منار الزبيدي
قبل اكثر من عام ذهب زوجها الى عمله في بغداد دون عودة , فقدت اخباره وبعد فترة عاد ولكن جثة هامدة اثر عمل ارهابي حسب ما رواه شهود !!! فحكم عليها بالحياة الصعبة مع ثلاثة اولاد لتكون ارملة دون معيل في ظروف معيشية صعبة , هذه ببساطة قصة الارملة اسماء حمزة 28 عام وهي تسكن محافظة الديوانية التي حصلت على منحة من الصليب الاحمر بمقدار مليون وخمسمائة الف دينار فاخذت اسماء بعمل المنتجات الغذائية في منزلها وبيعها للناس بعد الطلب كون المطاعم رفضت استقبال بضاعتها الا بترخيص من الصحة “الصحة لاتعطي للاشخاص فقط للمعامل “, وتبين “بعد حصولي على المنحة “استطعت ان اشتري ثلاجة ومجمده وخلاط كهربائي وفرن كهربائي وادوات اخرى , وهي تحصل خلال الاسبوع على مبلغ 50 دولار “هذه الاموال تسد مصروف اولادي ومعيشتي البسيطة” ولكن يبقى طموحها انشاء معمل اهلي لصناعة المنتجات الغذائية وتوظيف شقيقاتها وصديقاتها المعوزات.
وتؤكد “رغم الماسي وفقر الحال قبل المشروع الا انني عاهدت نفسي الا احرم اولادي من مدرستهم وان اجاهد في العمل لضمان مستقبلهم ” فهي لاتريد ان يكون مصيرهم كمصيرها بعد ان اضطرت وهي صغيرة لترك الدراسة ,
وكانت اللجنة الدولية للصليب الاحمر قدمت خلال برنامج عملها في العراق منح مالية سلمت الى 110,000 الف شخص من عموم العراق لمساعدتهم على شراء الاحتياجات الضرورية او القيام بمشاريع صغيرة مدرة للدخل بحسب انطوني ابي نادر مندوب الصليب لمحافظات الفرات الاوسط الذي اوضح لعراقيات ” اذا كانت المستفيدة مسؤولة عن إعالة عائلتها بعد وفاة زوجها أو فقدانه أو احتجازه نتيجة النزاع المسلح وعمليات العنف و لم تتلق اي دعم، يمكننا مساعدتها في إطلاق مشروع صغير يمكنها من جني المال و تغطية احتياجات عائلتها وتشمل تلك المشاريع (الخياطة , دكان بقالة صغير,صالون حلاقة/تجميل , الطبخ والمنتجات الغذائية ,الخبز في البيت , كما يمكن اقتراح مشاريع اخرى حسب الحاجة والمقدرة “
ويشير الى ان تنفيذ العمل تحقق بالتنسيق مع حكومة الديوانية من خلال جمع البيانات عن النساء المعيلات لاسرهن والاكثر ضعفا في المجتمع .
وكانت اللجنة الدولية للصليب الاحمر – بعثة العراق قد صرحت في وقت سابق ان الكثير من النساء في العراق يواجهن تحديات في ما يتعلق برعاية أُسَرهُنَّ وكسب الدخل والمشاركة في الحياة الاجتماعية والمهنية. ومنذ اندلاع أعمال العنف بعد عام 2003، تزايدت مخاطر وقوعهن بين تبادل النيران، ما أدى الى مقتلهن أو جرحهن أو طردهن من منازلهن. ومع مقتل أزواجهن أو غيابهم، وقع وزر رعاية العائلة فجأة على أكتافهن.
