسؤولية مكافحة الفساد ، وهو الأمر الذي اقامت من أجله دائرة المفتش العام في وزارة الموارد المائية وبالتعاون مع دائرة العلاقات مع المنظمات غير الحكومية في هيئة النزاهة ورشة بعنوان (دور القيادات النسوية في مكافحة الفساد ) لمناقشة الاسلوب الصائب لمواجهة الفساد ولدعوة المرأة للمشاركة في محاربة الفساد والمطالبة بحقوقها واثبات قدراتها لتحقيق ماتصبو اليه من مساواة..وقدشاركت في الورشة العديد من النساء القياديات وبعض المهتمين والمؤمنين بدور المرأة في مواجهة التحديات لمكافحة الفساد.
تعتبر الدكتورة منال فنجان الخبير القانوني في وزارة الموارد المائية الفساد ظاهرة قديمة نشأت مع نشوء البشرية وهي تتخذ اشكالا مختلفة وترتبط ارتباطا وثيقا بطبيعة التطور الاقتصادي لكن اثارها تنعكس على جميع الميادين ..وترى فنجان ان اكبر اثار الفساد تلك التي تتعلق بالحياة السياسية لأن فساد الحياة السياسية يعني خراب المجتمع اذ يؤثر ذلك على منظومة حقوق الانسان وتكافؤ الفرص بين الجنسين والنظرة بعين المساواة الى المرأة ، فرغم وجود الكوتا ، مازالت المرأة تحشر في الميادين التقليدية فلا تمنح الدور الحقيقي بما يتناسب مع خبراتها العلمية ومؤهلاتها كانسان وليس كجنس !!كما ان المراة تتعرض في تدرجها الوظيفي الى مساومات احيانا ويمكن ان تستخدم كسلعة في الاعلام والاعلان والدراما مايؤثر على المنظومة القيمية للمجتمع ..
واشارت فنجان الى اثار الفساد على المنظومة التعليمية في حالة تسرب الاطفال والفتيات من التعليم بسبب نقص التخصيص المالي لقطاع التربية والتعليم ، فالمرأة هي اكثر المتضررين من استشراء الفساد في مجتمع ما بسبب غياب التشريعات القانونية وضعفها وعدم جدية بعض الجهات الرقابية العليا في متابعة قضايا الفساد .وعن دور المراة في مكافحة الفساد قالت فنجان ان مشاركة المرأة في المناصب القيادية يقلل حوالي 10% من حالات الفساد في العالم –حسب الاحصائيات الدولية في الامم المتحدة –من حيث قبول الرشى والهدايا ومخالفة القوانين كما انها يمكن ان تعمل على ترسيخ مفاهيم ستراتيجية كبيرة في مكافحة الفساد ، عدا كونها الأقل فسادا لأن نسبتها في حجم السكان اقل من الرجل وينسحب ذلك على تواجدها في اماكن العمل .
من جهتها ، ترى فاتن محسن المفتش العام في وزارة الموارد المائية التي عملت في هذا المجال لمدة 14 عاما وتنقلت مابين وزارة حقوق الانسان وهيئة النزاهة ومجلس القضاء الاعلى ووزارة الموارد المائية ومن وحي خبرتها في هذا المجال ان الفساد لايقل خطورة عن الارهاب ، ولايمكن معالجته بين يوم وليلة بعد ان اصبح ثقافة في بعض المجتمعات تديرها مافيات تستخدم كل الطرق المتطورة والتكنولوجيا مقابل الوسائل المحدودة المتاحة في الاجهزة الرقابية المحلية وهي وسائل لاترقى للمستوى الذي وصل اليه المفسدون ، فالفساد هو سوء استغلال السلطة لتحقيق مكاسب شخصية ومن دوافعه غياب الرقابة الذاتية والقيم الاخلاقية ، والانحراف عن الضوابط والقواعد القانونية والادارية ووضع الاشخاص في غير اماكنهم المناسبة وبالاعتماد على المحسوبية والعلاقات الشخصية وتجاهل معيار الكفاءة والنزاهة والخدمة الطويلة ، لذا تعتقد محسن ان من الممكن الحد من الفساد فقط وليس القضاء عليه تماما مشيرة الى ان الفساد استشرى بشدة بعد عام 2003 رغم وجود حروب وحصار وجوع واضطهاد قبلها وتعزو السبب الى عدم احترام القانون وغياب الخوف من السلطة فضلا عن زعزعة القيم الاخلاقية والاجتماعية والابتعاد عن الدين ، كما ان الفاسد الآن يتباهى بفساده ويعتبره المجتمع (شاطرا ) بينما يعتبر من يلتزم بالقانون (خائفا ).