المنار نيوز/بغداد
كان للمرأة العراقية المعروفة بتضحياتها من اجل الحياة دورا بارزا في ساحات القتال، ولكي يتم تسليط الضوء على هذه التضحيات فقد اقامت لجنة المرأة في وزارة الثقافة، ندوة استذكارية لشهيدات العراق وكوباني ضد داعش تحت شعار (شهيدات العراق وكوباني تسقط رجولة داعش) في فندق بغداد.
حضر الندوة وكيل وزارة الثقافة فوزي الاتروشي المشرف على لجنة المرأة وعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي ومدير عام دائرة الرصد في وزارة حقوق الانسان كامل امين، وممثل عن مكتب المفتش العام في وزارة الثقافة ضياء حسن وجمهور غفير من منظمات المجتمع المدني والمهتمين.
ابتدأت الندوة بكلمة وزارة الثقافة التي القاها السيد فوزي الاتروشي قائلا (مرحبا بالانوثة التي تتجاوز الرجال بأشواط لتعيد المجتمع الى توازنه الطبيعي، مرحبا بالقوة الناعمة التي تفل الحديد) مشيرا الى ان للمرأة دور رئيس في بناء المجتمعات منذ آلاف السنين. مشيرا الى ان لهذا السبب يتهيب داعش من المرأة العراقية من امية الجبارة ومن سميرة النعيمي وغيرهُنّ، ومن نساء كوباني اللواتي جعلن ارهابيي داعش يتساقطون كأوراق الخريف. لافتا الى خطر داعش الجسيم على البشر والحجر والزرع والضرع والاخضر واليابس, وعلى مجمل الحضارة البشرية، قائلا (ولأن لا احد مستثنى من خطره فان الاصطفاف الوطني والاقليمي والدولي بنسائه ورجاله واجب ومسؤولية امام الله والوطن والناس جميعا. واثنى في كلمته على نساء كوباني اللواتي قدمن تضحيات لامثيل لها قائلا (ان عطاء المرأة المقاتلة الكوردية في مدينة (كوباني) وتحديها الذي فاق التصور لفلول هذا التنظيم الظلامي والذي اصبح صورة متلفزة على نطاق العالم كله رسالة للجميع متعددة الاتجاهات تثبت اولا ً ان النساء لسن فقط الجنس اللطيف وانما ايضا ً القوة الهائلة لدحر عنف الذكورة والرجولة الداعشية الفارغة. وتثبت ثانيا ً مدى تجني بعض الفقهاء على آمالها وتطلعاتها وامكاناتها من خلال مرويات تاريخية وفقهية نزعوية ورغبوية لا علاقة لها بالواقع المعاصر بما فيه من حقائق دامغة ومعطيات وبيانات تؤكد ان الانسان ليس بجنسه بل بذاته وارادته وقدراته الخارقة هو المحك والعامل المعوّل عليه في بناء الحضارة )
ثم ادارت الندوة رئيسة لجنة المرأة في وزارة الثقافة اغادير مهدي حيث قالت (ليس غريبا ان تتصدى كل فئات المجتمع في العراق وسوريا لجرائم داعش الشنيعة التي ضربت المجتمع بمختلف اديانه وطوائفه دون استثناء) مشيرة الى لجوء المرأة في هذين البلدين الى حمل السلاح لتكون عونا للرجل في القوات المسلحة وافواج المتطوعين لتسجل موقفا مشرفا ضد داعش.
فيما قدمت د. بشرى العبيدي عضو مفوضية حقوق الانسان ورقتها للحديث عن نساء العراق في كل الازمان واختيارها مواجهة الموت دون خوف. مشيرة الى حقيقة دامغة اثبتتها سنوات الحروب وهي ان المرأة تعدّ مصدر قوة ونقطة ضعف في آن واحد للرجل و لذا يضعها العدو بالمرصاد ليضرب بها المجتمع من الاساس.
