رغم عمرها الستيني “أم رقية”، تحدت الفقر و افترشت ارض سوق الخضر من اجل لقمة عيش حلال تغنيها عن طلب المعونة من الناس وتحفظ كرامتها، فتستطيع من خلال عملها تأمين القوت لها ولبناتها الاربعة ,
رغم انها لا تجني الا الربح القليل من وراء بيع الخضروات، الا انها فرحة وراضية بعملها الذي وصفته “بالعمل الشريف”.
أم رقية هي واحدة من هؤلاء النساء اللواتي دفعتهن ظروفهن الصعبة وعجز الجهات الحكومية عن توفير حياة كريمة لهن، الى النزول الى سوق الشغل وهي في الستينات من عمرها، لتعيل بناتها اضافة الى زوجها المقعد وزوجته الثانية.
لم تترفع عن عملها البسيط بل هي مقتنعة بما تحصل عليه من قوت، فهي تعتبر العمل بالنسبة للمراة كرامة وتحديا للواقع المرير وتقول “لابد للمراة ان تصون كرامتها ولا تذل نفسها، مهما كان وضعها، فالعمل يحصنها من العوز والحاجة للاخرين”. وتضيف “ما اجملها من فرحة حين ادخل على بناتي بقليل من الرزق الحلال”.
مطاردة الجهات الرقابية أكبر تحدي
رغم اجتهاد أم رقية، فإن الجهات الرقابية لم تتركها، هي وغيرها من النساء اللواتي يعملن مثلها، بحالهن، بل لا تنفك تطاردهن لمنعهن من بيع بضائعهن البسيطة، معتبرة ذلك مخالفة للقوانين وإرباكا لحركة السوق.
بالنسبة لأم رقية، تمثل الفرق الرقابية التحدي الاكبر لها، حيث تضطر إلى نقل بضاعتها من مكان لآخر باستمرار لتفاديها. وعادة ما لا تتعدى أدوات العمل بالنسبة لها ولأمثالها الفرش البسيط أو الأكياس أو “البسطات” الصغيرة أو العربات حتى يتمكنن من نقلها بشكل سريع تجنبا لمصادرتها.
ولكن الرقابة الحكومية ليست التحدي الوحيد الذي يواجه أم رقية، فهي مضطرة للذهاب إلى المناطق الريفية البعيدة للحصول على الخضروات، وهي تحرص على جمعها بنفسها حتى تتاكد من انها طازجة وتستطيع بيعها بأسعار أقل من سعر السوق وبالتالي تجذب اكبر عدد من الزبائن.
كل هذه الصعوبات لا تحبط من عزيمتها، فتواصل ممارسة مهنتها بجد. “سأستمر في عملي الى آخر يوم في حياتي”، تؤكد أم رقية، معتبرة انه يعطي معنا لحياتها ويمكنها من العيش بعز وكرامة .
م/مجلة عراقيات