المنار نيوز/عراقيات/منار الزبيدي
تمارة ياسين حمزة (18 سنة) من أوئل الفتيات اللواتي تلعبن الكابادي في الديوانية. نالت لقب افضل لاعبة عراقية في بطولة المحبة والسلام في العراق.
لم تتوقف طموحاتها عندما حرمت من المشاركة في بطولات تونس ولبنان بل زادها ذلك اصرارا وتحديا لمواصلة مشوارها الرياضي الذي انطلق منذ ست سنوات، وتعددت مشاركاتها في البطولات العراقية لتنال العديد من الجوائز المحلية وهي تطمح الآن لأن تحمل اسم العراق في البطولات الدولية.
رغم شغفها بالرياضة، إلا أنها لم تهمل دراستها، فهي متفوقة في تخصصها الادبي وتأمل بعد تخرجها أن تدخل كلية التربية الرياضية.
متى بدأت مشوارك الرياضي؟
منذ كنت في الصف الاول متوسط، تم اختياري من قبل المشرفة على نادي الكابادي النسوي الحالي، بعد ان جاءت لمدرستنا وطلبت من المديرة ان ترشح بعض الطالبات المناسبات لاشراكهن في الانشطة الرياضية النسوية في المحافظة. بدأ مشواري الرياضي بلعب كرة القدم وكرة السلة وألعاب القوى “ساحة وميدان”. وفي عام 2015، بدأت أمارس رياضة الكابادي.
كيف ترين الرياضة النسوية في العراق؟
بالنسبة للرياضة النسوية في العراق، هي موجودة في المناطق التي توفر حيزا من الحرية للفتيات لممارسة الرياضة المفضلة لديهن، فمثلا في محافظات الديوانية والمثنى والنجف والمناطق الجنوبية الاخرى، هناك تضييق على الرياضة النسوية بسبب الطبيعة الاجتماعية لهذه المحافظات التي تتجاهل دور المراة في الرياضة وترفض فكرة وجود فتاة رياضية، بل احيانا بعض العوائل تستحي ان تمارس بناتها الرياضة ! بينما في مناطق بغداد وبابل وغيرها شمالا، لا نجد تلك المحددات، فزميلاتنا الرياضيات هن اكثر تحررا، علما ان بعض الالعاب يرفضها مجتمعنا بشكل كبير والكثير من الفتيات الرياضيات الموهوبات حرمن من ممارسة الرياضة بسبب منع الاهل وخاصة الاباء والاخوة.
غالبا ما توصف المرأة بأنها ضعيفة لا تقوى على ممارسة الرياضة العنيفة ماذا تقولين في ذلك؟
هذا ليس صحيحا، فالمرأة ليست ضعيفة بل تملك الكثير من القوة والشجاعة والاستعداد البدني وهي ذكية بمقدار كبير، لكن أغلب النساء يفتقدن الى الارادة والتحدي، فيتنازلن عن طموحاتهن وأحلامهن بسهولة. إلا ان هذا الامر ليس قاعدة مطلقة، فهناك نساء تحدين الواقع والمغريات من أجل تحقيق احلامهن وبلوغ الهدف لان ذلك ليس بالامر السهل بل يستوجب تضحية كبيرة. أعود لأشدد على أن المراة لا تختلف عن الرجل فكلاهما يملكان جسدا وعضلات فلماذا دائما تعطى صفة القوة للرجل ولا تعطى للمراة؟ لهذا كنت من أوئل الفتيات اللواتي التحقن بفريق الكابادي النسوي والآن ابحث عن قاعة حديد لتدريب النساء ولكن للاسف لا توجد في محافظتنا، علما ان الكابادي لعبة قوية وعنيفة نوعا ما ولذلك احببتها.
هل يمكن ان تحدثينا عن تجربتك مع الكابادي؟
بدأت بممارسة لعبة الكابادي وهي أشبه بالمصارعة خلال عام 2015 واشتركت في بطولاتها حتى حصدت لقب أفضل لاعبة في بطولة المحبة والسلام، بعد ان فاز منتخب الديوانية للكابادي النسوي بفارق كبير على بغداد وديالى وكركوك.