اضافت د.بشرى الى ان (ما يجري اليوم في محافظات العراق من ممارسات عنيفة وبشعة على يد عصابات داعش الارهابية وكذلك العمليات الارهابية التي استهدفت كل مدن العراق واهله, نقول هذه الازمة اكثر من عانى من قسوتها وبشاعتها هي المرأة.
واستذكرت ان المرأة الكردية في كوباني سجلت تاريخا مشرقا ورسمت صورة مختلفة للمرأة الكردية المقاتلة تناقلتها وسائل الاعلام عبر العالم, ان تسليط الضوء على نساء كوباني البطلات وهن يرددن ((هذه ارضنا , فأن لم نحارب من اجلها من سيحارب عنّا؟؟)) بعد ان قررت ترك ميدان القتال بالعِلم الى ميدان القتال بالبندقية في وجه تنظيم داعش الارهابي انما يرفع منزلة المرأة الكردية اعلاميا وعلى ارض الواقع لتتشكل بعد ذلك الآلاف من النساء في صفوف القوات الكردية وقد انشئت كتيبة خاصة للنساء وتوسعت حتى اصبحت تضم اكثر من 10 آلاف امرأة مقاتلة لعبن دورا اساسيا ورئيسيا في المعارك الدائرة في كوباني ضد داعش .
واختتمت د.بشرى العبيدي ورقتها بتوجيه تحية للنساء المقاتلات المضحيات رافعة شعار (( لن تُهزم أمّة نساؤها كنساء العراق وكوباني ))
ثم قدم السيد كامل امين مداخلة شكر فيها لجنة المرأة لنشاطاتها التي تعري الارهاب وتسلط الضوء على تضحيات النساء، مشيرا الى جرائم داعش البشعة في القتل والتهجير والاغتصاب وفرض الولاء لهم، مقدما احصاءات بالارقام عن اعداد النازحين من كل الاديان في العراق واعداد السبايا واللواتي تم اغتصابهن واعداد المحتجزات.
وكانت مداخلات لعائلة الشهيدة امية الجبارة والسيد رائد فهمي مشيدين بالندوة التي قدمتها لجنة المرأة. فيما اشار السيد رائد فهمي الى ان الفعالية تحمل ابعادا مختلفة فقد اجتمعت خلال مجرياتها عناصر متقاربة والتي تعكس ترابطاً موضوعياً هي لقضية المرأة وقضية الثقافة وقضية حقوق الانسان. مشيرا الى ان هذا الترابط ليس عفويا وانما متأصل في قضايا المجتمع والمرأة حيث هناك تجاوزات على حقوق المرأة وحريتها، مؤكدا على ضرورة انتشار مثل هذه الفعاليات الى مديات اوسع وفضاءات اخرى من اجل كسر الحواجز الفكرية والجدران العازلة داخل الأدمغة التي تعبر عن مواقف اجتماعية مرفوضة ينبغي ايقافها ودحرها.
فيما ارسل احد سكنة دهوك وهو الناشط السياسي المستقل شمدين جميل بيداوي كلمة بالمناسبة القيت من قبل عضو لجنة المرأة (تضامن عبدالمحسن) جاء فيها (ان تغيرات الشرق الاوسط وتحولاته قد طالت دولا عربية عديدة من بينها سوريا والعراق فكان لابد للكرد في (غربي كردستان) من استقبال واستيعاب المتغيرات الجديدة، اذ تمكن الكرد وبوتيرة مسرعة من رص الصفوف فانبثقت وحدات حماية الشعب (YPG) في منتصف عام 2012 التي انضم اليها بداية رجالا ونساء كرد وبتسارع الاحداث تشكلت وحدات حماية المرأة (YPJ ) في نيسان من عام 2013 التي انضمت اليها الاف النسوة الكرديات.
وفي ختام الندوة قدمت لجنة المرأة شهادة تقديرية للدكتورة بشرى العبيدي عن دورها المتميز في قضايا حقوق الانسان.