سلمى عبد القادر سيدة كردية أكملت (120 عاما) من عمرها ما يجعلها اكبر معمرة في العراق، ونظرا لكون الأمر غير قابل للتصديق فأن الحكومة لم تصدق بقاءها على قيد الحياة في الوثائق الرسمية لذلك قامت بقطع حصتها التموينية الشهرية.
وعلى الرغم من عدم إعلان إحصاء رسمي عراقي شامل يحدد اكبر معمر في البلاد، إلا أن وسائل إعلام عراقية نشرت في تموز (يوليو) الماضي خبر وفاة اكبر معمر عراقي يدعى (جرجيس حمادة) عن (119) عاما، وان ثبت ذلك فان سلمى تعتبر الآن اكبر معمرة في العراق.
وتحمل هوية الأحوال الشخصية لسلمى تاريخ الأول من تموز عام 1897 كيوم مولدها لكن أحفادها يقولون إنها اكبر من ذلك بكثير، تملك سلمى 150 حفيدا من خمسة ابناء وثلاث بنات حيث شهدت أبناء أحفادها وبنات بناتها فيما توفي زوجها قبل (41) عاما كما فارق ثلاثة من أبنائها الحياة أيضاً.
وتقيم سلمى في قرية قلبزة في ناحية وارماوا التابعة لمحافظة حلبجة، وهي مع ذلك لا تعاني من أي مرض مزمن وتتناول جميع الأطعمة ولا تزال تتذكر تفاصيل جميع الأمور، ولكنها أصبحت ثقيلة السمع قليلا.
وقال فاروق رستم حفيد السيدة المعمرة لـ”نقاش”: “تسير جدتي يوميا في المنزل وفي الباحة وحتى الزقاق ولا تزال تتمتع بالقدرة على الحركة وتؤدي صلاتها على أكمل وجه، حتى أنها تمكنت من صيام شهر رمضان الماضي”.
واضاف رستم: “لقد قل كلامها كما ثقل سمعها بسبب كبرها في العمر، الا انها لا تعاني من اي مرض، وقد أجرينا لها فحوصات لها قبل اشهر وهي بحال جيدة من الناحية الصحية ولا تعاني من أية أمراض مزمنة كضغط الدم والسكري اللذين يصيبان كبار السن”.
وتابع: “قليلا ما أخذناها الى المستشفيات او أصيبت بأمراض، الا انها تصاب كل عام بالأنفلونزا والقحة مرتين او ثلاث مرات في العام واجلب لها الأدوية بنفسي ثم تشفى بعد ذلك ولم تبق حتى الآن في المستشفيات لساعة واحدة”.
وذكر حفيد سلمى ان جدته لا تزال تتذكر كل شيء وأنها فقدت كثيرا من أعزائها، الا ان ايا منهم لم يكن مثل فقدان احد أبنائها الذي كان عنصرا في قوات البيشمركة إذ لم تنس حتى الآن الم فقدانه.
عند التحدث الى المرأة المسنة لا بد من التخاطب معها بصوت عال وإعادة بعض الكلمات أكثر من مرة لذلك لم يتمكن مراسل “نقاش” من توجيه الكثير من الأسئلة إليها.
فعن عمرها قالت سلمى: “حتى نفسي لا اعلم كيف لا أزال على قيد الحياة، فقدت الكثير من الأعزاء وحزنت عليهم كثيرا”.
وأضافت: “كان ابني رستم عنصرا في البيشمركة، وفي الثمانينات عاد الى البيت في إحدى الليالي سرا ومعه عدد من رفاقه البيشمركة وقد أعددت لهم الطعام، ثم ذهب الى الجبل ولم أره بعد ذلك الى ان اخبروني بوفاته”.
يؤكد حفيدها فاروق رستم: “تقول جدتي انها سمعت ان عمرها أكثر من ذلك، حتى انها تتذكر جيدا متى اصدروا لها هوية الأحوال الشخصية لأول مرة حيث كانت تلعب بين الأطفال”.
عمر سلمى غير قابل للتصديق لدرجة ان وزارة التجارة العراقية قامت بقطع حصتها التموينية الشهرية، اذ لم يصدقوا ان يكون هناك شخصا لا يزال على قيد الحياة وهو في مثل ذلك العمر، وعندما تروي سلمى سيرة حياتها لأحفادها تتذكر معظم الأحداث التاريخية خلال المئة عام الماضية وهي شاهدة على الحربين العالميتين والثورات التي اندلعت في كردستان كثورة الشيخ محمود الحفيد التي قامت خلال العشرينات من القرن الماضي.
وبحسب تقصي أحفاد سلمى فانه لا يوجد في العراق شخص آخر في مثل عمرها حتى أنهم يذهبون أكثر من ذلك ويتوقعون عدم وجود أشخاص في مثل عمرها في العالم أيضاً.
الإعلام العالمي تناول في شهر أيار (مايو) الماضي وفاة اكبر معمر وهو رجل اندونيسي يدعى (سوديميديغو) عن عمر ناهز (146 عاما) وكان الرقم القياسي السابق مسجلا باسم سيدة فرنسية تدعى (جين كامون) عن عمر (122 عاما).
ويقول أحفاد سلمى إنهم حاولوا مرارا دون جدوى التواصل مع حكام كتاب غينيس للارقام القياسية، فهم متأكدون من ان الفحوصات الطبية والتحقق من الوثائق الرسمية قد يجعل عمر جدتهم (130 عاما) كما يقدرون ما سيجعلها اكبر معمرة في العالم لا تزال على قيد الحياة.
م/www.niqash.org