الطب طموحي منذ الصغر……..الوضع الأمني والعرف العشائري.. طاردان للأطباء!!
المنار نيوز/الديوانية/حاورته/ هدى الربيعي
شخصية ديوانية وطبيب شاب، من الأطباء القليلين الذين يعملون بإخلاص من دون النظر إلى الربح المادي، من أسرة ديوانية تربوية، هو الطبيب حسنين عباس السعيدي، الذي توقفنا معه هذا اليوم في محطة يوميات مواطن.
الدكتور حسنين طبيب العيون غني عن التعريف.. لكن حسنين المواطن من هو؟
إنسان بسيط يعيش حياة بسيطة واعتيادية من أسرة تربوية دينية، وكانت الدراسة ومتابعة حسنين الطالب جل اهتمامهم لتخريجه نافعاً للمجتمع وغير مؤذٍ، فكانت تربيتهم اجتماعية دينية وأخلاقية، فكانوا يشرفون عليه حتى في الكبر بمراقبة بعض التصرفات، وحسنين متزوج من طبيبة نسائية ولديه ابنان هما جعفر وياسر .
مهنة الطب طموحك أم فرضت عليك؟
بالتأكيد هي طموحي منذ الصغر، فأسرتي أسرة مثقفة مكونة من مدرس ومدرسة، وهي تربي أبناءها على الأفضل، وبما إن الطب يمثل الأفضل في العراق، فكانت التربية والنشأة منذ الصغر على اختيار الطب مستقبلاً.
هل كنت تتوقع يوماً ما أن تكون طبيباً مشهوراً بهذه الصورة؟
لا لم أكن أتوقع ذلك، إذ كانت نيتي أن أكون طبيباً واخدم المجتمع، لكن نتيجة للإخلاص والتفاني في العمل والدراسة المستمرة والمشاركة في دورات الطب الحديث خارج البلاد ومشاهدة العمليات الحديثة التي تجرى في دول العالم مثل (تركيا , الهند , بريطانيا ,أمريكا) ارتفع المستوى الطبي عندي وعند زملائي، إلا أن الغاية تبقى ليست الشهرة وإنما خدمة الناس.
ما أصعب عملية أجريتموها وكانت تجربة صعبة؟
من أصعب العمليات التي أجريتها، عملية انفصال الشبكية وعملية قصر السائل الزجاجي.
ما سبب هجرة أكثر الأطباء إلى خارج البلاد؟
السبب هو الواقع الأمني الذي يربك الحركة الطبية في العراق وهذا الموضوع ليس في الديوانية فقط، فالديوانية جالبة للمغتربين، ولدينا الكثير من الأطباء في أمريكا والسويد والآن عينوا في الديوانية، أما المناطق الأخرى مثل بغداد وحزام بغداد والمناطق الشمالية فهي طاردة للأطباء بسبب الوضع الأمني، فالطبيب هناك يريد الأمان دائماً لأجل الإبداع.
كيف ترى مستقبل الطب في العراق؟
مستقبل باهر ومزدهر بوجود التحرر، إذ كانت في السابق هناك قيود من لدن الدولة على شراء الأجهزة الطبية وعلى تدريب الأطباء خارج البلاد على عكس ما نشهده اليوم، إذ توجد حرية كاملة، وهناك شركات عالمية أوربية طبية دخلت العراق وهي تريد تدريب الأطباء وإدخال التقنيات الحديثة.
كما أن هناك إمكانية مادية لدى الأطباء وهناك جهداً ملموساً لدائرة صحة الديوانية ووزارة الصحة على تدريب الأطباء على نفقتها الخاصة خارج البلاد على أحدث التقنيات والأجهزة الطبية المتطورة.
ما ملاحظاتك عن معاناة الطبيب؟
هناك معاناة بسبب القيود الاجتماعية والأعراف العشائرية، وهذه معاناة رئيسة، فالناس لا تفهم طبيعة عملنا، فالطبيب لا يبدع إلا بوجود إسناد مجتمعي له، نعم أنا أفهم أن الطبيب يجري العمليات الحديثة لكن الطبيب لا يقترب من قدرة الله، فهناك نسبة من الخطأ وهذا مسجّل في أنحاء العالم كله، كما أن الطبيب لا يتعمّد الخطأ لكنه غير معصوم، إذ يمكن أن أجري عملية عين مع احتمالية وفاة الشخص في أثناء العملية نتيجة ( تخدير, مضاعفات , نزف , جلطة ) لكن أهل المريض لا يفهمون طبيعة عمل الطبيب ويطالبونه بنجاح مطلق وهذه الصفة من صفات الله وحده، فعند أي خطأ يطالب الطبيب بفصل عشائري أو تتعرض حياته للتهديد وأنا من المتعرضين لمثل هذه المشكلة.
هل أنت راضٍ عن نفسك؟
لا لأني أحب أن أقدم خدمة أكثر إلى الناس، كما أحب أن أجري 12 عملية أسبوعياً لخدمة الناس، لكن قابلية المستشفى لا تسمح، إلا أنه في حال وجود مستشفى خاص بالعيون إن شاء الله فإنه من الممكن أن تكون العمليات أكثر.