حلم امي حقيقة مرة

منار الزبيدي/عراقيات

استيقظت باكرا على جرس الهاتف واذا بها امي تحدثني بصوت مرتبك خائف حاولت ان افهم شيء لكنها لم تردد سوى اريد ان اراك ,اسرعت لاغدق الماء البارد على وجهي وذهبت لامي لاجدها تبكي وعيناها كالدم ,امسكت بيداها وهي ترتجف قالت رؤيا افزعتني ولم انم نصف الليل المتبقي فكاني كنت احمل القران بين يدي ومسبحتي تطوقه وامشي في المقبرة فاذا بالارض تخسف بي لاسقط في احد القبور  واموت دون ان يعلم اهلي بالحادثة وقد مرت السنوات على الامر ومصيري مجهول ,قلت لها حبيبتي الموت حق قالت لايخيفني الموت بل مااصاب زوجي واولادي حيث  انكروني واتهموني وكانما اختفائي لامر يمس اخلاقي وهذا الامر ارعبني الى درجة اصبحت اشعر واقعا بانهم اغراب ,تذكرت حينها قصة المراة التي قتلها نظام صدام قبل العام 2003 وظن اهلها بها ظن السوء ففسقوها وتبرئوا منها الى ان كشف الله برائتها بعد الاحتلال الامريكي للعراق حيث وجدت جئتها مع ابنها في احدى المقابر الجماعية ,حاولت ان اهدأ اعصاب امي دون جدوى ,فهي تعاني صدمة ماراته في حلم  والحقيقية انه ليس بحلم فما حلمت به هو حقيقة مرة  حصلت مرارا وتكرارا ولن تنتهي مادام هناك من يعتقد المراة ناقصة عقل ودين ومن يظنها عورة  ومن يراها عبدة وخادمة ومن يتهمها بالخيانة وعدم القدرة على تحمل المسؤولية ,ولو كان المفقود رجل لظلت المراة صابرة محتسبة منتظرة لخبر او رائحة خبر عن وجوده وكم من نساء تحملن المسؤولية فعملن بمعامل الطابوق وعلى الطرقات ليربين اطفالهن وازواجهن بالاسر مجهولي المصير خاصة خلال الحرب العراقية الايرانية فضاع شبابهن بين الترقب والعمل وتربية الاولاد ولم يشتكين غياب ازواجهن ولم يقطعن الامل اويشكن بهجرتهم ,فلماذا لايكون هناك عذرا شريفا  لامراة غابت عن بيتها ؟ الا يمكن ان يكون سؤا قد مسها ؟ او ظليمة قد وقعت عليها ؟

http://iraqiyat.org/full-iraqi-blogers.aspx?Articleid=98&AuthorID=3#