دعا الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الجزائريين إلى التصويت بكثافة في انتخابات الرئاسة المقرر تنظيمها منتصف الشهر المقبل, و”اختيار الأصلح” لقيادة البلاد في السنوات الخمس المقبلة, في وقت تشكك فيه بعض القوى السياسية مسبقا في نزاهة الاقتراع.
وحث بوتفليقة (77 عاما) في رسالة تلاها وزير العدل بمناسبة مرور خمسين عاما على تأسيس المحكمة العليا، المواطنين على “المشاركة جماعيا في هذا الاستحقاق والإدلاء بأصواتهم لاختيار من يرونه الأصلح لقيادة البلاد في المرحلة المقبلة”.
وقال إن الانتخابات -التي ستجرى يوم 17 أبريل/نيسان المقبل- ستشرف عليها لجنة وطنية تشكلت إثر مشاورات مع الأحزاب السياسية من أجل إضفاء المصداقية والشفافية على الاقتراع المقبل.
وأضاف أن الشعب الجزائري سيقدم مجددا “درسا في المواطنة” لمن يتربص بالجزائر, ويرد على كل من يشكك في نضجه السياسي وفي قدرته على صون أمنه واستقراره، حسب تعبيره.
وكان رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال ورئاسة الجمهورية قد أعلنا مؤخرا ترشح بوتفليقة للانتخابات المقبلة وسط تشكيك في قدرته على إدارة حملته الانتخابية وفي قيادة البلاد في السنوات الخمس المقبلة بسبب وضعه الصحي.
وأعلنت حملة بوتفليقة أمس أنها جمعت أكثر من سبعمائة ألف استمارة في عملية جمع توقيعات بدأت قبل ثلاثة أيام فقط. وجاءت تصريحات بوتفليقة في الرسالة التي نشرت الأحد بعد يوم فقط من تفريق الشرطة نحو مائة شخص تظاهروا في الجزائر العاصمة رفضا لترشح بوتفليقة لفترة رئاسية رابعة.
ودعا رئيس الوزراء الأسبق مولود حمروش الخميس الماضي إلى تغيير سلمي لرأس السلطة, وحث الجيش على التدخل لإيجاد حل وسط يضمن انتقالا سياسيا هادئا.
وحتى الآن, يعتبر رئيس الوزراء الأسبق علي بن فليس أبرز مرشح إلى جانب بوتفليقة, في حين أعلن رئيس حزب “جيل جديد” سفيان جيلالي أمس سحب ترشحه, ووصف ترشح بوتفليقة بأنه “انقلاب على الديمقراطية”.
وقد أعلنت أحزاب معارضة بينها التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية, وجبهة القوى الاشتراكية, وحركتا مجتمع السلم والنهضة، مقاطعتها للانتخابات الرئاسية المقبلة بحجة أنها لن تكون نزيهة في ظل غياب هيئة رقابة مستقلة.
على صعيد آخر, قالت وزارة الدفاع الجزائرية اليوم إن الجيش قتل مسلحا خلال عملية تمشيط في منطقة القبائل شرق العاصمة.