أعلنت الأمم المتحدة في اليوم العالمي لحرية الصحافة، السبت، أن البزات الرسمية والخوذات الزرقاء التي يرتديها الصحفيين للتعرف عليهم في مناطق النزاعات، “لا توفر أي ضمانة للسلامة”، مشيرة إلى أنه منذ العام 1992، يقتل بمعدل صحفي في كل أسبوع.
وقالت الأمم المتحدة في بيان صدر على موقعها على الإنترنت، “كل عام بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، نؤكد من جديد التزامنا بالحرية الأساسية في تلقي المعلومات والأفكار ونقلها بأية وسيلة، دونما اعتبار للحدود، وهي الحرية التي تجسدها المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان”.
وتابعت الأمم المتحدة “لكن كل يوم من أيام السنة يشهد اعتداء على هذا الحق، إذ أن الصحفيين مستهدفين لأنهم يتحدثون أو يكتبون عن حقائق مزعجة- فيتعرضون للاختطاف والاحتجاز والضرب، بل للقتل في بعض الأحيان”.
وأعربت الأمم المتحدة عن “رفضها لهذه المعاملة”، مؤكدة على أنها “أمر غير مقبول على الإطلاق في عالم يعتمد أكثر من أي وقت مضى على المحطات الإخبارية العالمية والصحفيين الذين يخدمونها”.
وأشارت الأمم المتحدة إلى أنه “في مناطق النزاع، يرتدي الصحفيون في كثير من الأحيان بزات رسمية وخوذات زرقاء بحيث يمكن التعرف عليهم بسهولة وحمايتهم من أي اعتداء، لكن من خلال عمليات حفظ السلام التي نضطلع بها، فإن اللون الأزرق لا يوفر أي ضمانة للسلامة”.
وأوضحت الأمم المتحدة أنه “خلال العام الماضي، قُتل 70 صحفيا، ووقع العديد منهم ضحية لتبادل إطلاق النار من جراء الأعمال العدائية المسلحة، ولقي أربعة عشر صحفيا كذلك نفس المصير هذا العام”.
ونوهت الأمم المتحدة “وفي العام الماضي، احتُجز 211 صحفيا في السجون، وأضطر 456 صحفيا للهرب إلى المنفى منذ عام 2008، ومنذ عام 1992، قُتل ما يزيد على ألف صحفي- أي بمعدل صحفي تقريبا في كل أسبوع”.
وأبدت الأمم المتحدة “قلقها من هذه الأرقام، فوراء كل إحصاء يقف رجل أو امرأة ممن يمارسون بكل بساطة أعمالهم المشروعة”، مشددة على ضرورة أن “لا يترك أي مجال للإفلات من العقاب لمن يستهدفون الصحفيين بأعمال العنف أو التخويف أو من خلال اللجوء إلى الإجراءات القانونية بطرق ملتوية بغية تعطيل أعمالهم أو عرقلتها، فيجب أن تظل حريات وسائط الإعلام في صميم ما نضطلع به من أعمال بغية تشجيع تحقيق الأمن والكرامة والازدهار للجميع”.
ولفتت الأم المتحدة إلى أن “الدول الأعضاء فيها قطعت أشواطا في مناقشة خطة التنمية لما بعد عام 2015، فهذه فرصة قد لا تسنح مرة أخرى لجيلنا من أجل توجيه العالم في اتجاه أكثر استدامة وإنصافا”.
وأكدت الأمم المتحدة على أن “حرية وسائط الإعلام، التقليدية منها والجديدة، أمر لا غنى عنه لتحقيق التنمية والديمقراطية والحكم الرشيد، فبإمكانها تعزيز الشفافية إزاء الأهداف الجديدة التي ستعتمدها الدول الأعضاء- فتعكس بذلك أوجه التقدم المحرز، وأوجه القصور”.
وتابعت الأمم المتحدة أن “وسائل التواصل الاجتماعي وتكنولوجيا الأجهزة المحمولة، تتيح أدوات جديدة لتسريع وتيرة مشاركة المواطنين والتقدم الاقتصادي والاجتماعي، وتؤدي مهمة وسائط الإعلام المتمثلة في ممارسة الرقابة دورا أساسيا في مساءلة الحكومات والمؤسسات التجارية وجهات أخرى”.
ودعت الأمم المتحدة “بمناسبة هذا اليوم العالمي لحرية الصحافة، جميع الحكومات والمجتمعات والأفراد إلى الدفاع بنشاط عن هذا الحق الأساسي باعتباره من العوامل الحاسمة في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية والمضي قدما في خطة التنمية لما بعد عام 2015”.
ونوهت الأمم المتحدة إلى أن “حرية التعبير واستقلال وسائط الإعلام وإتاحة المعرفة للجميع، كلها كفيلة بتعزيز الجهود التي نبذلها من أجل تحقيق نتائج دائمة الأثر لصالح الناس والكوكب”.
وكانت منظمة “مراسلين بلا حدود” قد نشرت، يوم الأربعاء (12 شباط 2014) نتائج دراسة التصنيف السنوي لحرية الصحافة في العالم، خلصت فيه إلى “تدهور طفيف” في كثير من البلدان، مسجلة سوء “استخدام الحجة الأمنية” لملاحقة صحفيين ومصادرهم حتى في الديمقراطيات التقليدية.
يذكر أن العراق حصل على المرتبة 153 هذا العام، في التصنيف العالمي لحرية الصحافة أي تراجع ثلاث نقاط عن العام السابق 2013 الذي حقق فيه المرتبة 150 بعد أن كسب نقطتين في العام 2012.