وفي عمل انساني اخر فان الصليب كانت قد بادلت 15,000 رسالة سلامات بين المحتجزين وزوجاتهم او اسرهم ممن تعذر التواصل بينهم لبعد المسافة او غيرها من الاسباب لإعادة الروابط العائلية بين الأفراد المعتقلين و ذويهم عن طريق رسائل الصليب الاحمر و سلامات
اضافة الى ذلك فقد زارت اللجنة 300,000 محتجز للوقوف على نوع المعاملة المقدمة لهم وان الظروف التي يعيشيوها داخل اماكن الحجز تتوافق مع مبادئ القانون الدولي لحقوق الانسان ,يبين ابي نادر ,
وكانت سمية الكعبي (44 عام) تسكن محافظة الديوانية فقدت الاخبار عن زوجها الذي ذهب الى اقليم كردستان من اجل السياحة “وهي ليست المرة الاولى ” ولكنه لم يرجع ولم تسمع عنه أي اخبار “فقدت الامل في الوصول اليه ” وقالت لعراقيات “لم اكن اتوقع ان يكون هناك من يهتم بامر شخص محتجز رغم اني اعلم انه في الاقليم لكني لم استطع التواصل معه وتخوفت من التحرك بهذا الشأن ,فالتزمت الصمت والحزن القاسي ,ولكن بادرة الامل تحققت عندما اتصل بي شخص من جهة الصليب الاحمر واخبرني بانه يحمل لي رسالة من زوجي المحتجز لاكثر من عام وانه سياخذ مني رسالة له , الامر الذي اعادة الحياة الي وطمأنني بانه على قيد الحياة ” الان ارتحت وواثقة باني اذا اردت شيئا بهذا الموضوع لن التجيء الا لهذه المنظمة التي اهتمت لامرنا اكثر من الدولة الراعية لمواطنيها “
وبحسب ابي نادر فان اللجنة الدولية تدعم السلطات العراقية في جهودها الرامية إلى الكشف عن مصير الأشخاص المفقودين نتيجة الحرب العراقية الايرانية و حرب الخليج عام (1990-1991) وتقديم إجابات لعائلاتهم مبينا ان الدعم يسير باتجاه الحوار و تبادل المعلومات بين البلدان المعنية و توفير التدريب في مجال الطب العدلي و تدريبات أخرى ذات صلة للمؤسسات العراقية و تسهيل مهمات الحفر المشتركة و تسليم الرفات البشرية وبذلك حصلت على مئات الرفات البشرية ,
الهدف والنتائج من برنامج اعادة الروابط العائلية
يشير ابي نادر الى ان إعادة الروابط العائلية مصطلح يغطي مجموعة واسعة من الأنشطة تهدف جميعها إلى التخفيف من آلام انفصال الأحباء عن بعضهم البعض , وهو ماقدمته اللجنة الدولية لسنوات عديدة ضمن اطار الخدمات الانسانية الأساسية بهدف اعادة الروابط العائلية, فقد تسنى لها جمع شمل أعداد لا تحصى من الأسر و تنظيم تبادل الاخبار العائلية، و الكشف عن مكان وجود أشخاص في مختلف ارجاء العالم و تسجيل الأطفال و البالغين للحيلولة دون اختفائهم. اضافة الى تنسيقها مع السلطات الوطنية لجمع المعلومات عن الاشخاص الذين لقوا حتفهم او باتوا في عداد المفقودين من اجل إدارة هذه المعلومات و إيصالها.
يذكر ان اللجنة الدولية للصليب الاحمر التي بدات برنامجها لمساعدة الناس في العراق قدمت برامج انسانية مختلفة مثل توفير المياة لاكثر من 700,000شخص متضرر من النزاع بعد ان اهلت وبنت اكثر من 70 نظام من امداد المياه,كما وزعت المواد الغذائية والصحية واوعية المياه والبطانيات وادوات الطبخ والمواقد لاكثر من 700,000 نازح ,
قدمت ايضا المساعدة في مجال الرعاية الصحية ل450,000 شخص من خلال دعم المرافق الطبية بالمستلزمات والمعدات الطبية وحملات التطعيم وخدمات التاهيل البدني , ولم تغفل جانب التطوير في جانب القانون الدولي الانساني حيث نظمت دورات لتدريب 500 فرد من منتسبي القوات المسلحة العراقية والكوردية وايضا زعماء العشائر والاكاديميين , ولم تغفل جانب تدريب الكوادر الطبية المتطوعة التي التحقت بقوات الحشد الشعبي كفرق طبية “التدريب شمل كيفية حماية انفسم من المخلفات الحربية “خاصة بعد ان وقع منهم عدد من الضحايا.
المصدر /مجلة عراقيات