المنار /منار الزبيدي
باناملها المبدعة تمكنت الشابة دعاء وسام ذات ال( ٢٤) عام من محافظة ذي قار بان تحول قشور البيض الى وسيلة لكسب المال , بعد ان تضفي عليها ابداعها الفني بالرسم والنحت ,فهي تستخدم قشور البيض وتضع داخله مجسمات صغيرة ذات اشكال لطيفة تصنعها من الصابون ,واحيانا تحول البيضة الى علبة صغيرة للاحتفاظ بالاشياء الناعمة ذات الحجم الصغير ,
بعد ان اتمت امتحانات البكلوريا عندما كانت في المرحلة الثانوية انزوت لممارسة هوايتها في الرسم غير التقليدي فقد كانت ترفض (تقليد الاخرين ) كما انها رفضت ان يقال عنها ” عاطلة عن العمل “
و بعد تخرجها من كلية الهندسة قسم الميكانيك بدأت بتنفيذ فكرتها الفريدة من نوعها على مستوى العراق , فمن كان يصدق ان قشور البيض ممكن ان تتحول الى فن جميل واشكال لطيفة ! او انها تتحول الى وسيلة للحصول على المال ؟
كان قشر البيض يستهويها وتصفه (بالبيضوي اللطيف) ثم خطرت لها فكرة تزيين تلك القشور برسوماتها المميزة الجميلة .
تقول ” جربت ان اصنع شيئ خاص بي كأن تكون فكرة غير مطروقة من قبل فاخترت قشر البيض لاحوله الى شكل قناع شبيه بالاقنعة الايطالية وكانت هذه اول فكرة نفذتها خلال صيف سنة ٢٠١٢ بعد وبعد اعجاب عائلتي بما صنعت تحفزت لاصنع المزيد وانتاج المزيد من الاعمال الممكنة بقشر البيض وكيف يمكنني ان اجعل القشر اقوى بحيث لاينكسر بسهولة “
واضافت ” عملت كثير من القطع وكلما اصنع واحدة ازداد خبرة بمجالي حتى امتلكت مهارة الكشف عن نوع القشور النافعة باستخدام حاسة اللمس , فقد كانت الافكار بقشر البيض تنبثق من العدم وبعد عامين خطرت لهي فكرة صنع العود من قشر البيض “
الاسرة و كروبات الموهوبين على الفيس بوك كانت محفزا قويا وعاملا مهما لان تستمر دعاء في عملها وتوسع من نطاق بيع منتجاتها ” تشجيع اسرتي كان من اهم المحفزات الايجابية لانجح واطور افكاري خاصة والدي الذي كان يهتم بي ويفاجئني بهدايا الرسم والادوات المطلوبة للعمل , اضافة الى وجود تجمع على الفيس بوك خاص بالرسامين واصحاب المواهب الفنية احب جدا النشر فيه اسمه (لمسة عراقية )فهو يضم الكثير من الموهوبين الذين يتسابقون في نشر ابداعاتهم “
وتتابع “بعد فكرة العود بفترة قصيرة فكرت اهداء احدى صديقاتي هدية تبقى ذكرى و فكرت بجعل قشر البيض بشكل علبة ،لم تكن القطعة الاولى ناجحة كما اردت لكن تعلمت منها كيف اطور الفكرة ، بعد التخرج عاودت العمل بقشر البيض بالافكار القديمة و فكرت بتطويرها “
بدأت دعاء بتصنيع المجسمات الصغيرة من الطين الاصطناعي و النحت من الصابون لذا فكرت بدمج الفكرتين معا من خلال وضع المجسمات الصغيرة داخل قشرة البيضة و بذلك صنعت داخل البيض حجرة صغيرة تحتوي المجسم وتمثل محيطه”
ورغم مشاعر العجر والتعاسة التي كانت تعيشها بسبب عدم حصولها على وظيفة تناسب تخصصها العلمي الا انها اعتبرت اعمالها اليدوية املا فتح لها افاق واسعة تقول “مازلت اصنع المجسمات و امثل عالمها داخل قشر البيض اخر الافكار التي اعمل عليها هي ان اجعل قشر البيض رأس لمجسم من الصابون”
في بادئ الامر لم يكن عملها من اجل الحصول على المال وانما حبها للعمل و ممارسة هوايتها ولكن الحال لم يبقى على حاله بحسب دعاء ” بعد جلوسي في المنزل عاطلة عن العمل لمدة طويلة فكرت بان استخدم موهبتي كعمل لكسب المال واسست صفحة فيس بوك باسم ” ابتكار “انشر من خلالها اعمالي الجديدة وقد صنعت مجسمات شبيهة باصحاب الطلب داخل قشر البيض “
لم تشارك بمعارض فنية بعد التخرج ما عدا بازار خيري واحد لم يدعمها بشراء منتجاتها رغم الاعجاب الشديد الذي تجاه اعمالها اما التحديات التي واجهتها فقد تلخصت باستخفاف البعض وسخريتهم من اعمالها تقول ” احد المواقف السلبية سبب لي احباط و فكرت بترك العمل , لكني عدت للامل بقوة وصلابة بعد ان شجعني احد المدرسين الذين تتلمذت على يدهم فواصلت مشوراي بثقة وعزيمة و مازلت كذلك “
اكثر مايفرح دعاء هو تميزها وتفردها بهذا النوع من الفن على مستوى العراق كما اكدت “لا توجد امراة غيري في العراق تتقن فن الرسم والنحت على قشور البيض كما ان فكرتي مبتكرة وليست تقليد لاي شخص اخر “
دعاء وسام تمتلك مواهب اخرى اضافة الى ابداعها المميز الفريد مع قشور البيض فهي تجيد الخياطة والحياكة وامور اخرى لم تتخلى عنها ابرزها واهمها القراءة “احب قراءة الكتب لاطور وانشط عقلي وفكري باستمرار “
طموحات عالمية وبها اختتمت الحديث “اطمح لان تشتهر اعمالي الفنية على المستوى العالمي وان اكون سيدة اعمال ناجحة بهذا الفن المييز بفكرته الرائعة كما اني سعيدة جدا واعتز بنفسي لاني اعتمدت على قدراتي لاطور مواهبي واحصل على المال من جهدي دون انتظار من يعطيني او ابقى بلا عمل على امل الحصول على وظيفة حكومية “.
رابط صفحتها على الفيس بوك بعنوان ابتكار