المنار نيوز/الكاتب /هشام الطيب
التبس الموت بالحياة حتى توائما فاصبحنا نعيشهما معا ولانفرق بينهما ابدا , تبعاً الى احداث وظروف وقوى باتت تفتك بالأنسان وتهدد امنه ووجوده تاره لأنتمائه وتاره لتوجهاته وتاره أخرى لما يميزه من جنس او معتقد ديني او سياسي .فأخذ احدنا يهدد الاخر ويحدد نهايته بيده لأي اختلاف كان , حتى تفشت طقوس الموت واصبحت ظاهره أعتياديه لا تستدعي أهتمام احد ، وتغيرت جمله من العادات والتقاليد التي كانت تقام تأبيناً لمسافري العالم الاخر ، فالطقوس الان هي مرآة لحياتنا سريعه وكل شيء فيها رتيب فنحن اليوم بين طرفي كماشة الموت وهو مطبق على كل شيء ، نتعاطاه في أعيادنا في العابنا في عشقنا في تفكيرنا وفي خطب السـاسه والاعلانات التجاريه والسلوك العام وفي متناول اولئك الذين يؤمنون لنا المستشفيات والصيدليات وحتى في ملاعب الرياضه ، أصبح عالمنا يكتض بالموت حتى اصبحت زهورنا تعبق بالموت . ان نهايتنا وموتنا الان لا بوصفه فقط انتقالا زمنيا طبيعيا بالنسبة للبشريه، لا بل اصبح الان غول وفما هائلا لا يعرف الشبع حاضر في كل ما نريد ان نقدم عليه حتى ان العقاقير والاغذيه الصناعيه اصبحت الى جانب معسكرات الموت وغرف الاعتقالات والجماعات البوليسيه .. ! أن الموت الان يفتقر الى المغزى بالنسبة الى الفرد العراقي المعاصر لانه لم يعد فقط ذلك القطار الذي يقلنا نحو الابديه ,بل اصبحنا ننشده ونتوق له بصرف النظر عن كونه مصير الانسان لكنه هو من ياتي لا بالعكس، حتما ان في الاخير هنالك اجيال ستدفع الثمن وتنكسر حقبه طويله وتبدأ من لا شيء لكن لا احد يعي ويحلل هذا لان بنظر العقل الجمعي الموت هو الخلاص من ركام الاوجاع اليوميه ، لكنه من جهة اخرى ليس بالامر الهين لسكان العالم المتمدن ، فهي الكلمة التي لا احد يتفوه بها لأن التفوه بها يبعث على الأستهجان فضلا عن التفكير بها اذ انها تدك حصون الامل وتوقف نواعير التطور ..؟ اما الفرد العراقي الان فهو على النقيض من ذلك يطاردها دوما يعانقها يحلم بها يتغناها في اناشيده وواحده من العابه الاثيره ، نعم انها في كل سلوك نقوم به نتأملها بنفاذ صبر وأستخفاف وسخريه حتى أن احدنا يقول ( ان كنتم ستزهقون روحي غدا فلتزهقوها الأن هي ميتة واحده !)
بهذا نتأكد ان لا مبالاة الفرد بالموت هي مستمده من لا مبالاته بالحياة ،، وهو لا يقر فقط باللامبالاة تجاه الحياة بل تجاه العيش ايضا .! على الرغم من كل شيء في الاخير تبقى المعرفه واستقلالية العقل والقرار هي من تحرر الانسان وتعطيه القوه، التي من خلالها نكتسب الحياة ونقدر الموت ونضع لأنفسنا الحصانه والقيمه في كيفية وجودنا ونهايتنا ايضا كي لا نقطع صلة الامل لأجيالنا القادمه .