لماذا اخترت لعبة الكابادي تحديدا؟
أحببتها لانها لعبة جديدة وتتميز بالقوة وروح التعاون، كما أن فيها شيء كبير من التحدي والشجاعة. حاولت من خلالها ان أوصل رسائل للجميع بأن المراة العراقية قادرة على ممارسة أصعب وأعنف رياضة وانها لا تقل شأنا عن الرجل، رغم الاصابات التي قد تصاب بها خلال الرياضة، كما اردت ان اثبت أن فكرة القوة والشجاعة المقترنة بالرجل دون المرأة هي فكرة خاطئة. وأنا الان مصرة على مواصلة الكابادي مع زميلاتي.
ماهي أبرز التحديات التي واجهتك خلال ممارسة الكابادي؟
تحدي المجتمع هو من أبرز الصعوبات التي واجهتني، خاصة فيما يتعلق بمسألة الدخول والخروج من المنزل وكذلك قضية الحجاب. لهذا الرياضة النسائية صعبة جدا بسبب تحفظ المجتمع وعدم اعطاء الاهمية والقيمة لها. وعلى الرغم من انني امارس الرياضة منذ ست سنوات ما بين كرة القدم وكرة السلة والعاب القوى، الا انني عانيت كثيرا في بداية الامر حتى أمارس الكابادي، فوالدي واخوتي الكبار واقاربي جميعهم كانوا معارضين لذلك، الا والدتي التي شجعتني ودعمتني لأواصل مسيرتي الرياضية من خلال الكابادي، لانها بالاصل رياضية وكانت تلعب “ساحة وميدان ” ولذلك تفهمت اختياري.
بالاضافة الى رفض الاهل والمجتمع، فهناك تحديات اخرى تتعلق بالدعم المادي واللوجستي للمرأة الرياضية، فنحن نفتقر لقاعات مناسبة للتدريب وغالبا لا يكون اهتمام الحكومة المحلية بالمستوى المطلوب، فنلجأ اما للتدريب بقاعات الشباب عند فراغها او اثناء تدريبهم بعد أن تقسم القاعة لقسمين.
هل حصلت على جوائز دولية او محلية خلال مسيرتك الرياضية؟
رغم اني قضيت سنوات في ممارسة الرياضة، فلم احصل على جائزة دولية بسبب حرماني من قبل والدي من السفر خارج العراق للمشاركة في البطولات الدولية ولكني حصلت على جوائز محلية، من خلال مشاركتي في مسابقات داخل العراق.
هل ستواصلين المسيرة حتى لو واجهتك الصعاب؟
سأواصل بالتاكيد، فقد اصبحت اكثرة قوة بفعل تجربتي مع الكابادي. وحتى لو منعت من الخروج لممارسة الرياضة، فأنا مليئة بالتحدي والارادة. سابقا، تحديت اسرتي بتفوقي في دراستي كوسيلة للضغط وقد نجحت في الاخير، لذلك سمحوا لي بممارسة الرياضة التي احب وابدعت فيها. لكني أتأسف لمصير بعض الزميلات اللواتي تخلين عن الرياضة بسبب ضغوطات الاهل والزواج. ولو خيرت بين الزواج والرياضة، فلن اختار سوى طموحي الرياضي .
كيف استطعت ان توفقي بين الرياضة والدراسة ؟ وماهو شعارك في الحياة؟
غالبا ما اوفق بين الدراسة والرياضة وانا متفوقة بدراستي لاني اطمح بعد تخرجي من الثانوية هذا العام ان أدرس في كلية التربية الرياضية. أما شعاري فهو “بالمقاومة والصبر نصيب الهدف“!
ماهو طموحاتك؟
أريد أن أصبح لاعبة مشهورة ومن ثم مدربة متميزة تؤسس لحركة رياضية نسوية فاعلة، فانأ حوربت كثيرا ولكني كنت مستعدة للتضحية من اجل الرياضة. أطمح حاليا إلى أن ارفع العلم العراقي في بطولة آسيا.
– See more at: http://iraqiyat.org/full-detail.aspx?id=3762&LinkID=21#1