أخبار ومقالات

  المرأة داخل المجتمع الريفي

المنار/ زهراء محمد ابراهيم

كلنا نعلم ان الحياة جميلة بكل ما فيها ،قد تكون قاسية احيانا لكنها بعد كل عناء منها نحاول ان نكون افضل و ان نتفائل بها فهي مقدرة لنا، و لكن ليس دائما فهناك عوائق في الحياة و مشاكل قد تكون بسببنا او بسبب اختيارنا الخاطئ لها لذلك علينا التحمل…
الجميع يعرف ان المجتمع في الماضي و الحاضر لا يعطي الاهمية المرجوة للمرأة و لا يعيرها الاهتمام الذي يشعرها انها عنصر مهم من عناصر تكون الامم و الحضارات في المجتمعات كافة لكن لربما في وقتنا الحاضر تكون المرأة اكثر وعياً من السابق لكن ما فائدة الوعي ان لم تطالب بما تريد و هل لاحظنا الفرق في تعامل المرأة في المجتمع الريفي و المجتمع المتحضر اي المدينة و فرق تعامل كل من المجتمعين معها؟؟
بكل تأكيد ان المرأة سواء كانت ام او اخت او ابنة او زوجة تكون مظلومة جدا في الحياة الريفية
اولا لقسوة العيش لما تتحمله من مسؤليات تفوق قدرتها على التحمل …
ثانيا بسبب سوء معاملة الكثير لها فهي هناك تخضع للنظام العشائري و القبلي و الذي هو معروف بظلمه للمرأة و تحطيمه لشخصيتها و التأثير بشكل كبير على طموحاتها و ايضا الاحكام العشائرية الجائرة التي تصدر بحقها حتى لو لم تكن مخطئة فهي لا تجرؤ على ان تطالب بحقها او ان تجعلهم يغيرون تعاملهم معها و كأنها ليست انسان يمتلك الكتلة الاكبر من المشاعر و الاحاسيس و التي قد يدهس عليها ببساطة من قبل احكامهم بحقها فمثلا ..
من ابسط حقوقها اختيار شريك حياتها و الذي سوف يكون معها في السراء والضراء فهي عندنا ليس لها الحق في ذلك و ان عارضت او قالت انها تريد هذا الانسان تتعرض للكثير من الاهانات و احيانا تصل الحالة الى ضربها هل هذا هو التعامل الامثل لهذه الزهرة الجميلة فهي تكاد تذبل يوم بعد يوم بسبب سوء تعاملهم معها…
و اما الحق الاخر و هو حقها في الدراسة و نيل الشهادة كما في فتاة المدينة ففي الريف تمنع حتى من ان تدرس و تجتهد و تحصل على شهادة لتضمن مستقبلها فهي في نظرهم لا داعي لها ان تدرس و ان الفتاة يحب ان تكون جليسة المنزل و لا يحق لها الخروج لا للدراسة و لا للعمل الوظيفي فنرى عندما نذهب لزيارة مكان ما في الريف و نسأل واحدة من الفتيات عن تحصيلها الدراسي تجيب بكل حزن و الم و صوت منكسر انها لم تكمل تعليمها او انها اصلا لم تتعلم فهي لا تجيد حتى كتابة اسمها و فوق كل تلك المعانات فهي تتحمل اكثر ما يتحمله الرجل من مسؤليات فهي التي تربي الاطفال و هي التي تهتم بالمنزل و متطلباته و ايضا تهتم بالحيوانات كما هو معروف ان الريف يهتمون بتربية الحيوانات و ايضا تعمل الكثير من النساء في زراعة الارض و الحصاد و احيانا حتى بيع المزروعات هل لهذا خلق الله المرأة ؟؟
هل خلقها ربها لكي تشقى و تتحمل الذل و العناء ؟؟
لكن هذا يكون بسببها لانها تخشى ان تطالب بشيئ بسيط من حقوقها لذلك على المجتمع و منظماته ان يقوموا بعمل الندوات و الاجتماعات التثقيفية و ذات التوعية لأجل جعل المرأة اكثر ثقة بنفسها و بقوتها و ايضا يجب عمل ندوات للمجتمعات الريفية بشكل عام و للجنسين من اجل تغيير الكثير من المفاهيم الخاطئة و الجارحة لكرامة المرأة و تغيير تعاملهم معها و اعتبارها انسان ذو مشاعر قد تخدش بأقل كلمة ….
ارجوا من الله ان اكون سببا في ان اجعل المرأة ذات شخصية قوية كما للرجل.

زر الذهاب إلى الأعلى