غير مصنف

أعداء السلام يدعون السلام

 الكاتب /هشام الطيب

رغم كل هذا الذي يحدث من حروب ودمار وارهاب تبقى الامم تتبادل الحب والاخاء والمساعده هذا فكرة تمثلت على نحو واقعي حينما اعلن يوم 20\9 من عام 2003 يوم السلام العالمي ضد الحروب خرج في هذه المناسبه الملايين من الناس من مدن العالم وما يقارب عشرات الدول من قارات الكوكب باجمعها طالبو بوقف الاشتياح والاحتلال والارهاب والكثير منهم رفعو شعارات؛ لا للحرب ؛”نعم للسلام”الحرب ليس باسمنا “,ان قتل الابرياء ليس حلاً,”لم تتوقف صيحات وشعارات اولئك الغاضبون والرافضون للقتل والدمار لكنها اعلنت وللمرة الاولى بتوحد الموقف الانساني انه موقف انساني وكوني بات يتشكل بقوه وبالضد من ممارسات امبرياليات قديمه يمارسها قوميون وعقائديون والخ ، وبدأت تُحدِث نفسها وكانها عمليه الكترونيه للقتل والاشتياح وحديثه باصولياتها المتشدده لأعادة بعث اوهام السيطره على العالم حتى وان جائت هذه المره بذرائع عطوفه محبه للاخرين كما تدعي اليوم.وهذا بدأ يشيرالى وجود دعوه جاده لصياغه جديده لمفهوم “النزعه الانسانيه وأتفاق كوني تضامني على مايهدد البشريه من ويلات الحروب والدمار , حتى محاولات تنظيم عمليات الهجره واللجوء وانفاق المساعدات الى المجتمعات المتضرره وعروضهم للمتضررين بالعيش في بلدان مختلفه له دور مهم في الانسجام العالمي .حيث يكشف احد التقارير الدوليه ان عدد المهاجرين في العلم يعادل 27% من سكانه , يشير كل ذالك الى وجود دعوه جاده لصياغه جديده لمفهوم “النزعه الانسانيه” وما يؤهل الدافع لتكريس ابعاد هذا المفهوم ومنحه قدرا من التحقق , جوانب اخرى اهمها عديد الأتفاقات والمقترحات الداعيه الى بناء منهج مغاير في العلاقات الدوليه قائم على التصدي للأزمات الكبيره وحلها عبر قرارات تشترك فيها جميع الدول . وبزوغ تعاطف انساني غير مسبق وغير رسمي لكثير من الازمات تلك التي يمر بها العالم في بعض مواقعه وأثاره مايوحي بأنشاء عقد انساني جديد وفق معايير عالميه هم يريدوها تتجاوز حدود الثقافه المختلفه والمتباينه خاصه في ظل ظهور مجتمع حديث سمي بمجتمع المعلومات العالمي ساعدت على تشكيله الثوره الاتصاليه والمعلوماتيه التي تغلبت على قيود الاتصال ومعوقات فرص التعرف على الاخر والحوار معه . من هنا يبدو ان ما يجري من احداث في عالم اليوم لم تعد افعالا ينظر اليها بشكل مستقل بل بهاجس مشاركه انسانيه متضامنه مع طبيعة الحدث ونتائجه تغذيها كثير من الطروحات في سعيها لتجاوز ما هو صدامي و تتقدمها حورات الانفتاح على الاخر لغرض التقاء قنوات التعبير الثقافي والسياسي والاجتماعي وتعضيد اتجاه يقوم على وحدة ما هو انساني بأثر وعي عالمي لافت للنظر الامر الذي قد يشكل طورا حضاريا جديدا تتحد خلاله صور المجتمع العالمي في القرن الواحد والعشرين لكن بطريقة فرض السيطره التامه بمقابل التعاون على حل الازمات التي هي من صنع دول متطوره ومبادره دوما للتعاون لكن بأغلب الاحيين بطرق غير جاده والاجابه الاخيره تبقى معلقه شرط ان تنتهي ازمة الارهاب الكبرى في ظل هذا الدعم الكبير لمواجهة الارهاب والتطرف وهل سينتهي فعلا مع هذه النوايا ام هنالك انعطافات اخرى

زر الذهاب إلى الأعلى