وتؤكد محسن ان الذكور في الدوائر يتربصون بمن تشغل منصب (المفتش العام ) محاولين اعاقتها عن الخروج الى مواقع العمل كونها امرأة ولايمكنها الوصول الى جميع الاماكن لكن هذا الأمر زاد من تصميم النساء على منافسة الذكور و اثبات وجودهن وبالتالي حصلن على التقييمات الجيدة من الذكور انفسهم لسعيهن الجاد في مكافحة الفساد …
ويؤيد الدكتور صالح عبود التميمي معاون مدير دائرة العلاقات مع المنظمات غير الحكومية في هيئة النزاهة الرأي القائل بأن مشاركة المرأة في مراكز صنع القرار يخفض من حالات الفساد بنسبة 10% لما لها من دور كبير في جميع الميادين ،كما انها الأكثر تضررا من حالات الفساد من الرجل …ويرى التميمي ان منظومة مكافحة الفساد تتعلق بالتشريعات سواء القرآنية منها والاحاديث النبوية الشريفة او الاتفاقيات الدولية والقوانين الوضعية مؤكدا على ان مكافحة الفساد تندرج ضمن ثلاثة محاور الاول هو دور القضاء والسلطات التحقيقية ودور هيئة النزاهة بعد وقوع جريمة الفساد ، اما المحور الثاني فيقوم على الامتناع عن الفساد لوجود التشريعات والقوانين التي تضمن عدم ممارسة الفساد ، ويبقى المحور الثالث هو الاهم ويقوم عل الوقاية من الفساد بالامتناع عنه ذاتيا بمساعدة التربية الاسرية ودور المثقفين ورجال الدين ، ويقودنا هذا –حسب التميمي – الى حقيقة ان المرأة هي التي تغرس البذرة الاولى لمكافحة الفساد عبر تربيتها للاطفال واتخاذها دور الرجل خلال غيابه في اغلب الاحيان …
في الوقت الذي ترى فيه الحقوقية وممثلة مجلس النواب انوار الخفاجي ان على هيئة النزاهة ان تكثف من دورها في مجلس النواب عبر اقامة الورش خاصة للاحزاب والمنظمات المسؤولة عن ترشيح النساء القياديات للمناصب الحكومية بسبب وجود موضوع المحاصصة وهو مايدعو الى ترشيح نساء ذوات استحقاق فاغلب المرشحات يجهلن التشريعات والتسلسل الوظيفي مايسبب فوضى في تطبيق القوانين وبالتالي استشراء الفساد ..من جانبها ، ترى الاعلامية منتهى القيسي من المؤسسة العراقية للاعلام والنزاهة ان للمراة دور كبير في مكافحة الفساد اذا امتلكت صفات القيادة لأنها يمكن ان تكون موجها ناجحا بدءا من تربيتها للاولاد وحتى تحمل المسؤولية ورفض الفساد في مجال العمل ،وتطالب القيسي كل امرأة باتخاذ دورها الفاعل في محاربة الفساد وليس شرطا ان يكون لها منصبا سياسيا فقد تعجز عن فعل شيء لانها تحت سيطرة قوى سياسية كما ان هناك فساد سياسي يفرض نفسه على الرجل والمرأة ، مشيرة الى ضرورة الاعلان عن ظواهر الفساد الحقيقية في قنوات الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وان يتم الكتابة دون خوف حتى وان كان ذلك تحت اسماء مستعارة لغرض وصول تلك الظواهر الى الجهة المسؤولة لمعالجتها .
م/http://aliraqnews
ص/https://www.youtube.com/watch?v=e49LGMaG4_U.com