منار الزبيدي /مجلة عراقيات
تعاني المراة الريفية دائما من الظلم والاهمال لحقوقها وطموحاتها، بدليل ان لا أحد في مجتمعنا تذكر أن يحتفل بيومها العالمي الذي حددته الجمعية العامة للامم المتحدة في 15 تشرين الأول من كل عام. اغفال الاحتفال بهذا اليوم هو اغفال لحجم معاناة تلك المراة التي تتحمل اعباء الحياة الصعبة في الريف وتصارع لوحدها مرارة الايام وقلة الحيلة، ولكن عطاءها يبقى بلا حدود، حتى على حساب صحتها وآمالها في عيش كريم.
آلاء طفلة ريفية حلمت بان ترتاد المدرسة بملابس جديدة، ثم ان تجد وظيفة تحفظ لها كرامتها، عندما تكبر وتحقق من خلالها وجودها وأن تلتقي بعد ذلك، فارس احلامها لتتزوج وتكون أسرة. لكن كل هذه الاحلام لا يمكنها ان تتحقق في ظل عادات وتقاليد توارثتها الاجيال في اغلب المناطق الريفية، فهي تصحو فجرا لترعى الاغنام ومن ثم تنجز الاعمال المنزلية فرضا ويجلس الذكور ليحددوا بمن ستتزوج وهي بعمر الزهور، مراهقة لها من العمر 13 عاما سترمى في حضن ذكر ينتظر منها ان تقوم بواجب الزوجة بصمت وخجل وأن تنجز الاعمال المنزلية وترعى الحيوانات.
بين جدران طينية ستعيش تلك الفتاة الريفية وتنجب العديد من الاولاد والبنات، ولو على حساب صحتها، لأن الزوج يريد الكثير من الاطفال كي يمتد نسبه ويشعر برجولته، فمن ينجب اكثر هو الرجل “الفحل”!