المنار نيوز/الديوانية /تحسين الزركاني
… لم تكن غرفة المواطن، تحسين محسن كريم (71 سنة)، في دار المسنين بمدينة الديوانية، تشبه باقي الغرف في ترتيبها وعطرها، على الرغم مما يعانيه من أمراض مزمنة ووضع صحي صار يتردى مؤخرا بسبب الشيخوخة كما كان يعتقد.
لكن وفد عدد من أطباء الاختصاص في المحافظة، الى دار المسنين في حملة أطلقوها لدعمهم، تعويضا لهم عن حرمان الأسر وتعب السنين، وفاءاً لدورهم في صنع الحياة، طمأن تحسين وباقي زملائه، بعد الكشف السريري الدقيق الذي أجروه لهم لتشخيص حالاتهم المرضية.
ويقول محسن، إن “كبر السن وأمراض الشيخوخة اقلقتني كثيرا في الأيام الماضية، على الرغم من محاولاتي عدم الركون اليها، فطوال الوقت أرتب في غرفتي وأداري نباتات الظل لتنقية الهواء فيها، لكني كنت أصاب بالإعياء والتعب”.
ويوضح المسن أن “وفد اطباء الاختصاص في دائرة صحة الديوانية، أجرى لي وباقي نزلاء دار المسنين، العديد من الفحوصات السريرية في غرفنا، وطمأنني وغيري على صحتنا، ووصفوا لنا العلاج وصرفوه لنا فورا، ليعوضوا علينا حرمان حنان الاسرة، الذي فقدناه بسبب قسوة الابناء”.
وفي غرفة أخرى من الدار جلست النزيلة، فوزية جعفر (58 سنة)، بلهفة لتكشف عليها طبيبة الاختصاص في الامراض النسائية، التي سبق وأن أعطتها ورقة مراجعة مجانية خاصة بالعيادة، في حال ساءت حالتها الصحية.
وتقول جعفر، إن “عدة أمراض مزمنة أعاني منها، وشحة أدويتها تزيد علينا العبء، لكن وفد الاطباء خفف علينا الوطأة، بتوفيرها لنا، كما أن طبيبة النسائية، التي كانت قد أعطتني ورقة مراجعة مجانية خاصة بعيادتها، لأراجعها متى ما تدهورت حالتي الصحية، أجرت لي الكشف السريري في غرفتي، وكتبت العلاج الذي صرف لي فورا”.
وتشير النزيلة إلى أن “الحالة النفسية والمعنوية التي شعر بها معظم نزلاء الدار، عند معرفتهم بزيارة الوفد الطبي، ارتفعت كثيرا وشعر الجميع بأن هناك من يتفقدهم ويحرص على صحتهم وسلامتهم”.
من جانبه يوضح مدير عام دائرة صحة الديوانية، الدكتور عدنان تركي علوان، أن “دائرة صحة المحافظة خصصت مفرزة طبية خاصة لدار المسنين، تقوم على تقديم الخدمات الطبية والعلاجية على مدار الساعة للنزلاء”، ويلفت إلى أن “مبادرة الاطباء الاختصاص في دائرة الصحة، بتشكيل فريق طبي بجميع الاختصاصات، لمعاينة النزلاء في غرفهم لتحسين حالتهم النفسية وإشعارهم بأن هناك من يهتم بهم ويسهر على صحتهم وراحتهم”.
ويبيّن علوان أن “الية خاصة وضعتها دائرة صحة المحافظة، بتوفير العلاجات والادوية خاصة الشحيحة منها، الخاصة بالأمراض المزمنة، من المؤسسات الصحية، وان تعذر وجودها فتحنا باب شرائها من المذاخر الاهلية لتأمينها الى نزلاء الدار، المصابين بالأمراض المزمنة”.
بدوره يقول طبيب اختصاص جراحة العيون، الدكتور حسنين عباس السعيدي،، إن “الغاية من الزيارة تعويض من ربونا وتعبوا علينا في الصغر وكان لهم الفضل في أن نصبح ما نحن عليه اليوم”، ويشير الى أن “نظرة المجتمع الشرقي الى دار المسنين “دونية”، للأسف، حيث ينظر اليهم البعض على أنهم من الدرجة الثانية، بخلاف الواقع الذي يقدره المجتمع الغربي لهذه الشريحة المهمة في بناء المجتمعات”.
وتابع السعيدي أن “دور المسنين في الدول الاوربية، تعد كفنادق الدرجة الاولى، يأتيها النزيل رغبة منه لا اكراها”، ويعرب عن أمله “في أن يصل العراق الى هذه الدرجة من الاهتمام والرعاية لحث كبار السن في الاستفادة من الدار والخدمات فيها”.
بالمقابل أوضحت مديرة دار المسنين في الديوانية، فيان معن، أن “الدار ايوائي للمسنين يوفر جميع الخدمات الطبية والنفسية والفندقية والترفيهية الى نزلائه على مدار الساعة، كونهم بحاجة ماسة الى الرعاية والاهتمام”، وتثني على “التعاون التام الذي تبديه دائرة صحة المحافظة والاطباء الاختصاص، بتوفير المفرزة الطبية الدائمية في الدار، وتوفير العلاجات اللازمة للمرضى منهم”.
وكانت إدارة الديوانية، دعت في (13 تموز الماضي)، وزارة الصحة الى دعم ورعاية المسنين، وتوفير الخدمات الطبية والصحية مجانا الى المحتاجين للرعاية منهم.
وكان ناشطون ومسؤولون ومدراء دوائر حكومية في الديوانية، أعلنوا الجمعة (10 تموز الجاري)، عن اطلاق حملة (الديوانية بيتنا)، لتعزيز التكافل الاجتماعي ودعم الايتام والفقراء وكبار السن خلال شهر رمضان.