المنار نيوز/الكاتب /حيدر حمد الفتلاوي
من وقف مع الفكر الاجتماعي والنظريات الإصلاحية التي جاء بها الدكتور علي الوردي في علم الاجتماع هم المثقفون العضويون وبعض من رجالات الدين المتنورين والاصلاحيين . وفي الوقت نفسه كان ضد هذه الافكار اغلب المثقفيين التقليديين وبعض رجالات الدين تحت حجة أنه أربك المجتمع الذي يتلقى منه ما يطرح من أفكار وكذلك المفاهيم الاجتماعية و(العادات والتقاليد الدينية والاجتماعية )والثقافية والسياسية صنفت من الطروحات التي أضلت المجتمع آنذاك. الحقيقة أن الدكتور علي الوردي لم يكن قد أربك المفاهيم بل أحدث ضجيجا في المجتمع والوسط الديني والثقافي، نتيجة تحرك مفاهيمه في إصلاحالمجتمع بشكل لافت للنظر وأصبحت تارة موضع جدل وتارة أخرى هي مادة دسمة ومفيدة للمنظومة الاجتماعية بكل تفاصيلها ولاسيما انه سعى جاهدا إلى تحويل علم الاجتماع إلى علم المفهوم البسيط بين الناس بعد ما كان عبارة عن مجموعة مصطلحات يتكلم بها المتعلمون في محافل النخبة أو في كتب مصفوفة في مكتباتهم لا يحق لها ان تتحرر من سجن الرفوف إلى أرض الواقع . ومن أراد أن يتثقف فهناك قوانين عليه الخضوع لها ومسافات زمانية ومكانية يقطعها لكي يصل الى المثقف في ذلك الزمان الذي نصب نفسه على العامة ، ولم يكتفوا بذلك بل اذا أردت ان تكون مثقفا فعليك أن لا تتعرض او تعترض على الايدلوجيات الاجتماعية والدينية او السؤال حتى عن الحقيقة بنسبيتها ، وكانما ما وضعه المثقفون أو رجال الدين آنذاك وفي الوقت الحالي أيضا هو الحقيقة المطلقة ، وألان نعيد التاريخ وتلك التجربة بنسخة جديدة محدثة بأنظمة متطورة بفهم مقلوب للاحترام أو الالتزام حيث أصبح كل من يختلف مع اي مفهوم او يضيف لوناً جديداً من التفكير او المفاهيم يعتبر وقحاً لأنه لا يحترم النخبة والأساتذة وقليل الحنكة والتعلم . هذا واقع أغلب المؤسسات الثقافية في العراق بذلك الزمن والزمن الذي نعيش به حاليا واذا بقيت المؤسسة على هذا الحال في العراق تعتمد على المجاملات الثقافية وتضع حدا معين للتفكير بل تبقى تفكر هي فقط دون تبادل الآراء والرؤى مع الجمهور، تاركةً وراءها المحرومين والمضطهدين والمعدمين وهم الأعم الأغلب سنرى مستقبلها كالدائرة حكومية ينحصر دورها في انتاج شخصيات معملقة برداء المثقف، وتضع جانبا وتهبط المثقف الحقيقي( العضوي ) صاحب النتاج المجتمعي والفكري والثقافي وليس له ذنب الا أنه وقح وقليل الاحترام بالمفهوم السائد باعتراضه على الأيدلوجيات السائدة والخاطئة في المجتمع