المنار نيوز/الديوانية / دعاء القريشي
لم أتمالك نفسي وسقطت الدموع من عيني وأنا أشاهد الطفلة ذات الأربع سنوات تتحسر من الألم عندما تركتها أمها وهي وحيدة ملقاة على أرضية غرفة المستشفى واضعة أصابعها بفمها لم ترتكب ذنباً سوى مرضها بتلف الدماغ.
هذه الطفلة توزع الابتسامات إلى كل من تراه على أمل كسب العطف والمودة التي سرقت منها، في مشهد يندى له جبين الانسانية.
ويقول مسؤول قسم الإعلام والعلاقات العامة في مستشفى النسائية والأطفال حيدر صالح ، إن “الملاكات الطبية عثرت على الطفلة في عمر أربع سنوات في ردهة الإسهال الشديد ومن خلال التشخيص الطبي الأول تبين أنها مصابة بتلف بالدماغ جزئياً”.
موضحا أن “الأم دخلت تحمل الطفلة على كتفها، إلى الردهة وتركتها على السرير وغابت دون أن تترك خلفها أثراً يدل عليها”، لافتاً إلى أن “الملاكات الطبية والصحية في المستشفى تهتم بالطفلة حالياً، وتعد هذه الحالة الأولى من نوعها في مستشفى النسائية والأطفال بالديوانية حيث طفله بعمر أربع سنوات والتي أدخلت في شعبة الطوارئ ردهة الإسهال الشديد”.
وأضاف أنه “من خلال الكاميرات عرفنا أن أمها أدخلتها الردهة من دون علم الطبيب الخفر أو الممرضة أو أي شخص من الملاك الموجود ومن دون مراجعة تركتها فقط في الردهة فبلغنا شعبة الطوارئ الإدارة فاتخذت الإجراءات القانونية كلها, وبلغنا بهذا الشيء الجهات المعنية وهي في الوقت الحالي برعاية المستشفى وتؤمن احتياجاتها من مأكل وملبس وعناية جيدة وإلى أن تبلغ بقرار المحكمة وهي التي ستقرر مصير هذه الطفلة”.
مشيراً إلى أن “الطفلة أما أن سترسل إلى دار الأيتام أو تبقى في المستشفى أو تتبناها أسرة على شرط أن تكون العائلة قادرة على ضمان مستقبلها وتوفير احتياجاتها”.
ولفت صالح إلى أنه “قد يكون هناك إجراء آخر من خلال التعرف على المرأة التي تركتها وتعميم صورتها لأن هذه تعد جريمة إنسانية لاسيما أنها تعاني تلفاً في الدماغ جزئياً وعلى الصحف والإذاعات إعلان هذا الخبر كي يستطيع ذووها المراجعة واستلامها أو ترسل بأمر القاضي إلى دار الأيتام ، إذ لا يمكن أن تبقى في المستشفى”.
معرباً عن أمله في أن “ترجع إلى أحضان أمها لان لا احد يستطيع أن يعوضها حنان أمها, وهي الآن تحت إشراف عاملة الخدمة والممرضة المشرفة على الردهة وذلك بتلبيسها وإعطاءها الحليب والطعام إضافة إلى العناية الكاملة التي تتلقاها من المستشفى”.
بدوره يقول المواطن احمد عباس إن “تصرف الأم بهذه الوحشية نذير شؤم يوجب على الجميع الانتباه لما وصل المجتمع إليه، ولو كان العوق مدعاة لان تترك الأم طفلتها فعلى دنيانا السلام ولن تحل علينا الرحمة الإلهية أن وصل بنا الحال إلى ما سمعناه عن الطفلة”.
ويتساءل عباس “كيف تمكن الأب والأم من النوم في ليلهم، بعد آن اقترفوا هذه الجريمة البشعة، كيف نست حملها تسعة أشهر وولادتها وخلاصها من الموت، لترمي بها بهذه البساطة”، مبدياً “رغبته في تبني الطفلة والاهتمام بها وتلبية حاجاتها جميعاً ، على أمل أن تراجع الأم جريمتها بحق طفلة لا ذنب لها في الدنيا سوى أنها معاقة”.
من جهة ثانية قالت إحدى الأمهات، المواطنة أم كرار إن “ابنتي معاقة وتبلغ من العمر 18 سنة، لا أكاد أفارقها لأي سبب، بل أمنحها الاهتمام والعطف كله على حساب إخوتها لأنها تعيش ظروفاً خاصة، فهل نست تلك الأم اختبار الله لنا لنصبر على ما نظنه بلاء وهو خير لنا؟”.