المنار نيوز/الكاتب /هشام الزبيدي
كنت مدعواً لزيارة صديق مقرب لي في أحد أحيائنا الشعبية فقام بواجبه كأي رجل عراقي شيمته الكرم تحدثنا بشتى الأحاديث ،فذكر لي إن هنالك الكثير من المفقودين في محلتنا قد التحقوا في صفوف الجيش العراقي ولم يعودوا الى الآن., أثناء حديثنا سمعنا صوت بكاء وعويل أخذتنا الأصوات الى الخارج حتى استفسرنا وعلمنا بوجود خبر إستشهاد أحد المفقودين ،وقد ترك ورائه عددا من الأطفال والصبيان ..حقيقةً الموت شيءٌ مفزع ، يتوقف على حدوده أرباب الرأي وأصحاب العقول ،طال وقوفنا أمام منزل عائلة الشهيد شعرنا بالألم والحرقة في النفوس ، حتى إنفتح الباب بقوة وخرجت مجموعة نساء من بينهن زوجة الشهيد ووالدته ومن بين العويل والصراخ سمعت كلام الأم حيث تنعى وتقول (عمت عيني إن أغضبتك يوماً أو سببت لك ألماً ،أو جلبت لك المصائب في يومٍ من الأيام لكن ما في اليد حيلة ،بني الرياح تجري عكس مانشتهي ).بعثتك للجيش كي تعيل أطفالك وعيالك بشرفٍ وكرامه ،لكن من هذا الذي يحاول أن يشرك حبيب قلبه في نارٍ طاحنة إلا أننا في كثيرٍ من الأوقات مجبرون مقادون بسبب صعوبة العيش ،آه يابني كانت غلطتي بعثتك للجيش لم استطع التصرف حينها لأن الفقر داهمنا وباتت لقمة العيش بروح وثمن يفوق ثمن ارواحنا…, هذه كانت نهاية كلماتها أذا لاعجب في ذالك ولاغرابه من ردة فعل أم فقدة ابنها في مثل هكذا ظرف حقا كان موقف اليم من بين كل المواقف في حياتنا حيث كنت اشعر واعيش المي المفرط متاثرا بخطاب الام وعويلها ، برز صوت أخر اكاد ان لا اسمعه من شدة اختناقه بعبرة الفراق الابدي وأذا بها زوجة الجندي الشهيد تأن وتتفوه بكلمات كانها رساله الى روح زوجها ، أين رحلت عني ، كيف بهذه الايتام من دروب الضياع – ياالهي لماذا من احبه يتلاشى ويندثر كيف بي واني فقدت المرشد والمعين وفي نهاية كلامها قالت اريد ان ارى زوجي ـ اريد ان اراه اخر مره ..الى هنا لم استطع ان اقف اكثر لان صعوبة الموقف تحتم علي الرحيل .. في حين راودني سؤال كيف كل هذا يحدث ولم يأتيهم جثمانه الى الان حقا مصيبه في غاية الالم …. كل له نهايته وكل له يوم معلوم والحياة الناس فيها مابين مولود ومفقود وما اردت ان افلسف هذه الحقيقه لكن لكل واقعه مصيبه والمعروف ان من يموت يخسر وجوده في الحياة فقط لكن بمثل هكذا حالة هنالك خساره لكل افراد العائله لانهم فقدوا المرشد والمعين والخيمه التي تحتويهم .. لم اكتب احداث هذا اليوم لكي املئ اوراق بيضاء بل اردت ان أذكر بقول الله جل (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً)