المنار /منار الزبيدي
شيماء الجبوري، 26 سنة، فتاة سمراء من أرض سومر استطاعت ان تفك الطلاسم المسمارية لتقرأ نصوصها الحضارية القديمة. أمضت دراستها الجامعية في جامعة القادسية وحصلت على بكالوريوس آثار قديمة، تخصص قراءة المسماريات، ولها العديد من المنجزات الأدبية والعلمية التي تتعلق بتاريخ العراق، تراوحت بين كتب وبحوث ومقالات ادبية وافلام وثائقية. وهي تعمل حاليا كمعاون مدير متحف الفنون والآثار في جامعة القادسية.
كانت لنا وقفة عند تجربة هذه الفتاة المبدعة لأنها المراة الوحيدة التي تخصصت في ترجمة النصوص السومرية بمدينتها القادسية.
كيف كانت بدايتك مع ترجمه النصوص السومرية؟
بدايتي كانت بتعلم كتابة العلامة المسمارية والأحرف التي استهوتني بما تحمله من غموض، فجعلتني أبحر في عالم الحضارة السومرية وما خلدت لنا. ذلك الإبحار جعلني كربان مجنون يقود سفينته مرتبكا في ممرات البحار. وكيف لا أكون مرتبكة وأنا أغوص في تلك المدونات وما تحمله من أساطير وكتابات في الأدب والفن والموسيقى وفي علم الرياضيات والفلك وعلوم الأرض!
ما هي العوامل التي ساعدتك حتى تتفوقي في عملك؟
العمل له دور كبير في مساعدتي حيث أني اعمل في متحف يضم بين جدرانه واروقتة عبق الماضي وما يحمله من اسرار، مما ساهم في مساعدتي لتنمية قراءاتي في تلك المدونات الموجودة. ولا انسى اسرتي، فأنا أحظى بعائلة تسعى دائما لمساعدتي بكل ما يمكن.
هل واجهتك تحديات خلال مسيرتك العلمية؟
نعم ولكن رصيدي من التحدي والإصرار جعلني أكثر إبداعا ومكنني من أن أتغلب على الصعوبات، مهما كانت. في نفس الوقت، العمل هو من أكثر المعوقات التي تواجهني، على الرغم مما يقدمه لي شغلي في المتحف من فرصة للاحتكاك الدائم مع كل ما يخص حضارة العراق، حيث اني ملزمة باحترام ساعات الدوام، بما انني أعمل سبع ساعات متواصلة وهذا يمنعني من حرية التنقل بين المواقع الاثرية وزيارة المتاحف وكسب خبرة أكثر في مشاهدة أعمال التنقيب والمشاركة فيها.
ماهي منجزات شيماء في مجال عملها؟
أنجزت كتابا بعنوان “استخدام الخشب في العراق القديم، في ضوء النصوص المسمارية” ولي كتب اخرى تحت الطبع لم تنشر بعد. الاول بعنوان “الديوانية: تاريخ البدايات” والثاني يحمل عنوان “دراسة تحليلية للفن في العصر البابلي القديم” وكتاب آخر في مجال الأدب بعنوان “أحداث حرفي الأخير”. قدمت ايضا بحوثا نشرت بعنوان “نماذج من الألواح الفخارية من العصر البابلي القديم” و”السياحة في كربلاء وتأثيرها على الدخل القومي”. كذلك اعددت فلما وثائقيا بعنوان “جذور نيبور” تم انجازه من قبل قناة العراقية الوثائقية وكتبت العديد من المقالات في الصحف.
هل تلقيت مساعدة من قبل الجهات الحكومية او المؤسسات التعليمة؟
لم أتلقى أي اهتمام من قبل الجهات الحكومية ولا حتى من المؤسسات التعليمية سوى الدعم المعنوي من قبل أساتذتي الذين تتلمذت على أيديهم.
ويحز في نفسي عدم الاهتمام بما أقدمه من أعمال.
كيف كان دور المرأة العراقية في التاريخ القديم؟
المرأة لها دور مهم في التاريخ القديم، فقد اعتلت سدة الحكم في العراق، فكانت الإلهة والكاهنة والام والسيدة. ظهرت في الكثير من الألواح وهي تحمل شارات الحكم وتمسك بيدها الصولجان، كما عثر أثناء التنقيبات في مواقع مختلفة من العراق، على الآلاف من المدونات والألواح والدمى التي تمثل المرأة بأشكال ومواضيع مختلفة. فلنأخذ مثال عشتار إلهة الحب والحرب. روح الانوثة متمثلة بعشتار ـ أي العشيرة والوفيرة والكثيرة – التي سميت ارنينا بالسومري وروح الذكورة ممثلة بالاله “تموز” ـ أي ابن المياه وجالبها باللغة السومرية”. المعتقد أن الارض بكل مكوناتها الطبيعية والحيوانية هي مركز الانوثة، وان السماء هي مركز الذكورة. لكي تتخصب الحياة على الارض، يتوجب على السماء ان تبعث لها طاقتها الذكورية المتمثلة بمياه الامطار والانهار وما يصاحبها من بروق ورعود ورياح وانواء. لهذا فإن اله الكون الاكبر (ايل ـ الله) يبعث في مطلع كل ربيع ابنه او ملاكه او تجليه “تموز” ليخصب رمز الانوثة عشتار لكي تستمر الحياة في دورتها.
ماهي امنياتك في الحياة؟
أمنيتي أن أكون مترجمة أكثر إبداعا في النصوص السومرية على مستوى العراق وأن أصبح كاتبة مشهورة لها مؤلفات في مجال الآثار والأدب وأن يكون لي مشغل لأعمال النحت والرسم، فأنا أعشق عالم الفن.
ما هي أجمل المواقف عندك وما أقساها ؟
أجمل المواقف حينما منحتني وزارة التعليم العالي والبحث العلمي زيارة بيت الله الحرام وأداء مناسك الحج ,أما أقسى ما عانيته واعانيه هو عدم الاهتمام بما أقدمه من قبل المؤسسة التعليمية.